انطلاق انتخابات المناطق في «حماس» تمهيدًا لانتخاب رئيس الحركة

4 قطاعات تنتخب مجلس الشورى... وهنية أقوى المرشحين لخلافة مشعل

فلسطينيون يتظاهرون احتجاجاً على قرار السلطة الفلسطينية منح أراض للكنيسة الروسية في الضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
فلسطينيون يتظاهرون احتجاجاً على قرار السلطة الفلسطينية منح أراض للكنيسة الروسية في الضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
TT

انطلاق انتخابات المناطق في «حماس» تمهيدًا لانتخاب رئيس الحركة

فلسطينيون يتظاهرون احتجاجاً على قرار السلطة الفلسطينية منح أراض للكنيسة الروسية في الضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
فلسطينيون يتظاهرون احتجاجاً على قرار السلطة الفلسطينية منح أراض للكنيسة الروسية في الضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)

أنهت حركة حماس المرحلة الأولى من الانتخابات الداخلية في قطاع غزة بعدما أجرتها في السجون الإسرائيلية، فيما لم انتهى في الضفة الغربية وفي الخارج، وهي القطاعات الأربعة التي تنتخب فيها «حماس» قيادة مناطق وممثلين في مجلس الشورى العام، وصولاً إلى انتخاب المكتب السياسي للحركة، وهي المرحلة الأخيرة والحاسمة في الانتخابات، التي يتوقع أن تنتهي بعد شهرين.
وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إنه جرى انتخاب قيادة المناطق في قطاع غزة أول من أمس، بعد أيام من انتخاب قيادة السجون، على أن تنتخب هذه القيادات في وقت لاحق مجلس شورى الحركة في قطاع غزة، وهو الأمر الذي ينسحب كذلك على الحركة في الضفة الغربية والخارج.
وأوضحت المصادر ذاتها أنه بعد الانتهاء من انتخاب أعضاء مجلس الشورى في قطاع غزة والضفة والسجون والخارج، ينتخب هؤلاء رئيس المكتب السياسي للحركة وأعضاءه كذلك.
وبخلاف الفصائل الفلسطينية الأخرى لا يرشح أحد من «حماس» نفسه للمناصب. لكن يجري التوافق داخل مجلس الشورى على ذلك.
وتكتسب الانتخابات الحالية في «حماس» أهميتها بسبب مغادرة رئيس الحركة خالد مشعل لمنصبه، فيما تتجه الحركة لانتخاب نائبه إسماعيل هنية، رئيس الحركة في قطاع غزة، خليفة له.
ونشرت «الشرق الأوسط» في أبريل (نيسان) الماضي عن توجه داخل «حماس» لانتخاب هنية لرئاسة المكتب السياسي للحركة وفق اتفاق داخلي. وقالت مصادر إن ثمة توجهًا قويًا داخل أطر حماس القيادية لتسليم هنية قيادة الحركة، بعد إجراء مشاورات معمقة.
ويستند داعمو هنية في «حماس» إلى أنه يتمتع «بشعبية وجماهيرية كبيرة داخل الحركة، ويُعد من القيادات المعتدلة في نظر كثير من السياسيين والكتاب والمحللين، وكذلك لدى كثير من الشخصيات العربية والإسلامية».
ويعد هنية من التيار الذي يحاول في «حماس» كسب جميع الأطراف، بما في ذلك فتح علاقات جيدة مع النظام المصري، ودول عربية وإسلامية أخرى.
وتسلم هنية بعد فوز «حماس» رئاسة الحكومة الفلسطينية، وظل على رأسها حتى انتخب نائبًا لمشعل قبل سنوات، فترك الحكومة وتفرغ إلى العمل داخل الحركة.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن الاسم الثاني المطروح بقوة هو موسى أبو مرزوق، النائب الثاني لمشعل، الذي يعيش في قطر.
وتجرى انتخابات «حماس» خلف جدران من السرية، بسبب الوضع الأمني المعقد، ولا تعلن الحركة أسماء قادة الحركة في الضفة الغربية خشية الاعتقال، ولا اسم قائد الحركة في قطاع غزة خشية الاغتيال، كما تتحفظ على أسماء أعضاء مجلس الشورى، بينما تعلن فقط عن أسماء أعضاء المكتب السياسي، باستثناء أعضاء الضفة.
وعقدت «حماس» انتخاباتها العامة آخر مرة في القاهرة عام 2013، أسفرت عن إعادة انتخاب خالد مشعل رئيسًا للمكتب السياسي لولاية جديدة تمتد لأربع سنوات، علمًا أن نظام «حماس» الداخلي يمنع أي شخص من تولي رئاسة المكتب السياسي لثلاث ولايات متتالية.
وقال مشعل في وقت سابق إنه سيفخر إذا كان رئيسًا سابقًا لمكتب سياسي.
ومشعل معروف بنسج علاقات جيدة في معظم الدول العربية والإسلامية، لكنه قاد «حماس» بعيدًا عن سوريا وإيران. ويدعم تيار في «حماس» الآن، يتزعمه القيادي محمود الزهار، المقرب جدًا من قيادة كتائب القسام، إعادة إحياء العلاقات على نحو كامل مع دمشق وطهران.
ويعتقد أن فوز هنية برئاسة المكتب السياسي لحركة حماس قد يساعد أكثر على التقارب مع إيران، بالنظر إلى العلاقات السيئة لمنافسه موسى أبو مرزوق مع النظام الإيراني بعدما اتهمه بالكذب في وقت سابق. وستكون سياسة «حماس» تجاه إيران على طاولة النقاش.
وتتبع «حماس» في قراراتها نظامًا فريدًا، تشارك فيه مجالس الشورى الصغرى في الخارج والضفة وغزة والسجون. وبحسب مسؤول في الحركة، يرفع كل مجلس شورى موقفه إلى المكتب السياسي الذي يقرر في النهاية، لكن في بعض القضايا يطلب أن يصوت كل أعضاء «حماس» في قضية مستجدة واستراتيجية، وفي هذه الحالة تشارك جميع قطاعات حماس في الإدلاء بصوتها في استبيان سري.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.