خادم الحرمين يبدأ زيارة رسمية للأردن والملك عبد الله الثاني في مقدمة مستقبليه

يرأس غداً وفد بلاده في قمة عمان... وأناب ولي عهده لإدارة شؤون الدولة خلال غيابه

خادم الحرمين الشريفين في حديث مع الملك عبد الله الثاني في صالة التشريفات بعد مراسم الاستقبال الرسمية (تصوير: بندر الجلعود)
خادم الحرمين الشريفين في حديث مع الملك عبد الله الثاني في صالة التشريفات بعد مراسم الاستقبال الرسمية (تصوير: بندر الجلعود)
TT

خادم الحرمين يبدأ زيارة رسمية للأردن والملك عبد الله الثاني في مقدمة مستقبليه

خادم الحرمين الشريفين في حديث مع الملك عبد الله الثاني في صالة التشريفات بعد مراسم الاستقبال الرسمية (تصوير: بندر الجلعود)
خادم الحرمين الشريفين في حديث مع الملك عبد الله الثاني في صالة التشريفات بعد مراسم الاستقبال الرسمية (تصوير: بندر الجلعود)

بدأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز زيارة رسمية مقررة للمملكة الأردنية الهاشمية، حيث وصل في وقت سابق أمس إلى العاصمة عمان تلبية لدعوة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، كما يرأس وفد بلاده في اجتماعات القمة العربية في دورتها العادية الثامنة والعشرين التي تبدأ فعالياتها غداً (الأربعاء) في عمان، وتقدم مستقبليه لدى وصوله الملك عبد الله الثاني.
كما كان في استقباله الأمير فيصل بن الحسين، والأمير علي بن الحسين، والأمير حمزة بن الحسين، والأمير هاشم بن الحسين، والأمير راشد بن الحسين، والأمير خالد بن فيصل بن تركي سفير السعودية لدى الأردن.
وأجريت لخادم الحرمين الشريفين مراسم استقبال رسمية، حيث عزف السلامان الملكيان السعودي والأردني، واستعرضت 5 فصائل من حرس الشرف أمام الملك سلمان.
وعقب استراحة قصيرة في صالة التشريفات بالمطار، صافح العاهلان كبار المسؤولين في الجانبين، توجه بعدها خادم الحرمين الشريفين يرافقه الملك عبد الله الثاني في موكب رسمي إلى المقر المعد لإقامة خادم الحرمين الشريفين وسط ترحيب من أبناء الشعب الأردني الذين اصطفوا على جنبات الطريق لتحيته.
وقبل مغادرته الرياض، أناب الملك سلمان بن عبد العزيز، الأمير محمد بن نايف، ولي العهد في إدارة شؤون الدولة، ورعاية مصالح الشعب خلال فترة غيابه عن المملكة، حيث أصدر أمراً ملكياً بهذا الخصوص استند إلى المادة «السادسة والستين» من النظام الأساسي للحكم، جاء فيه: «نظراً لعزمنا بمشيئة الله، على السفر خارج المملكة هذا اليوم (أمس) الاثنين، الثامن والعشرين من شهر جمادى الآخرة عام 1438ه حسب تقويم أم القرى، الموافق 27 من شهر مارس (آذار) عام 2017م، فقد أنبنا بموجب أمرنا هذا صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد في إدارة شؤون الدولة، ورعاية مصالح الشعب خلال فترة غيابنا عن المملكة، والله ولي التوفيق».
وقد رحبت الحكومة الأردنية بزيارة العاهل السعودي إلى الأردن، وقال الناطق باسم الحكومة وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الدكتور محمد المومني، إن زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى الأردن «تؤكد عمق العلاقات الأخوية الوطيدة التي تربط البلدين والتنسيق المستمر بالقضايا ذات الاهتمام المشترك كافة، إضافة إلى عمق الحوار السياسي بينهما على الصعد الاستراتيجية كافة»، وأضاف المومني أن هناك تطابقاً في الرؤى والمواقف السياسية بين البلدين في الموضوعات ذات الصلة بمستقبل الحلول للأزمات التي تشهدها المنطقة العربية.
وأكد المومني أن مجلس التنسيق بين البلدين، الذي يرأسه من الجانب السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ومن الجانب الأردني رئيس الوزراء هاني الملقي، «يشكّل جزءاً من عملية التنسيق السياسي والاقتصادي الواعد بين البلدين وبه تدخل العلاقات السعودية - الأردنية الاقتصادية مرحلة مؤسسية جديدة مؤسسة على المنفعة المتبادلة». وقال المومني: «سنستثمر المناسبة لتقديم الشكر لخادم الحرمين الشريفين على مواقفه المساندة للأمة العربية ووقوفه بجانب الأردن».
من جانبه، أوضح الأمير خالد بن فيصل بن تركي سفير السعودية في عمان، أن زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز للأردن تأتي لترسيخ مبدأ الأخوة بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين، وتحمل دلالات كثيرة على المستوى السياسي والاقتصادي.
