إيران تجدد تحذير رعاياها من السفر إلى تركيا بمناسبة أعياد الربيع

إيران تجدد تحذير رعاياها من السفر إلى تركيا بمناسبة أعياد الربيع
TT

إيران تجدد تحذير رعاياها من السفر إلى تركيا بمناسبة أعياد الربيع

إيران تجدد تحذير رعاياها من السفر إلى تركيا بمناسبة أعياد الربيع

حذرت القنصلية الإيرانية في إسطنبول المواطنين من السفر إلى تركيا بمناسبة الاحتفال بأعياد نوروز أو الربيع التي تقام في 21 مارس (آذار) الحالي؛ بسبب اضطراب الأوضاع الأمنية. وطالب القنصل الإيراني في إسطنبول، بختيار أسد زاده، الإيرانيين إلى عدم السفر إلى تركيا إلا في الحالات الضرورية، لافتا إلى تزايد أعداد المسافرين في هذه الفترة من العام، وقال إن «تركيا لم تعد كما في السابق وباتت بلداً غير آمن».
وتابع، أن «على المواطنين الذين ليست لديهم أعمال مهمة في تركيا تجنب السفر إليها وتوخي الحذر»، مشيراً إلى وقوع بعض الخسائر في صفوف الإيرانيين خلال الفترة السابقة، حيث توفي بعضهم إثر تفجيرات وقعت هناك، كما تم استهداف قطارات وحافلات تعبر من إيران إلى الأراضي التركية عبر حدودها البرية.
وحث القنصل الإيراني رعايا بلاده على مراجعة القنصلية في إسطنبول، إذا ما تعرضوا لأي مشكلة، قائلاً إن «الوضع الأمني غير مستتب بالكامل منذ محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في تركيا منتصف يوليو (تموز) 2016».
وسبق أن أصدرت السفارة الإيرانية في تركيا تحذيرات للمواطنين من السفر إلى تركيا بسبب تصاعد العمليات الإرهابية في الفترة الأخيرة، كما أغلقت السفارة أبوابها أكثر من مرة بسبب هذه الأحداث.
في سياق مواز، أفرجت السلطات التركية عن أركان تشابكين، أحد عناصر تنظيم داعش الإرهابي المتهمين في هجوم انتحاري وقع بشارع الاستقلال في إسطنبول في مارس 2016، مع منعه من السفر إلى الخارج؛ نظرا لظروفه الصحية.
وكان محمد أوزتورك فجّر نفسه في شارع الاستقلال قرب ميدان تقسيم في 19 مارس 2016؛ ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص، بينهم ثلاثة مواطنين إسرائيليين وإيراني واحد وإصابة 44 آخرين. وتشابكين هو أحد خمسة من الذين اعتقلوا على صلة بالهجوم، واتهم عضو قيادي في منظمة إرهابية، وتم الإفراج عنه نظرا لحالته الصحية في الجلسة الأولى للقضية، حيث مثل أمام المحاكمة عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، وكرر عدم وجود علاقة له بـ«داعش»، رافضا جميع الاتهامات الموجه إليه، كما نفى صلته بمنفذ الهجوم.
في غضون ذلك، تظاهر نحو خمسين صحافيا تركيا وأحد نواب حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، باريش ياركاداش في إسطنبول أمس (السبت) للمطالبة بالإفراج عن صحافيين معتقلين وجهت إليهم تهم بالترويج للإرهاب وعضوية منظمات إرهابية، بينهم الصحافي التركي من أصل ألماني دنير يوجال مراسل صحيفة «ديفلت» الألمانية، الذي اعتقل قبل أسبوعين وأحدث توقيفه أزمة بين أنقرة وبرلين. وندد المحتجون بظروف اعتقال الصحافيين، بخاصة أحمد شيك، أحد أشهر الصحافيين الأتراك، الذي أدين في نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي بتهمة الدعاية للإرهاب. وتم حبس الكثير من الصحافيين منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا من دون محاكمة ووجهت إليهم تهم الترويج للإرهاب، كما تم إغلاق أكثر من 170 وسيلة إعلام بالتهمة نفسها. وألغت السلطات بطاقات نحو 800 صحافي محترف، حسب جمعيات الصحافيين التركية.
ويثير حبس الصحافيين، وخصوصا دنيز يوجل، مراسل صحيفة «ديفيلت» الألمانية في تركيا بتهمة «الدعاية الإرهابية» توترا بين تركيا وحلفائها الغربيين. واتهم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الصحافي يوجال بأنه عضو في حزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره تركيا منظمة إرهابية وأن القنصلية الألمانية وفرت له المأوى؛ ما أثار توترا مع ألمانيا، التي لطالما انتقدت سجل حرية الصحافة والتعبير في تركيا.



