الجيش اليمني: تطهير الشريط الساحلي لتعز يمهد لتحرير المحافظة بالكامل

علي المعمري يدعو لتحرك أممي عاجل لفك الحصار عن المحافظة

الجيش اليمني: تطهير الشريط الساحلي لتعز يمهد لتحرير المحافظة بالكامل
TT

الجيش اليمني: تطهير الشريط الساحلي لتعز يمهد لتحرير المحافظة بالكامل

الجيش اليمني: تطهير الشريط الساحلي لتعز يمهد لتحرير المحافظة بالكامل

استكملت قوات الجيش، المسنودة من طيران التحالف العربي، عملية تطهير منطقة الزهاري، شمال مدينة المخا الواقعة على الطريق المؤدي إلى مديرية الخوخة، أولى مديريات محافظة الحديدة الساحلية، غرب اليمن، لتكمل بذلك سيطرتها على الشريط الساحلي لتعز، وذلك بعد أسبوع على سيطرة قوات الجيش على منطقة يختل، شمال المخا.
وبعد مواجهات عنيفة بين قوات الجيش اليمني والميليشيات الانقلابية، انسحبت الميليشيات من منطقة الزهاري إلى منطقة موشج، أولى المناطق التابعة لمحافظة الحديدة. وتشهد المناطق الواقعة بين منطقتي بئر سالم والفجرى، شمال المخا، وعلى مشارف الحديدة، مواجهات عنيفة مع سعي قوات الجيش للتقدم وتطهيرها، وتطهير معسكر خالد بن الوليد.
وقال اللواء محسن خصروف، رئيس دائرة التوجيه المعنوي في القوات المسلحة، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الشريط الساحلي لمحافظة تعز قد تم تطهيره بالدخول إلى منطقة يختل، شمال مدينة المخا، ومع تحرير قرية الزهاري يعتبر الساحل الغربي لمدينة تعز قد حُرر بالكامل من الميليشيات الانقلابية، وتتوجه القوات المسلحة الآن نحو مديرية الخوخة التابعة لمحافظة الحديدة». وأوضح أن «جميع المهتمين بالشؤون العسكرية اليمنية، يرون بل يتمنون ضرورة أن تتجه القيادة العسكرية إلى استكمال تحرير تعز بالكامل، وألا تتجه القوات شمالا، بل تتجه شرقا للسيطرة على معسكر خالد بن الوليد والبرح والوازعية وموزع وجبل حبشي، وتحرير محافظة تعز بالكامل من الميليشيات، ويعدونه أهم من أي شيء آخر؛ لأنه بعد ذلك سيكون تحرير محافظة الحديدة أمراً مفروغاً منه».
وأكد اللواء خصروف أن «البدء بتحرير معسكر خالد بن الوليد والمناطق الشرقية، سيسهل تحرير إقليم تهامة بشكل كامل».
ورأى رئيس دائرة التوجيه المعنوي في القوات المسلحة، أنه في حال تمكنت قوات الجيش من قطع طريق الحديدة – تعز، سيختنق الانقلابيون في تعز. وشدد على أن «تحرير تعز هو مفتاح النصر في اتجاهات كثيرة شمالا وجنوبا وشرقا وغربا باتجاه تهامة».
وتواصلت أمس المواجهات المستمرة في مختلف جبهات تعز، سواء داخل المدينة أو في أريافها، في ظل تصدي قوات الجيش لهجمات الميليشيات على مواقعها في الجبهات الشرقية والغربية وأرياف تعز. كما واصل طيران التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، غاراته على مناطق متفرقة من تعز، مما كبد الميليشيات خسائر معتبرة، بما فيها غارات على مواقع قرب معسكر خالد بن الوليد في مفرق المخا والبرادة أسفل البرح في مقبنة وإدارة أمن موزع، حسبما أفاد به شهود محليون لـ«الشرق الأوسط».
في المقابل، أكد محافظ محافظة تعز، علي المعمري، أن تعز «تعيش ظروفا إنسانية وصحية بالغة التدهور نتيجة الحصار والحرب المفروضة على المدينة من قبل الانقلابيين». وقال خلال لقائه وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين أمس، إن الميليشيات الانقلابية «تعمل على عزل مدينة تعز وإبقائها في وضع الحصار في الوقت الذي يشهد كثير من مناطق المحافظة حالات نزوح جماعي وتشريد للسكان، بسبب الحرب التي يشنها الانقلابيون وتدميرهم لمساكن المواطنين والمؤسسات الخدمية والتعليمية والصحية». ووصف المعمري، في بيان، الحصار والحرب التي تشنها الميليشيات على تعز، بـ«العار الذي لا يمحوه الزمن». ودعا البيان الأمم المتحدة إلى «تحرك جدي وعاجل لفك الحصار عن تعز والسماح للمساعدات الإنسانية بالدخول إلى المدينة وإغاثة المدنيين، ومضاعفة جهود منظمات الأمم المتحدة في الجوانب الإغاثية والصحية وإيواء النازحين».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.