وقال في تصريح لوكالة الأنباء السعودية إن «خادم الحرمين الشريفين يولي العلاقة مع المملكة الأردنية الهاشمية اهتماماً خاصاً، الأمر الذي يدل بشكل واضح عن مكانة الملك عبد الله الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية وشعبها لدى قيادة المملكة العربية السعودية وشعبها».
وأوضح السفير السعودي أن خادم الحرمين الشريفين يوجه دائماً كل مسؤول سعودي، سواء كان ذا مسؤولية سياسية أو اقتصادية على الاهتمام بتعزيز العلاقات والحفاظ على قوتها واستمراريتها بالشكل الذي ينسجم مع تاريخ البلدين، وعلاقات الأخوة بين الشعبين الشقيقين، مشيراً إلى أن العلاقات السياسية السعودية - الأردنية «لا تقاس بعام أو عامين بل تمثل خطاً زمنياً طويلاً من الانسجام والتطابق في الرؤى والأفكار، والبلدان يتميزان باستقرار سياسي ومصداقية وإيجابية في حل مختلف القضايا العربية».
وبيّن أن التعاون الاقتصادي بين البلدين يشهد نمواً كبيراً، حيث تم خلال الفترة الماضية فتح مجالات استثمارية أمام رجال الأعمال السعوديين، إذ كان من ثمراته تشكيل المجلس التنسيقي السعودي - الأردني. وقال: «نحن في سفارة المملكة في الأردن نسعد جداً بتوفير المناخ الاستثماري المفيد للتاجر السعودي والتاجر الأردني على حد سواء».
ونوّه السفير السعودي بمشاركة المملكة الأردنية الهاشمية ضمن التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، وعدّ المشاركة «تعبيراً عن تقدير القيادة الأردنية للمملكة وقيادتها في سبيل مواجهة التحديات المشتركة، وأن القيادة في المملكة العربية السعودية لا تستغرب هذه المشاركة بل كانت مؤكدة بسبب التقارب والانسجام السياسي بين القيادتين في البلدين الشقيقين».
في الوقت نفسه، رحب رئيس وزراء الأردن الأسبق سمير الرفاعي بالزيارة الملكية السعودية لبلاده، وقال لوكالة الأنباء السعودية إن «خادم الحرمين الشريفين يحل ضيفاً عزيزاً على الملك عبد الله الثاني، وعلى الأردنيين جميعاً»، مؤكداً أن الأردنيين ينظرون لخادم الحرمين الشريفين، بكل معاني الإجلال والتقدير، إذ إنه نذر نفسه وجهده لنهضة وطنه ولخير هذه الأمة، والدفاع عن هويتها واستقلال قرارها، وفي تقديم الصورة الصادقة عن ديننا الإسلامي الحنيف، ووسطيته واعتداله.
وأكد الرفاعي أن علاقات البلدين، تمثل، نموذجاً ومثالاً مميزاً، للعلاقات العربية - العربية، إذ إنها، تستند إلى تاريخ طويل من التنسيق والتعاون والانسجام في الرؤى والمواقف والأهداف السياسية، للقيادة الحكيمة للبلدين وتطلعات الشعبين الشقيقين، طيلة عقود كثيرة.
وأضاف رئيس وزراء الأردن الأسبق: «على المستوى الشعبي، تتسم العلاقات السعودية - الأردنية بالعمق والأصالة والتواصل التاريخي والجغرافي والثقافي»، وأوضح أن العلاقة المتميزة بين القيادتين في الأردن والسعودية، هي الأكثر تعبيراً وترجمة حقيقية، لجوهر العلاقة بين الشعبين الشقيقين، وتسير دائماً باتجاه التطور والتقدم، بما يلبي طموحات وآمال الشعبين السعودي والأردني، ومستقبل الشباب والأجيال القادمة في كلا البلدين.
وقال إن «المرحلة الراهنة تمثل واحدة من أخطر المراحل التي تجابهها الأمة والمنطقة، وأيضاً هي من أكثر المراحل التي تحمل معها فرصاً حقيقية، في حال التفاعل الإيجابي المنسجم، عربياً، مع التحديات، وامتلاك زمام المبادرة للتعاطي مع التطورات الإقليمية والدولية، بما يضمن مصالح أمتنا وينسجم مع ثوابتها».
وبيّن أن لقاء القمة بين خادم الحرمين الشريفين والملك عبد الله الثاني، في هذا الوقت، تأتي تأكيداً على امتلاك القيادتين لإرادة العمل والتحرك والمبادرة، باتجاه الدفاع عن القضايا العربية العادلة وتحقيق آمال الشعوب العربية.
وأضاف أن المرحلة الراهنة تمثل ذروة التعاون الاقتصادي المشترك بين البلدين، «وبمقدار المستوى اللافت من الانسجام السياسي وآلياته بين البلدين، فإن الفرصة متاحة لتطوير الواقع الاستثماري والاقتصادي بما يخدم المسارات التنموية، ويجسد مصالح الشعبين الشقيقين، ويسهم في تطوير التعاون الاقتصادي والارتقاء به إلى مستوى قريب من مستوى التعاون السياسي القائم بين البلدين الشقيقين».
وكان في وداع خادم الحرمين الشريفين عند سلم الطائرة في مطار قاعدة الملك سلمان الجوية بالرياض؛ الأمير عبد الإله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، والأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.
