قوات خاصة أميركية على الخطوط الأمامية ضد «داعش» بريف الرقة

مصدر في «سوريا الديمقراطية»: دورها تطور عن مجرد التنسيق والدفع بمستشارين إلى الميدان

صورة نشرتها القيادة الأميركية الوسطى على حسابها في «تويتر» أول من أمس لتدريب مقاتلين من «التحالف العربي السوري» المنضوي في تشكيل «قوات سوريا الديمقراطية» ضمن التحضيرات الأميركية لقتال تنظيم داعش شمال سوريا
صورة نشرتها القيادة الأميركية الوسطى على حسابها في «تويتر» أول من أمس لتدريب مقاتلين من «التحالف العربي السوري» المنضوي في تشكيل «قوات سوريا الديمقراطية» ضمن التحضيرات الأميركية لقتال تنظيم داعش شمال سوريا
TT

قوات خاصة أميركية على الخطوط الأمامية ضد «داعش» بريف الرقة

صورة نشرتها القيادة الأميركية الوسطى على حسابها في «تويتر» أول من أمس لتدريب مقاتلين من «التحالف العربي السوري» المنضوي في تشكيل «قوات سوريا الديمقراطية» ضمن التحضيرات الأميركية لقتال تنظيم داعش شمال سوريا
صورة نشرتها القيادة الأميركية الوسطى على حسابها في «تويتر» أول من أمس لتدريب مقاتلين من «التحالف العربي السوري» المنضوي في تشكيل «قوات سوريا الديمقراطية» ضمن التحضيرات الأميركية لقتال تنظيم داعش شمال سوريا

كثفت الولايات المتحدة دعمها المباشر وغير المباشر لـ«قوات سوريا الديمقراطية» في الحرب على تنظيم داعش في ريف الرقة، حيث دفعت بجنود من قواتها الخاصة إلى خطوط الجبهة الأمامية ضد التنظيم بريف الرقة، بموازاة زيارات مسؤوليها إلى شمال سوريا للوقوف عند حاجات المعركة وفرص دعمها للقضاء على التنظيم.
وكشف مصدر مسؤول في «قوات سوريا الديمقراطية» أن وحدات من القوات الخاصة الأميركية: «يشاركون في المعارك ضد تنظيم داعش في جميع محاور القتال»، مشددًا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على أن القوات الأميركية «تقاتل على خطوط الجبهات الأولى والمباشرة ضد التنظيم».
وقال المصدر: «في السابق وفي بداية وجودهم في سوريا ضمن التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، كان الأميركيون يتولون التنسيق في غرف العمليات العسكرية، ويدفعون بمستشارين إلى الميدان، أما الآن فإن القوات الأميركية توجد في الخطوط الأمامية في كامل الجبهات المحيطة بالرقة»، موضحًا أنهم يتوزعون مع قوات سوريا الديمقراطية في جبهات الأرياف الشرقية والشمالية والغربية لمدينة الرقة.
وفي ظل معلومات عن وجود أكثر من 500 مقاتل وضابط ومستشار أميركي في شمال سوريا لقتال التنظيم وتنسيق المعركة ضده، لفت المصدر إلى «معلومات عن أن العدد سيزداد»، مشيرًا إلى أن الزيارات الأخيرة للمسؤولين الأميركيين «ستنتج زيادة في عدد القوات الخاصة الأميركية الموجودة في الميدان». وقال: «عادة، تتم مناقشة هذه الأمور بين الضباط الأميركيين الموجودين في شمال سوريا، مع المسؤولين الأميركيين الذين يقومون بالزيارات، لكننا أبلغنا بمطالب من الضباط الأميركيين في سوريا بزيادة هذا العدد»، لافتًا إلى «توقعات بالاستجابة لتلك المطالب». وأضاف: «نلحظ هذه الزيادات عادة في الميدان من خلال توسيع رقعة الانتشار الميداني للقوات الأميركية».
وكان فوتيل أعلن الأربعاء لصحافيين رافقوه خلال زيارته لمنطقة الشرق الأوسط، أنه قد يكون من الضروري زيادة عدد القوات الأميركية في سوريا. ومما قاله يومها: «أنا قلق جدا إزاء تمكننا من الحفاظ على اندفاعاتنا»، مضيفا: «قد نكون مجبرين على تحمل عبء أكبر».
وعن الدعم الجوي المستمر، أكد المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن واشنطن تقدم الدعم الجوي لقوات سوريا الديمقراطية عبر مقاتلات وقاذفات تنطلق من قواعد جوية في العراق وتركيا، نافيًا أن تكون هناك طائرات مؤهلة لانطلاق الطائرات الأميركية في سوريا، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن المروحيات الهجومية الأميركية لم تشارك بعد في العمليات ضد «داعش».
وكان المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية أعلن أن الجنرال جوزيف فوتيل قائد العمليات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط، زار الجمعة شمال سوريا سرا، حيث التقى مسؤولين في هذه القوات التي تقاتل تنظيم داعش. وهي المرة الأولى التي يزور فيها مسؤول عسكري أميركي هذه المنطقة السورية منذ وصول الرئيس دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي.
وجاءت الزيارة بعد أسبوع على زيارة غير معلنة قام بها النائب الأميركي الجمهوري جون ماكين من أجل زيارة القوات الأميركية ومناقشة الحملة الأميركية - الدولية للقضاء على تنظيم داعش، حيث التقى هناك مقاتلين أكراد بارزين إلى جانب القادة الأميركيين، كما زار مدينة كوباني القريبة من الحدود التركية والتي تسيطر عليها قوات كردية.
وفيما نقلت «الشرق الأوسط» عن مسؤول كردي يوم الجمعة الماضي تأكيده أن ماكين طرح فرضية أن يسمح الأكراد لقوات سورية مدعومة من تركيا الدخول إلى الرقة عبر مناطق سيطرتها في تل أبيض، نفى مصدر قيادي في «قوات سوريا الديمقراطية» أن يكون فوتيل بحث أمرا حول فتح ممر لدخول القوات المدعومة من تركيا ضمن مناطق سيطرة قواتنا». وقال: «لم يُطرح الموضوع أبدًا».
وكان الجنرال فوتيل قام بزيارة مماثلة لسوريا في مايو (أيار) 2016 والتقى مسؤولين في قوات سوريا الديمقراطية إضافة إلى مستشارين عسكريين أميركيين يعملون مع هذه القوات.
في غضون ذلك، أعلنت قيادة «غرفة عمليات غضب الفرات» التابعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» التي تخوض معارك الرقة، أن قواتها بفصائلها المختلفة: «تستمر في عملية تحرير ريف الرقة ودير الزور»، لافتة إلى أن قواتها سيطرت خلال أقل من أسبوع على منطقة واسعة من ريف الرقة ودير الزور بسرعة كبيرة، حيث سيطرت على 1762كلم مربع من ريف الرقة ودير الزور، والسيطرة على 60 قرية و147 مزرعة من ريف الرقة، و46 قرية و19 مزرعة من ريف دير الزور. وأشارت إلى أن «حملاتنا ستستمر وأن قطع الطرق المؤدية إلى الرقة وعزل المدينة عن دير الزور باتت قاب قوسين أو أدنى».



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.