القدرة العلاجية للمسات

القدرة العلاجية للمسات
TT

القدرة العلاجية للمسات

القدرة العلاجية للمسات

العلاج بالتدليك وسيلة طبيعية للحفاظ على الصحة وتخفيف الآلام

كمبردج (ولاية ماساتشوستس الأميركية): «الشرق الأوسط»*

يمكن أن يساعد العلاج بالتدليك massage therapy في تخفيف الألم، وتحفيز التعافي من الجروح، أو الإصابات، أو العمليات الجراحية، وكذلك في الحد من الشعور بالتوتر. وقد ينظر الرجال إلى التدليك على أنه «تدليل للذات» يحدث على فترات متباعدة، أو خلال عطلة، لكن قد يكون هذا النوع من العلاج طريقة طبيعية للحفاظ على الصحة، وإبعاد الألم.

الآلام والتدليك
تعد الآلام المزمنة، التي تتسم بأنها تستمر لأكثر من 12 أسبوعا، من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا بين كبار السن من الرجال. وتشمل هذه الآلام: آلام الظهر، والرأس، والسرطان، والتهاب المفاصل، إضافة إلى آلام أخرى يومية تتولد نتيجة نمط الحياة اليومية. وتحول كل هذه الآلام دون التمتع بنمط حياة صحي. تقول إنجي ماركوسكي، معالجة تدليك حاصلة على تصريح وتعمل في مستشفى إعادة تأهيل الأطراف التابع لجامعة هارفارد: «يفترض أكثر الناس أن التقدم في السن يعني التعايش مع الألم ومع الشعور بعدم الارتياح». وتضيف أن «العلاج بالتدليك يساعد في تخفيف الألم من خلال تقليل الالتهابات، وأوجاع العضلات، كما أنه يساعد كذلك في زيادة نشاط الرجال».
كذلك يمكن للتدليك أن يساعد في التعافي من الإصابة، أو الجراحة. وتعد طبيعته الباعثة على الاسترخاء وسيلة أكيدة لتخفيف التوتر، والقلق. وأضافت ماركوسكي قائلة: «قد يكون من أفضل أنواع العلاج إذا تعاملت معه على هذا الأساس» في إشارة إلى التدليك.

طب الشعور الإيجابي
أوضحت عدة دراسات أن العلاج بالتدليك يساعد في تخفيف آلام والتهابات محددة، وإليكم ملخصًا يوضح كيف يمكن للتدليك أن يساعد في ذلك:
* أوجاع العضلات: درس تقرير، نشر في دورية «أرشيف العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل» عام 2014، آثار العلاج بالتدليك على تخفيف أوجاع العضلات muscle soreness بعد التمرينات الرياضية. وقام أشخاص بالغون أصحاء بتمرين أرجلهم باستخدام آلة للضغط على الأرجل إلى أن شعروا بالإرهاق، والإنهاك؛ وحصل نصف أفراد المجموعة بعد ذلك على تدليك للأرجل. في الوقت الذي عانى فيه الجميع من أوجاع بالعضلات بعد ممارسة التمرين الرياضي، ذكر أفراد المجموعة التي خضعت لجلسة تدليك أن أوجاع العضلات قد زالت بعد مرور 90 دقيقة على التدليك، في حين استمرت أوجاع عضلات أفراد المجموعة التي تمرنت فقط دون الحصول على تدليك، لمدة 24 ساعة بعد التمرين.
وأشار الباحثون إلى زيادة تدفق الدم لدى المجموعة التي حصلت على تدليك، لمدة 72 ساعة، في حين تراجع تدفق الدم لدى المجموعة التي تمرنت فقط، بعد 90 دقيقة. ويمكن أن يساعد تعزيز الدورة الدموية في تعافي العضلات سريعًا، والحد من حالات إصابتها.
* آلام أسفل الظهر: استكشفت دراسة، تم نشرها عام 2011 في «دورية الطب الباطني»، كيف يمكن أن يرقى التدليك إلى مستوى العقاقير في تخفيف آلام الظهر المزمنة لدى 400 شخص تراوحت أعمارهم بين 20 و65 عامًا. كانت المجموعة، التي حصلت على تدليك تخضع لجلسة تدليك مدتها ساعة أسبوعيًا لمدة 10 أسابيع. بعد ذلك ذكر نحو 40 في المائة من أفراد المجموعة أن آلامهم قد أصبحت أقل حدة، أو اختفت تمامًا، مقابل 4 في المائة من المجموعة المعيارية ممن تناولوا عقاقير مضادة للالتهاب.
* الآلام الناجمة عن جراحة: كشف بحث، تم إجراؤه عن العلاجات التكميلية في الممارسة الإكلينيكية في أغسطس (آب) 2015، أن الخضوع لجلسات تدليك، مدة الواحدة منها 20 دقيقة، بعد يومين أو ثلاثة أيام من إجراء عملية جراحية للسرطان قد نجح في تخفيف الألم، والتوتر.

