أجهزة منزلية «ذكية» تتأهب لدخول البيوت

روبوت «باوربوت 05» المنزلي للتنظيف  -  «وان ريموت» أداة تحكم تسمح بالتفاعل صوتيًا مع التلفزيون
روبوت «باوربوت 05» المنزلي للتنظيف - «وان ريموت» أداة تحكم تسمح بالتفاعل صوتيًا مع التلفزيون
TT

أجهزة منزلية «ذكية» تتأهب لدخول البيوت

روبوت «باوربوت 05» المنزلي للتنظيف  -  «وان ريموت» أداة تحكم تسمح بالتفاعل صوتيًا مع التلفزيون
روبوت «باوربوت 05» المنزلي للتنظيف - «وان ريموت» أداة تحكم تسمح بالتفاعل صوتيًا مع التلفزيون

تخيل منزلك وبه أجهزتك التي تستخدمها يوميًا للتنظيف وحفظ الأطعمة والمشروبات والترفيه وتعديل درجة الحرارة، ولكنها ذكية وتفكر بما يناسبك وما ترغب به. تخيل أنك ستتحدث معها من خلال الرسائل لأداء الوظائف المرغوبة. وما رأيك بـ«التحدث» مع تلفزيونك لتغيير إعدادات الصوت والصورة، وباللغة العربية؟ الأمر المثير للاهتمام أن هذا الخيال سيصبح حقيقة خلال العام الحالي، ذلك أن الأجهزة المذكورة موجودة وعلى وشك الإطلاق في الأسواق العربية والعالمية، حيث حضرت «الشرق الأوسط» «منتدى سامسونغ الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2017» في مدينة سنغافورة، بحضور أكثر من 400 من إعلاميي منطقة الشرق الأوسط وخبراء التقنية وكبار موزعي الأجهزة الإلكترونية.
ويمكن الجزم بأن الهاتف الذكي سيتحول قريبًا إلى نقطة محورية للتحكم بالأجهزة المنزلية وتعديل وظائفها أينما كان المستخدم، مع تقديم تلك الأجهزة لبيانات مهمة من شأنها خفض تكاليف الطاقة الكهربائية وتعديل آلية عملها لتتناسب مع رغبة المستخدم.
وأكد تشونغ رو لي، رئيس «سامسونغ الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» أن الشركة كانت قد أفصحت في السابق عن رؤيتها فيما يتعلق بتقنية إنترنت الأشياء، وهي مستمرة الآن في العمل على تجاوز الحدود الحالية وتطوير تقنياتها في هذا المجال الحيوي الواعد، وستستمر هذا العام بشكل أساسي بتطوير منتجات وخدمات متصلة تتميز بأناقة التصميم وجودة الأداء.
ومن تقنيات الأجهزة المنزلية الذكية روبوت يراقب أوامر المستخدم لتنظيف الأماكن المرغوبة من خلال كاميرا مدمجة تحلل جغرافية الغرفة وتتابع بصريًا أوامر المستخدم. وهناك كذلك غسالة ترسل رسائل نصية إلى المستخدم تحتوي على معلومات مهمة حول الوظائف التي تقوم بها، وبراد يمكن تحويله إلى ثلاجة وبالعكس، بضغطة زر واحد وفقًا للحاجة.
وستستطيع تلفزيونات الغرف الحديثة مراقبة نمط مشاهدتك للقنوات التلفزيونية وإيجاد قائمة بالقنوات الأكثر مشاهدة لتصبح قنواتك المفضلة التي يمكن التنقل بينها بسرعة وبكل سهولة، سواء يدويًا أو صوتيًا. وستستطيع كذلك تشغيل الأجهزة المتصلة بها بمجرد نطق اسمها، ليطلق التلفزيون الذكي إشارة خاصة لها لتعمل فورًا، مع قدرة هذه التلفزيونات على عرض الألوان بنسبة 100 في المائة من حقيقتها مقارنة بالتقنيات السابقة، وهي تقنية تعرف باسم «كيو ليد» QLED)). كل ذلك دون وجود أي كابل متصل بالتلفزيون سوى كابل ضوئي دقيق شفاف وكابل الكهرباء فقط.
وسيصبح بإمكان المكيفات المنزلية معرفة أن الغرفة قد أصبحت باردة نوعًا ما، لتتوقف مراوحها عن العمل وتكمل التبريد من خلال 21 ألف ثقب مجهري دون وجود أي تيار هوائي، ليشعر المستخدم بالبرودة وليس بالتيار الهوائي البارد، الأمر الذي من شأنه خفض تكاليف الطاقة الكهربائية بنسبة تصل إلى 72 في المائة، مع عدم إصابة المستخدم بالشد العضلي جراء تعرضه للتيار الهوائي البارد.
وتأتي هذه الأجهزة الذكية المبتكرة بعد فترة عصيبة على الشركة جراء انفجار بطاريات مجموعة من هواتف «غالاكسي نوت 7» بعد استرجاع الأجهزة من الأسواق، مؤكدة أن عزيمة الشركة أصبحت أكبر مما سبق لتطوير الأجهزة الإلكترونية وتزويدها بأحدث التقنيات، ووضع المستخدم محور الاهتمام.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».