كما كان في وداعه في صالة التشريفات بالمطار؛ الأمير عبد الله بن مساعد بن عبد الرحمن، والأمير محمد بن سعد بن عبد العزيز، والأمير مقرن بن عبد العزيز، والأمير بندر بن عبد الله بن عبد الرحمن، والأمير تركي الفيصل، والأمير مشعل بن سعود بن عبد العزيز، والأمير فهد بن عبد الله بن محمد، والأمير عبد الرحمن العبد الله الفيصل، والأمير سعود بن سعد بن عبد العزيز، والأمير الدكتور تركي بن محمد بن سعود الكبير مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير متعب بن ثنيان بن محمد، والأمير محمد بن مشاري بن عبد العزيز، والأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وزير الحرس الوطني، والأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع، والأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، والأمير تركي بن فهد بن جلوي، والأمير فيصل بن سعود بن محمد، والأمير الدكتور سعود بن سلمان بن محمد، والأمير نهار بن سعود بن عبد العزيز، والأمير عبد العزيز بن محمد بن عياف، والأمير أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن محافظ الدرعية، والأمير خالد بن سعود بن خالد المستشار بالديوان الملكي، والأمير بندر بن سعود بن محمد المستشار بالديوان الملكي، والأمير عبد المحسن بن عبد الله بن عبد الرحمن، والأمير خالد بن يزيد بن عبد الله، والأمير سعد بن عبد الله بن مساعد، والأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد، والأمير بندر بن عبد العزيز بن عياف، والأمير منصور بن ثنيان بن محمد، والأمير عبد الرحمن بن مساعد بن عبد العزيز، والأمير الدكتور تركي بن سعد بن سعود، والأمير محمد بن فيصل بن بندر، والأمير سلمان بن سلطان بن عبد العزيز، والأمير نايف بن سلطان بن عبد العزيز، والأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبد العزيز، والأمير عبد العزيز بن نواف بن عبد العزيز، والأمير مشعل بن سلطان بن عبد العزيز، والأمير عبد المجيد بن عبد الإله بن عبد العزيز، والأمير عبد العزيز بن متعب بن ثنيان، والأمراء والمشايخ وكبار المسؤولين.
وغادر في معية خادم الحرمين الشريفين كل من: الأمير خالد بن فهد بن خالد، والأمير منصور بن سعود بن عبد العزيز، والأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز، والأمير سعود بن فهد بن عبد العزيز، والأمير طلال بن سعود بن عبد العزيز، والأمير خالد بن سعد بن فهد، والأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير فهد بن عبد الله بن عبد العزيز بن مساعد، والأمير سطام بن سعود بن عبد العزيز، والأمير خالد بن تركي بن عبد العزيز، والأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبد العزيز، والأمير الدكتور عبد العزيز بن سطام بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير فيصل بن خالد بن سلطان بن عبد العزيز المستشار في الديوان الملكي، والأمير منصور بن مقرن بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز المستشار في الديوان الملكي، والأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز مستشار وزير الداخلية، والأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبد العزيز، والأمير عبد الله بن بندر بن عبد العزيز، والأمير سعود بن سلمان بن عبد العزيز، والأمير نايف بن سلمان بن عبد العزيز.
ويضم الوفد الرسمي المرافق لخادم الحرمين الشريفين كلاً من الدكتور إبراهيم العساف وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، والدكتور توفيق الربيعة وزير الصحة، والدكتور عصام بن سعد بن سعيد ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء، والدكتور ماجد القصبي ووزير التجارة والاستثمار، وعادل الجبير وزير الخارجية، وسليمان الحمدان وزير النقل، وخالد الحميدان رئيس الاستخبارات العامة.
كما غادر في معية الملك سلمان كل من: أحمد الخطيب رئيس الهيئة العامة للترفيه، وخالد العباد رئيس المراسم الملكية، وفهد العسكر نائب السكرتير الخاص لخادم الحرمين الشريفين مساعد رئيس الديوان الملكي للشؤون التنفيذية، وياسر الرميان المشرف على صندوق الاستثمارات العامة، والفريق أول حمد العوهلي رئيس الحرس الملكي، وعقلا العقلا نائب رئيس الديوان الملكي، والدكتور محمد الحلوة المستشار في الديوان الملكي، وتميم السالم مساعد السكرتير الخاص لخادم الحرمين الشريفين، وتركي بن عبد المحسن آل الشيخ المستشار في الديوان الملكي، وخالد السويلم رئيس الشؤون الخاصة لخادم الحرمين الشريفين المكلف.