طريقة التدليك
* الفترة: تتراوح مدة أكثر جلسات التدليك بين 30 و90 دقيقة. وسوف يتحدث معالج التدليك المصرح له، مسبقًا معك من أجل مراجعة أي مشكلات صحية، ومعرفة ما إذا كنت بحاجة إلى اهتمام أكبر في أمور بعينها. إذا كنت قد خضعت حديثا لعملية جراحية، أو كنت مصابا بإصابة خطيرة، مثل تمزق في العضلات، أو الأربطة، فينبغي عليك استشارة الطبيب الخاص بك أولا.
* أوجاع التدليك: من الطبيعي أن يحدث أحيانا وجع خلال فترة تتراوح بين 24 و48 ساعة بعد التدليك، وهو الشعور نفسه الذي قد ينتابك بعد ممارسة تمرينات رياضية شاقة. وتقول ماركوسكي: «إذا حدث وجع، فيمكن وضع الثلج على المنطقة المصابة به، وتناول عقار مخفف للألم دون استشارة طبيب إذا دعت الحاجة إلى ذلك. مع ذلك أثناء جلسة التدليك، يجب دائمًا أن تخبر المعالج بأي ألم أو شعور بعدم الارتياح»
* اختلاف الطريقة: قد تبدو طرق العلاج بالتدليك جميعًا متشابهة، لكن كل طريقة تختلف عن الأخرى؛ حيث تركز كل منها على أمور بعينها. ويتم تحديد طريقة التدليك المناسبة بحسب احتياجاتك. على سبيل المثال، يساعد بعض الطرق في زيادة تدفق الدم، والمرونة، بعد الخضوع لجراحة استبدال مفصل، في حين توجد طرق أخرى تناسب الأشخاص الذين يشعرون بألم في أسفل الظهر، أو ألم في الكتف بعد ممارسة أنشطة متكررة، مثل مباراة غولف، على حد قول ماركوسكي.
* عدد جلسات التدليك التي تحتاج إليها: يختلف ذلك باختلاف الأفراد. يلجأ بعض الأفراد إلى التدليك من أجل معالجة مشكلات، أو إصابات محددة بحسب الحاجة، في حين يخضع آخرون إلى جلسات التدليك أسبوعيًا أو شهريًا بشكل دوري منتظم. وفي الحالتين يمكن أن يلعب العلاج بالتدليك دورًا في الرعاية الصحية التي يتلقاها المرء.
تقول ماركوسكي: «عندما يخضع الرجال لعلاج بالتدليك، كثيرًا ما يرون أنه ينجح بدرجة كبيرة في تخفيف الألم والالتهاب اللذين كانوا مستسلمين لوجودهما لمدة طويلة. ويرى كثير من الرجال التدليك على أنه غير مناسب لهم، لكنه قد ينجح في تحسين حياتهم».

* «رسالة هارفارد - مراقبة صحة الرجل»... خدمات «تريبيون ميديا»

