الأكراد يتهمون المالكي بالسعي لطرد المعارضة الكردية الإيرانية من العراق

نواب يبدأون بجمع توقيعات البرلمان لتمرير قانون بهذا الصدد

الأكراد يتهمون المالكي بالسعي لطرد المعارضة الكردية الإيرانية من العراق
TT

الأكراد يتهمون المالكي بالسعي لطرد المعارضة الكردية الإيرانية من العراق

الأكراد يتهمون المالكي بالسعي لطرد المعارضة الكردية الإيرانية من العراق

بعد تمكنها من إخراج منظمة «مجاهدين خلق» الإيرانية المعارضة من الأراضي العراقية، يُكثف نائب رئيس الجمهورية العراقية نوري المالكي، وحزب الدعوة، وعدد من النواب الشيعة التابعين له في مجلس النواب العراقي وبدعم من طهران، محاولاتهم لتشريع قانون يقضي بنزع سلاح الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة الموجودة في أراضي إقليم كردستان العراق، ومن ثم إخراجها من الأراضي العراقية، الأمر الذي أثار حفيظة هذه الأحزاب التي أكدت أن مساعي إيران ستبوء بالفشل.
وكشف النائب الكردي في مجلس النواب العراقي، إسلام حسين، لـ«الشرق الأوسط»، أن المالكي «يُحاول وبدعم وتوجيه من قبل إيران أن ينزع السلاح من الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة الموجودة في إقليم كردستان، واعتبارها أحزابا إرهابية وحصرها، وإعادة ما فعله من قبل مع منظمة (مجاهدين خلق) المعارضة التي أُخرجت من الأراضي العراقية ونُقلت إلى أوروبا».
وبحسب معلومات هذا النائب الكردي، فإن تصريحات عدد من النواب الشيعة التابعين للمالكي تلمح إلى نيتهم في صياغة مشروع قرار من هذا القبيل ضد الأحزاب الكردية المعارضة للنظام في طهران، لكنه يُشدد على أن هذه المحاولات ستفشل منذ البداية، موضحا أن «الأحزاب الكردية الإيرانية التي توجد في كردستان العراق تقيم بشكل قانوني ورسمي في إقليم كردستان بعلم من الحكومة العراقية والأمم المتحدة والمنظمات الدولية، وهم ملتزمون بتعليمات حكومة الإقليم والحكومة العراقية، لذا هذه المحاولة ستُضاف إلى محاولات المالكي الفاشلة الأخرى لمعاداة الكرد وكردستان».
ويؤكد حسين أن الأحزاب الكردية الإيرانية تلعب دورا مهما في الحرب ضد تنظيم داعش والإرهاب، مبينا أن «هذا الدور يعكس صورة إيجابية عن دور هذه الأحزاب خصوصا أنها لم تخطو على مدى التاريخ أي خطوة تجعلها في قائمة الإرهاب»، ويجزم حسين على أن النواب الكرد خصوصا نواب الحزب الديمقراطي الكردستاني يرفضون هذه المحاولات لتمرير مشروع قانون من هذا النوع وسيقفون ضده، كما يشير إلى أن البعض من النواب الشيعة والسنة أيضا يقفون ضد هذه المحاولات، مضيفا أن «المالكي يسعى للاستفادة من الأغلبية لتمرير هذه القوانين، لكن الكثير من الأطراف الشيعية ضد سعي المالكي، وتؤكد أن العراق الجديد مبني على أساس توافقي، لذا لا يمكن تمرير القوانين بالأغلبية، لأن الأغلبية ستنهي العملية السياسية الجديدة، فتمرير أي مشروع قانون بالأغلبية يعني أن الكرد والسنة لن يستطيعوا أن يحصلوا على شيء، لأن الشيعة هم الأغلبية في مجلس النواب».
ورغم تأكيد هذا النائب أن مجلس النواب لم يشهد بعد تحركا فعليا من قبل كتلة المالكي لتمرير مشروع قانون ضد الأحزاب الكردية المعارضة للنظام الإيراني، لكن مصادر برلمانية من داخل كتلة «دولة القانون» التي يتزعمها المالكي كشفت لـ«الشرق الأوسط» عن بدئها بجمع توقيعات لحشد أكبر عدد من الأصوات، لإخراج هذه الأحزاب من الأراضي العراقية، مبينة أنها ستُمرر المشروع في القريب العاجل.
من جانبها، ترى الأحزاب الكردية الإيرانية أن محاولات طهران ستفشل، لأن إقليم كردستان لن يخضع لها، ولأن الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترمب ستقطع يد إيران في العراق، ولن يقبل المجتمع الدولي باتخاذ هذا القرار ضد المعارضة الكردية الإيرانية. بدوره قال القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني في إيران، كاوه بهرامي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «أوضاعنا تختلف عن منظمة (مجاهدين خلق) الإيرانية، نحن نوجد في إقليم كردستان الذي ورغم أنه ما زال جزءا من العراق فإنه إقليم شبه مستقل، والمصالح الكردية الآن مرتبطة مع بعضها البعض في كل مكان في العالم».
ويؤكد بهرامي، أن تحركات طهران هذه ليست بغريبة عليهم، وأوضح أن «هذه التحركات ليست ضدنا نحن الكرد المعارضين لإيران فحسب، بل هي ضد إقليم كردستان أيضا، فالنظام الإيراني ومن خلال تشكيل ميليشيات الحشد الشعبي في العراق يريد زعزعة الأوضاع في كردستان، وتشكل هذه الميليشيات بالدرجة الأولى تهديدا لإقليم كردستان»، ويتوقع بهرامي أن تشكل ميليشيات الحشد التابعة لإيران خطرا على إقليم كردستان بعد انتهاء الحرب ضد «داعش» في الموصل.
من جهته، أوضح القيادي في حزب الحرية الكردستاني الإيراني المعارض، خليل نادري، لـ«الشرق الأوسط»، أن «إيران هي التي تدير العراق، لذا لن يتوانى المالكي وأتباعه في اتخاذ أي قرار ضد الأحزاب المعارضة للنظام الإيراني الموجودة في العراق، لكن محاولاتهم لن تنجح، لأن الأحزاب الكردية الإيرانية موجودة فوق أراضي إقليم كردستان، ورئاسة وحكومة الإقليم لن ترضخ لتلك الضغوطات».
وأضاف نادري أن «المجتمع الدولي لا يقبل بهذا القانون، وسيقف ضده فيما إذا نجح أتباع إيران في تمريره، فنحن كقوة من قوات كردستان إيران نشارك رسميا وفعليا في الحرب ضد الإرهاب كعضو في التحالف الدولي ضد (داعش)، وكذلك واشنطن لن تقبل بهذا القرار، فالرئيس ترمب سيقف ضد المد والأطماع الإيرانية في العراق والمنطقة».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.