السعودية: مساعدات إغاثية ومالية لمتضرري سيول الأمطار

اتهام مطوري المخططات العقارية بإخفاء معالم الأودية... والثلوج تتساقط على تبوك

دورية أمنية خلال أداء مهامها في تبوك - الثلوج تكسو الطرقات وقمم الجبال على مراكز تبوك شمال السعودية (واس)
دورية أمنية خلال أداء مهامها في تبوك - الثلوج تكسو الطرقات وقمم الجبال على مراكز تبوك شمال السعودية (واس)
TT

السعودية: مساعدات إغاثية ومالية لمتضرري سيول الأمطار

دورية أمنية خلال أداء مهامها في تبوك - الثلوج تكسو الطرقات وقمم الجبال على مراكز تبوك شمال السعودية (واس)
دورية أمنية خلال أداء مهامها في تبوك - الثلوج تكسو الطرقات وقمم الجبال على مراكز تبوك شمال السعودية (واس)

شكلت الجهات المعنية في السعودية، فرق عمل لتقديم المساعدات الإغاثية للمتضررين من مياه الأمطار والسيول في مختلف مناطق وقرى المملكة، عبر توزيع المساعدات الغذائية والمالية العاجلة، وتلبية احتياجاتهم الأساسية، وذلك بعد أن شهدت السعودية، خلال الأيام الماضية، هطول أمطار غزيرة في وسطها وشرقها وجنوبها، فيما تشهد منطقة تبوك (شمال غربي السعودية)، استمرار تساقط الثلوج على الجبال والأودية ومساحات من الصحاري، بعد موجة برد تشهدها المنطقة.
وكان وسط السعودية، وشرقها وغربها، شهدت خلال الأيام الماضية، هطول أمطار غزيرة، تسببت في جريان الأودية، وإغلاق بعض الأنفاق والطرقات في تلك المدن والقرى، وهرعت الجهات الأمنية والمعنية لإنقاذ بعض المواطنين الذين حاصرتهم السيول، وتوفير الملاذ الآمن لهم، فيما وقف أمراء المناطق على متابعة عمليات الإخلاء، تحسبًا لأي ضرر، وفي الوقت نفسه، حذرت الأجهزة الأمنية من الاقتراب من الأودية.
وأوضح خالد أبا الخيل، المتحدث في وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بالسعودية، أن الوزارة شكلت فرق عمل من وكالتي الضمان الاجتماعي والتنمية الاجتماعية، والجمعيات واللجان ومراكز التنمية، التي تشرف عليها الوزارة، لتقديم المساعدات الإغاثية للمتضررين من مياه الأمطار والسيول في مختلف مناطق وقرى البلاد، وذلك وفقًا لأنظمة الضمان والتنمية الاجتماعية.
وقال أبا الخيل في بيان صحافي، إن توزيع المساعدات الغذائية والمالية العاجلة يتم وفق أنظمة الضمان والجمعيات واللجان التابعة للوزارة، كل فيما يخصه، مشيرًا إلى أنها ستشمل جميع المتضررين من السيول، لتلبية احتياجاتهم الأساسية، في ظل استمرار التقلبات المناخية التي تشهدها السعودية.
وأكد أبا الخيل، أن فرق العمل ستتابع بشكل متواصل، وترصد المناطق والأحياء المتضررة، وسرعة التواصل معهم، للوقوف على احتياجاتهم، وتلبيتها.
وأشار المتحدث في الوزارة إلى أنه تم تعميد الجمعيات بمباشرة تقديم الإعانات بعد حصر المتضررين، والإشراف المباشر على تقديم الإعانات والتنسيق مع مكتب الضمان الاجتماعي والرفع للوكالة ببيانات المتضررين الذين تم تقديم الإعانة لهم.
من جهة أخرى، قالت وزارة الشؤون البلدية والقروية بالسعودية، إن الأمطار التي هطلت مؤخرًا على منطقة عسير، والمنطقة الشرقية، وبعض محافظات منطقة الرياض، حققت حجمًا مرتفعًا عن المعدل الطبيعي، حيث تجاوز في منطقة عسير المقياس العالمي المحدد بـ116 ملم، مشيرًا إلى أن قيام بعض المطورين للمخططات العقارية أثناء أعمال التطوير بالردم والاعتداء على مجاري الأودية والشعاب وإخفاء معالمها، إلى جانب الاعتداءات على الأودية وروافدها سواء بالبناء عليها أو إنشاء المزارع للاستفادة من المياه عند هطول الأمطار.
وأكدت الوزارة حرصها على إعداد الاستراتيجية الوطنية لتصريف مياه الأمطار ودرء مخاطر السيول في جميع مناطق السعودية، حيث تم البدء في تنفيذ المرحلة العاجلة بتصنيف 29 مدينة على درجة عالية من الخطورة في حال تعرضها للأمطار الغزيرة منها مدن أبها وخميس مشيط وبيشة (جنوب غربي السعودية)، وذلك لما تختص به تلك المدن من خصائص من حيث كمية الأمطار وطبوغرافية الأرض وعدد السكان وحجم الاستثمارات بها، ومن ثم إعطاؤها الأولوية في تنفيذ مشاريع السيول، إضافة إلى إلزام كافة الجهات المختصة باعتماد المخططات السكنية والزراعية وغيرها باعتماد الدراسات الهيدرولوجية والتصاميم الهندسية اللازمة لحماية المخططات من الأمطار والسيول.
إلى ذلك، كست الجبال والأودية ومساحات شاسعة من الصحاري في منطقة تبوك (شمال غربي السعودية)، بالثلوج، وذلك بعد استمرار تساقطها، إثر موجة برد، تشهدها المنطقة، إذ قامت الجهات الأمنية بالمنطقة، بتقديم الخدمات والتسهيلات لمرتادي الطرق، ومتابعة وصولهم إلى مواقع تساقط الثلوج.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».