السعودية وبريطانيا تؤكدان ضرورة خفض التصعيد الإقليمي

الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
TT

السعودية وبريطانيا تؤكدان ضرورة خفض التصعيد الإقليمي

الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)

أكدت الرياض ولندن، الخميس، ضرورة خفض التصعيد الإقليمي، والالتزام بالمعايير الدولية، وميثاق الأمم المتحدة، وذلك في بيان مشترك عقب زيارة كير ستارمر رئيس الوزراء البريطاني للسعودية هذا الأسبوع، التي جاءت انطلاقاً من أواصر علاقتهما المميزة.

وذكر البيان أن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، وستارمر أكدا خلال جلسة مباحثات رسمية على أهمية الدور الذي يقوم به مجلس الشراكة الاستراتيجية في تعزيز التعاون بين البلدين، واستعرضا التقدم الكبير المحرز في تطوير العلاقات الثنائية وتنويعها.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز الشراكة الاقتصادية بينهما، والتزامهما برفع حجم التجارة البينية إلى 37.5 مليار دولار بحلول عام 2030، وزيادة الاستثمار في صناعات الغد، بما يحقق النمو المستدام. كما اتفقا على برنامج طموح للتعاون يهدف لتعزيز الازدهار المتبادل، والأمن المشترك، ومعالجة التحديات العالمية.

وأشادا بنمو الاستثمارات المتبادلة، ونوّها بالاستثمارات السعودية الكبيرة في المملكة المتحدة خلال عام 2024، ومنها لصندوق الاستثمارات العامة، مثل «سيلفريدجز» و«مطار هيثرو»، والاستثمار الإضافي في نادي نيوكاسل يونايتد لكرة القدم، ما يعزز العلاقات المتنامية بين شمال شرقي إنجلترا والسعودية.

ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء البريطاني خلال جلسة مباحثات رسمية في الرياض (واس)

وبينما تعدّ المملكة المتحدة من أكبر المستثمرين الأجانب في السعودية، نوّه الجانبان بإعلان الهيئة البريطانية لتمويل الصادرات عن خططها لزيادة حجم تعرضها السوقي إلى 6 مليارات دولار أميركي، وذلك في ضوء نجاح التمويل (المتوافق مع الشريعة الإسلامية) بقيمة تبلغ نحو 700 مليون دولار للاستثمار بمشروع القدية (غرب الرياض).

وأعربا عن تطلعهما إلى تطوير شراكات استراتيجية طويلة الأمد تخدم المصالح المتبادلة، والمساهمة في النمو الاقتصادي المستدام. ورحّبا بالتقدم الكبير المحرز بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين مجلس التعاون الخليجي والمملكة المتحدة.

