مقطع هزلي يثير غضب «الحشد الشعبي»

شبان صوّروه يواجهون تهديداً بالاعتقال والملاحقة

مقطع هزلي يثير غضب «الحشد الشعبي»
TT

مقطع هزلي يثير غضب «الحشد الشعبي»

مقطع هزلي يثير غضب «الحشد الشعبي»

أثار مقطع هزلي صوّره شبان عراقيون، أطلقوا على أنفسهم اسم «حشد العورة»، غضب «الحشد الشعبي»، الذي دعت هيئته إلى توقيف أفراد المجموعة وملاحقتهم قضائياً، ما دفعهم إلى الاعتذار.
وأظهر المقطع أكثر من عشرين شاباً تحمل هيئاتهم سمت أعضاء فرق الرقص والموسيقى، وهم يؤدون ما يشبه عملية استعراض عسكرية، إذ يمرون إلى جانب سيارة أميركية رباعية الدفع سوداء اللون، وهم يحملون أصنافاً مختلفة من الأسلحة النارية وأسلحة القناصة.
وأثناء مرورهم إلى جانب شخص ينادونه حيدر سالم، يردد كل فرد منهم عبارة مقترنة بـ«حشد العورة»، فأحدهم مثلاً مر أمام الكاميرا قائلاً: «حشد العورة... نموت أو ننتصر»، فيما قال شاب آخر: «حشد العورة... مش حتقدر تغمض عينيك»، وردد ثالث: «حشد العورة... سنلبسكم تنورة».
ويبدو المقطع موجهاً للاستخفاف بـ«هيئة الحشد الشعبي» التي تضم آلاف المتطوعين المنخرطين في القتال ضد «داعش»، من خلال إطلاق صفة «حشد العورة» على أنفسهم، علما بأن تعبير «العورة» يشير غالباً إلى سوق شعبية في مدينة الصدر شرق بغداد، تغلب على بعض باعتها صفة الاحتيال والتعامل بأنواع المواد المحظورة قانونياً، قبل الغزو الأميركي في 2003 وبعده، إذ خرجت من السوق غالبية شبكات تزوير الوثائق الرسمية وبيع الأسلحة المختلفة.
وطالبت «هيئة الحشد الشعبي» مديرية الأمن فيها باعتقال: «المجاميع المسلحة أو من يسمون أنفسهم بحشد العورة، ومقاضاتهم قانونياً واعتبارهم خارجين على القانون». وقالت في بيان إن «هذه المجاميع حاولت بث الرعب بين صفوف المدنيين».
وعبرت عن أسفها لبروز «حالات شاذة تحاول تعكير صفو الانتصارات وسرقة فرحة الشعب»، في إشارة إلى التقدم في معركة الموصل. وأشارت إلى أن مديرية الأمن التابعة لها «تتعامل مع من يدعي التصاقه بهذه الطريقة باسم الحشد الشعبي معاملة قانونية وشرعية وأخلاقية». ودعت إلى «التعاون مع الأجهزة الأمنية والتبليغ عن الأفراد والعصابات الخارجة على سلطة القانون».
غير أن مجموعة «حشد العورة» عادت أمس، ونشرت مقطعاً مصوراً اعتذارياً يعزز فكرة الهزل التي طبعت سلوك الجماعة، فأكد معظم أعضائها من خلال مقطع الاعتذار الجديد، أن الأمر لا يتجاوز حدود «الهزل». وقال سالم إنهم أرادوا من خلال المقطع الأول «دعم الحشد الشعبي»، واعترف بأنه وزملاءه «عاطلون عن العمل، وأردنا أن ندعم الحشد بوسائل إعلامية». ودافع عن السلاح الذي تحمله المجموعة، مشيراً إلى أن «السلاح موجود في كل منزل». وتبين أن المجموعة تسكن مدينة الصدر في بغداد.
ولعل ما أثار حيرة كثيرين، اختلاط صفتي الجد والهزل في سلوك الشبان، فأسلحتهم بدت حقيقية ومتطورة، كما أن أحدهم ارتجز شعراً يأتي على ذكر أحد أئمة الشيعة، فيما يظهر زيهم الموحد وطريقة ارتدائه وتسريحات شعورهم أنهم لا يتمتعون بقدر عالٍ من الجدية.
ورغم قانون «هيئة الحشد» الذي أقره مجلس النواب العراقي في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي ونظم علاقة أعضائه ومقاتليه بالدولة ومؤسساتها، فإن الحرب ضد «داعش» وما نتج عنها من انتشار السلاح في السنوات الأخيرة على نطاق واسع في غالبية محافظات العراق، ما زال يشكّل تحدّيا جدّيا للسلطات المختلفة، لجهة عدم التمييز الواضح بين الجهات المنضوية تحت مظلة «الحشد» الرسمية، والجماعات الخارجة عن القانون التي تدعي انتسابها إلى الهيئة.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.