* طرق متنوعة للتدليك

هناك طرق مختلفة للتدليك، لكنها تشترك جميعًا في بعض الأساليب، وإليكم موجزًا يوضح الطرق الأكثر شيوعًا:
* التدليك السويدي Swedish massage: تستخدم هذه الطريقة مجموعة من الضربات الخفيفة الطويلة الانسيابية، التي تستهدف تخفيف ألم العضلات، ومساعدة الأنسجة الضامة على الاسترخاء، وتحسين الدورة الدموية. وهو مثالي للمبتدئين، وللباحثين عن تدليك أساسي باعث على الاسترخاء.
* تدليك الأنسجة العميقة Deep - tissue massage: تستهدف هذه الطريقة الأنسجة والعضلات العميقة التي توجد أسفل سطح الجلد، من أجل التخلص من التوتر، وخفض عدد التكتلات، وتحريك السوائل داخل نسيج العضلة. عوادة لا يسبب التدليك العميق أي ألم، لكنه يكون أكثر حدة من التدليك السويدي المعتاد. يستفيد الأشخاص الذين يعانون من ألم محدد في العضلات، كثيرًا من هذه الطريقة.
* التدليك البنيوي Structural massage: يعيد التدليك البنيوي العضلات، التي فقدت توازنها، أو باتت أقصر بسبب الضغط المتزايد، إلى وضعها، ويجعلها أطول، ويتيح للعظام والمفاصل العودة إلى وضعها الطبيعي. وتساعد هذه الطريقة بوجه خاص الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في البنية، أو الظهر.
* تدليك نقاط التوتر العضلي Trigger - point massage: تستهدف هذه الطريقة من التدليك تخفيف الألم الناتج عن مناطق صغيرة منقبضة من العضلات تسمى «نقاط التوتر العضلي» trigger points. على سبيل المثال، يمكن أن تتسبب نقطة توتر عضلي في الرقبة في حدوث ألم في الرأس. وكثيرًا ما تنتج نقاط التوتر العضلي عن الإصابات، والإنهاك، والشد العضلي، والتوتر النفسي.
* التدليك الرياضي Sports massage: تركز هذه الطريقة، مثل التدليك السويدي، على علاج الإصابات الناتجة عن الألعاب الرياضية، والتعافي، والوقاية منها.
* تدليك الكرسي Chair massage: تعد هذه الطريقة خيارًا مناسبًا للأشخاص الذين يشعرون بعدم الارتياح تجاه خلع بعض ملابسهم، أو لا يستطيعون التمدد بشكل مريح أثناء جلسة التدليك.



الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين
TT

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

مع بداية فصل الشتاء وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي واستمرار الحديث عن الأعراض المزمنة لمرض «كوفيد - 19» نُشرت أحدث وأطول دراسة طولية عن الأعراض الطويلة الأمد للمرض أجراها باحثون إنجليز في مستشفى غريت أورموند ستريت للأطفال Great Ormond Street Hospital for Children بالمملكة المتحدة بالتعاون مع عدة جامعات أخرى؛ مثل جامعة لندن ومانشستر وبريستول. وأكدت أن معظم الأطفال والمراهقين الذين تأكدت إصابتهم بأعراض كوفيد الطويل الأمد، تعافوا بشكل كامل في غضون 24 شهراً.

أعراض «كوفيد» المزمنة

بداية، فإن استخدام مصطلح (أعراض كوفيد الطويل الأمد) ظهر في فبراير (شباط) عام 2022. وتضمنت تلك الأعراض وجود أكثر من عرض واحد بشكل مزمن (مثل الإحساس بالتعب وصعوبة النوم وضيق التنفس أو الصداع)، إلى جانب مشاكل في الحركة مثل صعوبة تحريك طرف معين أو الإحساس بالألم في عضلات الساق ما يعيق ممارسة الأنشطة المعتادة، بجانب بعض الأعراض النفسية مثل الشعور المستمر بالقلق أو الحزن.

الدراسة التي نُشرت في نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الحالي في مجلة Nature Communications Medicine أُجريت على ما يزيد قليلاً على 12 ألف طفل من الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و17 عاماً في الفترة من سبتمبر(أيلول) 2020 وحتى مارس (آذار) 2021، حيث طلب الباحثون من الأطفال الذين ثبتت إصابتهم، تذكر أعراضهم وقت إجراء اختبار «تفاعل البوليمراز المتسلسل» PCR المُشخص للكوفيد، ثم تكرر الطلب (تذكر الأعراض) مرة أخرى بعد مرور ستة و12 و24 شهراً.

تم تقسيم الأطفال إلى أربع مجموعات على مدار فترة 24 شهراً. وتضمنت المجموعة الأولى الأطفال الذين لم تثبت إصابتهم بفيروس الكوفيد، والمجموعة الثانية هم الذين كانت نتيجة اختبارهم سلبية في البداية، ولكن بعد ذلك كان نتيجة اختبارهم إيجابية (مؤكدة)، فيما تضمنت المجموعة الثالثة الذين كانت نتيجة اختبارهم مؤكدة في البداية، ولكن لم يصابوا بالعدوى مرة أخرى لاحقاً، وأخيراً المجموعة الرابعة التي شملت الذين كانت نتيجة اختبارهم مؤكدة في البداية ثم أصيبوا بالعدوى مرة أخرى لاحقاً.