وأشادا بالتعاون القائم بين البلدين في قطاع الطاقة، وأكدا أهمية تعزيزه بمجالات الكهرباء، والطاقة المتجددة، والهيدروجين النظيف وتطبيقاته، والتكنولوجيا النظيفة، وابتكارات الطاقة والاستدامة. واتفقا على العمل المشترك لإنشاء تحالف الهيدروجين النظيف بين جامعاتهما بقيادة جامعتي «الملك فهد للبترول والمعادن»، و«نيوكاسل».

وأكدا أهمية تعزيز موثوقية سلاسل التوريد العالمية، وتحديداً مع إطلاق السعودية مبادرة لتأمين الإمدادات، وخاصة بمجالات الطاقة المتجددة، وإنتاج الهيدروجين، والمعادن الخضراء، والبتروكيماويات المتخصصة، وإعادة تدوير النفايات، والمركبات الكهربائية.

جانب من جلسة المباحثات بين الأمير محمد بن سلمان وكير ستارمر (واس)

كما رحّبا بإطلاق السعودية 5 مناطق اقتصادية خاصة تستهدف الصناعات والقطاعات الاستراتيجية، وتوفر للشركات البريطانية فرصة الاستفادة من مزايا وحوافز على جميع مستويات سلاسل التوريد.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في قطاع الخدمات المالية، ومجال تطوير قطاعات التعدين المستدامة، وتنويع إمدادات المعادن النادرة المستخدمة في التقنيات النظيفة. وأعربت بريطانيا عن دعمها وعزمها المشاركة على مستوى رفيع في «منتدى مستقبل المعادن السعودي» خلال شهر يناير (كانون الثاني) 2025.

كما أكدا على مركزية الاتفاقية الأممية الإطارية بشأن تغير المناخ، واتفاقية باريس، ونوّها بنتائج مؤتمر الأطراف «كوب 29»، وأهمية العمل لتحقيق نتيجة طموحة ومتوازنة في «كوب 30» عام 2025. ورحّبت بريطانيا بطموحات الرياض وقيادتها عبر مبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر»، ورئاستها لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر «كوب 16».

وأعربت بريطانيا أيضاً عن دعمها جهود السعودية في مجالات البيئة والتغير المناخي من خلال تنفيذ نهج الاقتصاد الدائري للكربون الذي أطلقته الرياض، وأقرّه قادة مجموعة العشرين، مؤكدة دعمها القوي لـ«رؤية 2030»، والتزامها بالفرص التي تتيحها في إطار الشراكة بين البلدين.

ولي العهد السعودي يصافح رئيس الوزراء البريطاني لدى وصوله إلى قصر اليمامة (واس)

ورحّب البلدان بتزايد عدد الزوار بينهما، وعبّرا عن تطلعهما إلى زيادة هذه الأعداد بشكل أكبر خاصة في ظل زيادة الربط الجوي بينهما، وتسهيل متطلبات الحصول على التأشيرة من الجانبين.

واتفقا على أهمية تعزيز التعاون في مختلف القطاعات الثقافية، بما في ذلك من خلال إطلاق برنامج تنفيذي جديد لتعزيز مشاركة بريطانيا في تطوير محافظة العُلا (شمال غربي السعودية)، كما رحّبا بالاتفاق على إطلاق شراكة بين الهيئة الملكية للعلا والمجلس الثقافي البريطاني تزامناً مع احتفال الأخير بمرور 90 عاماً على تأسيسه.

وأشادا بنتائج تعاونهما الاستراتيجي في مجالات التعليم والتعليم العالي والتدريب. ورحّبا بالخطط الاستراتيجية لزيادة عدد المدارس البريطانية في السعودية إلى 10 مدارس بحلول عام 2030، وافتتاح فروع للجامعات البريطانية في السعودية، كما عبّرا عن التزامهما بمواصلة التباحث حول زيادة التعاون في مجالات الاحتياجات التعليمية الخاصة، والتدريب التقني والمهني.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال الرعاية الصحية، ومواجهة تحديات الصحة العالمية. ونوّها بالمناقشات الجارية بين الجامعات البريطانية والشركاء السعوديين المحتملين لإنشاء كلية لتدريب الممرضين بالسعودية. كما اتفقا على أهمية الاستفادة من فرصهما لزيادة التعاون بمجالات السلامة الغذائية، والمنتجات الزراعية.

