السعوديون على موعد اليوم مع موسيقى «العرافة والعطور الساحرة»

عمر خيرت يشدو في حفل لعروس البحر الأحمر

السعوديون على موعد اليوم مع موسيقى «العرافة والعطور الساحرة»
TT

السعوديون على موعد اليوم مع موسيقى «العرافة والعطور الساحرة»

السعوديون على موعد اليوم مع موسيقى «العرافة والعطور الساحرة»

سيكون المجتمع السعودي اليوم، على موعد مع أول حفل موسيقي يقام في البلاد، وذلك على ضفاف البحر الأحمر في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، ويقدمه الموسيقار عمر خيرت، صاحب المقطوعة الشهيرة لموسيقى «العرافة والعطور الساحرة» لفرقة الباليه الكندية.
ويعتبر هذا الحفل الموسيقي أول منتجات «مجموعة وتر»، التي ستقدم حفلات موسيقية وغنائية في مدينة جدة، بالشراكة بين «مدينة الملك عبد الله الاقتصادية» وشركة «بنش مارك».
وينطلق الحفل الذي تم التجهيز له، الساعة الثامنة والنصف مساء، وسيستمر على مدار ساعتين يتخللهما فترة استراحة، وتنتهي بحفل عشاء.
وأبدى المجتمع السعودي تعطشه لحضور مثل هذه الحفلات الكلاسيكية، حيث تم حجز جميع الأماكن من خلال الموقع الإلكتروني المخصص لذلك قبل طرحها للبيع، وفي المقابل أبدى عمر خيرت سعادته بوجوده في السعودية وإحيائه أول حفل موسيقي فيها، ولمس مدى رقي المجتمع السعودي لفن الموسيقى من خلال الإقبال الشديد على شراء التذاكر والاهتمام المسبق بحضور هذا الحفل.
ويقدم الحفل الذي سيحضره 880 شخصا ما بين نساء وعائلات، المذيع ياسر السقاف، كما استبق الحفل الموسيقي تحضيرات على مدار 24 ساعة في الموقع المقرر فيه إقامة الحفل، لمدة أسبوع.
ومن المعروف أن الموسيقار عمر خيرت حصد عشرات الجوائز وشهادات التقدير المصرية والعربية عن أعماله كأحسن موسيقى تصويرية، إضافة إلى مشاركته في كثير من الفعاليات المصرية والعالمية.
ولد عمر إبراهيم محمود خيرت في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) 1947، في القاهرة لأسرة مثقفة، عمه الموسيقار أبو بكر خيرت، المهندس المعماري الأشهر ومؤسس الكونسرفتوار المصري.
عشق عمر خيرت البيانو الذي اكتشف معه مناطق موسيقية جديدة في إحساس وذكريات وقوة الشخصية المصرية، وبدأت علاقته معه بالكونسرفتوار في دفعته الأولى عام 1959، حيث درس العزف على البيانو على يد البروفسور الإيطالي «كارو»، إلى جانب دراسته النظريات الموسيقية، وانتقل بعدها لدراسة التأليف الموسيقي مع كلية ترينتي بلندن، إلى أن أكمل ملامح شخصيته الموسيقية المستقلة كمؤلف محترف يصوغ رؤاه الموسيقية الخاصة بجمل موسيقية مميزة تتسم بالعمق والثراء والتدفق، وأطل عمر خيرت على الجمهور لأول مرة مع الموسيقى التصويرية لفيلم «ليلة القبض على فاطمة» (1983).
وحصد خيرت عشرات الجوائز وشهادات التقدير المصرية والعربية عن أعماله كأحسن موسيقى تصويرية، منها فيلم «الهروب من الخانكة»، و«البحث عن توت عنخ آمون»، و«النوم في العسل»، و«النعامة والطاووس».
كما فاز أيضا بجوائز عن أغان عدة منها جائزة الفارس الذهبي عن أغنية «المصري» من فيلم «سكوت ح نصور»، وجائزة أوسكار السينما المصرية عن فيلم «مافيا»، وفيلم «السفارة في العمارة»، كما حصل على استفتاء الجمهور لأحسن موسيقى تصويرية عن مسلسل «العميل 1001».



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».