قام الباحثون باستخدام مصطلح كوفيد الطويل الأمد عند فحص بيانات ما يقرب من ألف طفل من الذين تأكدت إصابتهم بالمرض ووجدوا بعد مرور عامين أن نحو 25 - 30 في المائة فقط من إجمالي المراهقين هم الذين لا يزالون يحتفظون بالأعراض المزمنة، بينما تم شفاء ما يزيد على 70 في المائة بشكل كامل. وكان المراهقون الأكبر سناً والأكثر حرماناً من الخدمات الطبية هم الأقل احتمالية للتعافي.

25 - 30 % فقط من المراهقين يظلون محتفظين بالأعراض المزمنة للمرض

استمرار إصابة الإناث

كان اللافت للنظر أن الإناث كن أكثر احتمالية بنحو الضعف لاستمرار أعراض كوفيد الطويل الأمد بعد 24 شهراً مقارنة بالذكور. وقال الباحثون إن زيادة نسبة الإناث ربما تكون بسبب الدورة الشهرية، خاصة أن بعض الأعراض التي استمرت مع المراهقات المصابات (مثل الصداع والتعب وآلام العضلات والأعراض النفسية والتوتر) تتشابه مع الأعراض التي تسبق حدوث الدورة الشهرية أو ما يسمى متلازمة «ما قبل الحيض» pre-menstrual syndrome.

ولاحظ الباحثون أيضاً أن أعلى معدل انتشار للأعراض الطويلة الأمد كان من نصيب المرضى الذين كانت نتائج اختباراتهم إيجابية في البداية، ثم أصيبوا بالعدوى مرة أخرى لاحقاً.

قال الباحثون إن نتائج الدراسة تُعد في غاية الأهمية في الوقت الحالي؛ لأن الغموض ما زال مستمراً حول الآثار التي تتركها الإصابة بالفيروس، وهل سوف تكون لها مضاعفات على المدى الطويل تؤدي إلى خلل في وظائف الأعضاء من عدمه؟

وتكمن أهمية الدراسة أيضاً في ضرورة معرفة الأسباب التي أدت إلى استمرار الأعراض في الأطفال الذين لم يتماثلوا للشفاء بشكل كامل ونسبتهم تصل إلى 30 في المائة من المصابين.

لاحظ الباحثون أيضاً اختلافاً كبيراً في الأعراض الملازمة لـ«كوفيد»، وعلى سبيل المثال هناك نسبة بلغت 35 في المائة من الأطفال الذين ثبتت إصابتهم في البداية، ثم أصيبوا مرة أخرى بعد ذلك، لم تظهر عليهم أي أعراض على الرغم من إصابتهم المؤكدة تبعاً للتحليل. وفي المقابل هناك نسبة بلغت 14 في المائة من المجموعة التي لم تظهر عليها أي أعراض إيجابية عانت من خمسة أعراض أو أكثر للمرض، ما يشير إلى عدم وضوح أعراض كوفيد الطويل الأمد.

هناك نسبة بلغت 7.2 في المائة فقط من المشاركين عانوا بشدة من الأعراض الطويلة الأمد (5 أعراض على الأقل) في كل النقط الزمنية للدراسة (كل ثلاثة أشهر وستة وعام وعامين)، حيث أبلغ هؤلاء المشاركون عن متوسط خمسة أعراض في أول 3 أشهر ثم خمسة في 6 أشهر ثم ستة أعراض في 12 شهراً ثم خمسة في 24 شهراً بعد الإصابة، ما يؤكد ضرورة تقديم الدعم الطبي المستمر لهؤلاء المرضى.

بالنسبة للتطعيم، لم تجد الدراسة فرقاً واضحاً في عدد الأعراض المبلغ عنها أو حدتها أو الحالة الصحية بشكل عام ونوعية الحياة بين المشاركين الذين تلقوا التطعيمات المختلفة وغير المطعمين في 24 شهراً. وقال الباحثون إن العديد من الأعراض المُبلغ عنها شائعة بالفعل بين المراهقين بغض النظر عن إصابتهم بفيروس «كورونا» ما يشير إلى احتمالية أن تكون هذه الأعراض ليست نتيجة للفيروس.

في النهاية أكد العلماء ضرورة إجراء المزيد من الدراسات الطولية لمعرفة آثار المرض على المدى البعيد، وكذلك معرفة العواقب الطبية للتطعيمات المختلفة وجدوى الاستمرار في تناولها خاصة في الفئات الأكثر عرضة للإصابة؛ أصحاب المناعة الضعيفة.

* استشاري طب الأطفال