قائد الجيش الإسرائيلي يأمر بالتأهب لمواجهة «هجوم إيراني محتمل»

صورة وزعتها وزارة الدفاع الإسرائيلية لرئيس أركان الجيش، هيرتسي هليفي، أثناء تفقد قاعدة جوية تحت الأرض 2 يناير 2025
صورة وزعتها وزارة الدفاع الإسرائيلية لرئيس أركان الجيش، هيرتسي هليفي، أثناء تفقد قاعدة جوية تحت الأرض 2 يناير 2025
TT

قائد الجيش الإسرائيلي يأمر بالتأهب لمواجهة «هجوم إيراني محتمل»

صورة وزعتها وزارة الدفاع الإسرائيلية لرئيس أركان الجيش، هيرتسي هليفي، أثناء تفقد قاعدة جوية تحت الأرض 2 يناير 2025
صورة وزعتها وزارة الدفاع الإسرائيلية لرئيس أركان الجيش، هيرتسي هليفي، أثناء تفقد قاعدة جوية تحت الأرض 2 يناير 2025

قرر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هليفي، رفع مستوى التأهب لمواجهة أي هجوم إيراني مباغت، على الرغم من أن التقديرات تشير إلى «احتمالات ضعيفة للغاية».

وأوضحت مصادر أمنية مقربة منه أن التصريحات المتداولة في واشنطن وتل أبيب بشأن تصاعد التوتر واحتمالية شن هجوم أميركي على طهران لا تعكس بالضرورة قراراً وشيكاً.

وأضافت المصادر أن الرئيس جو بايدن وفريقه للأمن القومي ناقشوا مختلف الخيارات والسيناريوهات، بما في ذلك مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، لكن الرئيس لم يتخذ حتى الآن قراراً نهائياً بهذا الشأن.

وأفادت المصادر بأن بعض القوى في الجهاز الأمني الإسرائيلي ترى أن التغيرات الاستراتيجية في الشرق الأوسط، عقب الضربات التي تلقتها إيران و«حزب الله» اللبناني و«حماس»، التي بلغت ذروتها بانهيار نظام بشار الأسد في سوريا، قد تدفع إيران لاتخاذ إجراءات انتقامية متطرفة ضد إسرائيل.

ومع ذلك، تؤكد التقديرات السائدة بين القيادات الأمنية في تل أبيب أن هذا الاحتمال لا يزال ضعيفاً للغاية. لكن، حرصاً على عدم وقوع مفاجآت، أصدر هيرتسي هليفي توجيهات باتخاذ تدابير احترازية صارمة، بما في ذلك رفع جاهزية سلاح الجو وقوات الدفاع الجوي للتعامل مع أي تطورات محتملة.

تحديات طهران

ويرى المؤيدون لاحتمالية قيام إيران بشن هجوم على إسرائيل في الوقت الراهن أن تدهور الأوضاع الداخلية في طهران يشكل دافعاً لمثل هذا التحرك. ويتجلى هذا التدهور في الانهيار الحاد لقيمة الريال الإيراني، وتصاعد الانتقادات للمسؤولين، وعودة بوادر الاحتجاجات الشعبية، بالإضافة إلى مشكلات التلوث وانقطاع التيار الكهربائي، والضغوط الأميركية المتزايدة. ومن المرجح أن تتفاقم هذه التحديات مع دخول الرئيس الجديد، دونالد ترمب، إلى البيت الأبيض، مما يضع حكام إيران أمام تحديات إضافية.

ووفقاً لما نقله موقع «واللا» العبري، فإن ترمب، المعروف بسياساته غير المتوقعة، قد يتخذ خطوات مفاجئة من شأنها خلخلة التوازنات القائمة في المنطقة. وفي السياق ذاته، تناولت صحيفة «يسرائيل هيوم» اليمينية، الأحد، هذا الموضوع، مشيرةً إلى أن هذه التحولات تصب في مصلحة إسرائيل، نظراً لدعم ترمب المطلق لها ورفضه القاطع السماح لإيران بتطوير قدراتها النووية.

في هذا السياق، أفادت مصادر أمنية في تل أبيب بوجود «قلق واضح» في إسرائيل والولايات المتحدة من احتمال أن تقدم طهران على اتخاذ «خطوة متطرفة»، رداً على الضربات التي تلقتها أو قد تتلقاها مستقبلاً، تتمثل في التوجه نحو تطوير تسلح نووي بوتيرة متسارعة. وترى تل أبيب وواشنطن أن من واجبهما التدخل بالقوة لمنع هذا السيناريو.