ولي العهد السعودي يستقبل رئيس الوزراء البريطاني (واس)

واتفق الجانبان على تعزيز التعاون في الأنشطة والبرامج الرياضية، وأشادا بالمشروع المشترك بين الجامعات السعودية والبريطانية لدعم تطوير القيادات النسائية المستقبلية بمجال الرياضة، والشراكة المتنامية بمجال الرياضات الإلكترونية.

وأشادا بمستوى تعاونهما بمجال الدفاع والأمن على مرّ العقود الماضية، وأكدا التزامهما بشراكة دفاعية استراتيجية طموحة ومستقبلية، بما يسهم في تطويرها لتركز على الصناعة وتطوير القدرات، وزيادة التشغيل البيني، والتعاون بشأن التهديدات المشتركة بما يسهم في تحقيق الأمن والازدهار في البلدين.

واتفقا على توسيع التعاون في مجالات النشاط السيبراني والكهرومغناطيسي، والأسلحة المتقدمة، والقوات البرية، والطائرات العمودية، والطائرات المقاتلة. كذلك تعزيزه أمنياً حيال الموضوعات المشتركة، بما فيها مكافحة الإرهاب والتطرف.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال العمل الإنساني والإغاثي، وشدّدا على ضرورة مواصلة التعاون في المحافل والمنظمات الدولية لمعالجة التحديات الاقتصادية العالمية، والتزامهما بتوحيد الجهود لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، وعقد حوار استراتيجي سعودي - بريطاني سنوياً بشأن المساعدات والتنمية الدولية، واتفقا على التمويل المشترك لمشاريع في هذا الإطار بقيمة 100 مليون دولار.

الأمير محمد بن سلمان وكير ستارمر قبيل جلسة المباحثات في قصر اليمامة (واس)

وحول تطورات غزة، أكد الجانبان ضرورة إنهاء الصراع، وإطلاق سراح الرهائن فوراً وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي، مشددين على الحاجة الملحة لقيام إسرائيل بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية لإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطيني، وتمكين المنظمات الدولية والإنسانية من القيام بعملها.

وبحثا كيفية العمل بينهما لتنفيذ حلّ الدولتين بما يحقق إحلال السلام الدائم للفلسطينيين والإسرائيليين. وأعربت بريطانيا عن تطلعها إلى انعقاد المؤتمر الدولي الرفيع المستوى بشأن الحل السلمي، الذي سترأسه السعودية وفرنسا في يونيو (حزيران) 2025.

وفي الشأن السوري، رحّب الجانبان بأي خطوات إيجابية لضمان سلامة الشعب السوري، ووقف إراقة الدماء، والمحافظة على مؤسسات الدولة ومقدراتها. وطالبا المجتمع الدولي بالوقوف بجانب الشعب، ومساعدته في تجاوز معاناته المستمرة منذ سنوات طويلة، مؤكدين أنه حان الوقت ليحظى بمستقبل مشرق يسوده الأمن والاستقرار والازدهار.

وفيما يخص لبنان، أكدا أهمية المحافظة على اتفاق وقف إطلاق النار، والتوصل لتسوية سياسية وفقاً للقرار 1701. كما اتفقا على ضرورة تجاوزه لأزمته السياسية، وانتخاب رئيس قادر على القيام بالإصلاحات الاقتصادية اللازمة.

ولي العهد السعودي يصافح الوفد المرافق لرئيس الوزراء البريطاني (واس)

وبشأن اليمن، أكد الجانبان دعمهما الكامل لمجلس القيادة الرئاسي، وأهمية دعم الجهود الأممية والإقليمية للتوصل لحلٍ سياسيٍ شاملٍ للأزمة اليمنية، وضمان أمن البحر الأحمر لتحقيق استقرار الاقتصاد العالمي.

وحول الأوضاع السودانية، أكدا أهمية البناء على «إعلان جدة» بشأن الالتزام بحماية المدنيين في السودان عبر مواصلة الحوار لتحقيق وقف كامل لإطلاق النار، وحل الأزمة، ورفع المعاناة عن شعبه، والمحافظة على وحدة البلاد، وسيادتها، ومؤسساتها الوطنية.

ورحّب الجانبان باستمرار التواصل بين البلدين بشأن الحرب في أوكرانيا، مؤكدين أهمية بذل كل الجهود الممكنة لتحقيق السلام العادل والمستدام الذي يحترم السيادة والسلامة الإقليمية بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة.

جانب من مراسم الاستقبال الرسمية لرئيس الوزراء البريطاني في قصر اليمامة بالرياض (واس)