مصر تنفي وجود مقترحات لتوطين الفلسطينيين في سيناء

الرئيس السيسي اجتمع مع قيادات الجيش والشرطة

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال اجتماعه مع قيادات المجلس الأعلى للقوات المسلحة والمجلس الأعلى للشرطة (رويترز)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال اجتماعه مع قيادات المجلس الأعلى للقوات المسلحة والمجلس الأعلى للشرطة (رويترز)
TT

مصر تنفي وجود مقترحات لتوطين الفلسطينيين في سيناء

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال اجتماعه مع قيادات المجلس الأعلى للقوات المسلحة والمجلس الأعلى للشرطة (رويترز)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال اجتماعه مع قيادات المجلس الأعلى للقوات المسلحة والمجلس الأعلى للشرطة (رويترز)

نفت مصر اليوم (الخميس)، وجود أي مقترحات لتوطين الفلسطينيين في شبه جزيرة سيناء واعتبرت هذه الشائعات «أطروحات غير واقعية وغير مقبولة»، بحسب ما صرح به المتحدث باسم رئاسة الجمهورية السفير علاء يوسف.
وقال المتحدث الرسمي إن ما تردد مؤخرًا عبر وسائل الإعلام بشأن وجود مقترحات لتوطين الإخوة الفلسطينيين في سيناء، هو أمر لم يسبق مناقشته أو طرحه على أي مستوى من جانب أي مسؤول عربي أو أجنبي مع الجانب المصري، وإنه من غير المتصور الخوض في مثل هذه الأطروحات غير الواقعية وغير المقبولة، خاصة أن أرض سيناء جزء عزيز من الوطن، شهد ولا يزال يشهد أغلى التضحيات من جانب أبناء مصر الأبرار.
وشدد المتحدث الرسمي على أهمية عدم الالتفات إلى مثل هذه الشائعات التي لا تستند إلى الواقع بأي صلة، والتي يثيرها البعض بهدف بث الفتنة وإثارة البلبلة وزعزعة الثقة في الدولة، مشيرًا إلى أنه من الأجدى مواصلة العمل على تعزيز وحدة الصف والتكاتف الوطني باعتبارهما السبيل الوحيد للتصدي لمثل هذه الشائعات.
وجاءت تصريحات المتحدث باسم الرئاسة المصرية عقب اجتماع الرئيس عبد الفتاح السيسي مع قيادات المجلس الأعلى للقوات المسلحة والمجلس الأعلى للشرطة، وبحضور وزيري الدفاع والداخلية.
وخلال الاجتماع، وجه الرئيس السيسي باستمرار التنسيق المكثف بين القوات المسلحة والشرطة والعمل في إطار منظومة أمنية متكاملة، مؤكدًا ضرورة التحلي بأعلى درجات الحيطة الأمنية والاستعداد القتالي لإحباط محاولات الجماعات الإرهابية لتهديد أمن وسلامة البلاد.
وأشار الرئيس السيسي إلى ضرورة الاستمرار في توفير التدريب الأمني الراقي لأفراد وعناصر القوات المسلحة والشرطة، وفقًا لأعلى المعايير وأحدث ما وصلت إليه العلوم العسكرية في هذا المجال، بما يضمن تحقيق أعلى درجات الجاهزية والاستعداد لتنفيذ المهام التي ستوكل إليهم خلال المرحلة المقبلة بهدف حماية أمن مصر القومي.
وأشاد الرئيس بما يقدمه أبناء مصر الأوفياء من رجال القوات المسلحة والشرطة من أروع البطولات والتضحيات في خدمة وطنهم وفدائهم مصر وأرض سيناء الغالية بأرواحهم، مؤكدًا أن التحديات الأمنية والإرهابية لن تزيد عزيمة المصريين إلا إصرارًا على استكمال المواجهة حتى النصر.
وأضاف المتحدث الرئاسي بأن الاجتماع ناقش تطورات الأوضاع الأمنية في كافة أنحاء الجمهورية، بالإضافة إلى مستجدات جهود مكافحة الإرهاب في شمال سيناء، وذلك في إطار المتابعة الدورية للتدابير والخطط الأمنية التي تنفذها القوات المسلحة والشرطة لملاحقة والقبض على العناصر الإرهابية والتصدي لمساعيها للنيل من أمن المواطنين وزعزعة استقرار البلاد.
وقال السفير علاء يوسف إنه تم - خلال الاجتماع - التأكيد على ضرورة القضاء على الإرهاب في شمال سيناء والتصدي لأي محاولات لاستهداف المدنيين والنيل من وحدة النسيج الوطني.
من جهة أخرى، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري على التزام مصر الأصيل والثابت بدعم القضية الفلسطينية، ومساندتها الكاملة لحقـوق الشعب الفلسطيني المشروعة.
وذكر بيان للخارجية المصرية أن ذلك جاء عقب اجتماع الوزير شكري اليوم وصائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الذي يزور مصر حاليا للتشاور حول آخر تطورات القضية الفلسطينية، ومستقبل عملية السلام في الشرق الأوسط.
وأشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إلى أن عريقات أعرب في مستهل اللقاء عن تقديره لدور مصر التاريخي في دعم القضية الفلسطينية وما يتميز به من ثبات واستمرارية عبر عقود طويلة، مؤكدًا في هذا الصدد على الثقة الكاملة التي تحظى بها مصر لدى الشعب الفلسطيني، ومثمنا الجهود المصرية الصادقة الرامية للتوصل إلى تسوية سلمية للقضية الفلسطينية.
وقام كبير المفاوضين بإطلاع الوزير شكري خلال اللقاء على مجمل تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، وكذلك نتائج الاتصالات والتحركات الفلسطينية على الساحتين الدولية والإقليمية لحشد الدعم للقضية الفلسطينية على ضوء المستجدات الراهنة.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.