صورة وزعتها وزارة الدفاع الإسرائيلية لرئيس أركان الجيش هيرتسي هليفي أثناء تفقد قاعدة جوية تحت الأرض 2 يناير 2025

خيارات العمل العسكري

وفي تقرير نشره مراسل «أكسيوس» في تل أبيب، باراك رافيد، أشار إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن ناقش مع مستشاريه احتمالية شن هجوم أميركي على المنشآت النووية الإيرانية. وأوضح التقرير أن هذا الخيار سيصبح وارداً في حال توافرت معلومات تفيد بأن طهران بدأت بتحقيق تقدم سريع في تطوير أسلحة نووية، وذلك قبل تسلم الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، مهامه الرسمية في البيت الأبيض في العشرين من الشهر الحالي.

وجاء في تقرير موقع «واللا» الإلكتروني، الخميس الماضي، أن مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، عرض على بايدن «قبل بضعة أسابيع» خيارات لشن عمل عسكري أميركي ضد المنشآت النووية الإيرانية، وذلك في حال تسارع النظام في طهران نحو تطوير أسلحة نووية قبل نهاية ولاية بايدن في 20 من الشهر الحالي، وفقاً لما نقل عن ثلاثة مصادر مطلعة.

وأشار التقرير إلى أن توجيه ضربة أميركية ضد البرنامج النووي الإيراني خلال فترة يعد فيها بايدن «بطة عرجاء» سيكون بمثابة مقامرة كبرى. فمن جهة، أكد الرئيس الأميركي التزامه بمنع إيران من تطوير أسلحة نووية، لكن من جهة أخرى، فإن تنفيذ هجوم كهذا قد ينطوي على خطر نقل أزمة إقليمية أكبر في الشرق الأوسط إلى خليفته، دونالد ترمب.

وذكرت المصادر أن «بايدن وفريقه للأمن القومي ناقشوا خلال الاجتماع مختلف الخيارات والسيناريوهات، لكن الرئيس لم يتخذ قراراً نهائياً». وأضافت أن بعض مساعدي بايدن، ومن بينهم سوليفان، «يرون أن تآكل أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية والقدرات الصاروخية، إلى جانب الضعف الكبير لوكلاء إيران في المنطقة، قد يعزز فرص توجيه ضربة ناجحة ضد المنشآت النووية، مع تقليل مخاطر الانتقام الإيراني والتصعيد الإقليمي».

وقال الدبلوماسي السابق، داني زاكن، إن «ترمب، يبدو مصمماً على استعادة مكانة الولايات المتحدة كأكبر قوة عالمية. لا يبدو هذا التقدير بعيداً عن الواقع، حيث من المتوقع أن تكون ولايته هذه مختلفة تماماً عن (الولايات العادية) التي شهدتها إدارة الرؤساء الديمقراطيين ومعظم الجمهوريين، وأن التغييرات ستتم بسرعة أكبر وبعظمة أكبر من تلك التي حدثت في ولايته السابقة». وأضاف: «استناداً إلى محادثات أجريتها مع مسؤولين سابقين وآخرين في الإدارة المقبلة، ومع موظف كبير في البنتاغون، إضافة إلى مصدر سياسي إسرائيلي مطلع على الاتصالات مع كبار مسؤولي الإدارة الجديدة، تبدو الأمور أكثر من إيجابية لإسرائيل، ولديها طابع عملي للغاية».

وفيما يتعلق بإيران وإمكانية شن هجوم ضدها، قال زاكن إن هناك نيةً من الإدارة الجديدة لتوسيع وتطبيق العقوبات على صادرات النفط الإيراني إلى الصين، وهو المصدر الأساسي لتمويل النظام في طهران. ومع ذلك، من المحتمل أن يفضل ترمب خوض مفاوضات مع النظام الإيراني على أساس التهديد، بهدف التوصل إلى اتفاق يجبره على التنازل الكامل عن برنامجه النووي تقريباً.

وأضاف: «ترمب ليس من محبي الحروب، بل هو محب للصفقات الكبيرة، ومصمم على تنفيذها بسرعة». وذكر أيضاً: «ترمب يسعى لصفقة كبرى، شاملة، تقوم على أساس (صفقة القرن) من جوانب اقتصادية وأمنية. الرئيس الحالي ليس دونالد ترمب 2017، بل أصبح أكثر نضجاً بكثير، ويعرف خفايا الإدارة. على مدار سنوات إدارة بايدن، تابع عن كثب القضايا المركزية، خصوصاً القضايا الخارجية. وإذا كان قد احتاج إلى عامين في ولايته السابقة لتنفيذ التغييرات الكبرى في الشرق الأوسط، فسيتم ذلك الآن في بداية ولايته».

وحسب مصدر آخر نقلته صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فإن ترمب يسعى إلى اتفاق مع إيران، لكنه يعتمد على إسرائيل للضغط العسكري على طهران، بهدف تسريع تراجعها عن مطالبها السابقة والتوجه نحو اتفاق نووي يرضي جميع الأطراف.