المالكي يتهم بعض شركائه بـ«الكذب».. والنجيفي يستنجد بالأمم المتحدة

رئيس البرلمان العراقي يطالب بـ«إجراءات فورية» لإغاثة المناطق السنية غرب بغداد

المالكي يتهم بعض شركائه بـ«الكذب».. والنجيفي يستنجد بالأمم المتحدة
TT

المالكي يتهم بعض شركائه بـ«الكذب».. والنجيفي يستنجد بالأمم المتحدة

المالكي يتهم بعض شركائه بـ«الكذب».. والنجيفي يستنجد بالأمم المتحدة

اتهم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بعض الشركاء السياسيين بالعمل على ما سماه تثبيط همة المواطن العراقي في مواجهة الإرهاب ومحاولة الاستمرار في وضع العقبات وليس تقديم الخدمات. وتوعد المالكي في كلمته الأسبوعية أمس، بـ«الضرب بقوة كل من يعبث بالنظام العام خلال إجراء الانتخابات». ودعا المالكي العراقي الذكي إلى أن يحسن الاختيار على ضوء التجربة، لأننا نريد مرحلة مقبلة فيها من يشعر بالمسؤولية. وفيما اتهمت كتلة «متحدون» التي يتزعمها رئيس البرلمان أسامة النجيفي الحكومة بالعمل على عرقلة الانتخابات في مناطق حزام بغداد، فقد أعلن المالكي أن حكومته بذلت جميع التسهيلات لمفوضية الانتخابات من أجل تسهيل عملها، كما اتخذنا جميع الإجراءات الأمنية ولن نسمح بخروقات وتلاعب في عملية الاقتراع. وأشار إلى أنه كلما اقتربنا من الانتخابات سيكثر الكذب والدعاية والتزييف، لكن إذا أحسنا اختيار البرلمان والحكومة المقبلة سيكون الإنجاز أفضل.
وتأتي هذه الاتهامات قبيل أيام قلائل من إجراء الانتخابات النيابية في العراق في الـ30 من الشهر الحالي التي سوف يترتب عليها اختيار رئيسي جمهورية وبرلمان جديدين مع تكليف مرشح الكتلة البرلمانية الأكبر تشكيل الحكومة. وفيما اعتبر المالكي أن القوات العراقية باتت تضرب الإرهاب في مدن الأنبار وأن أبناء العراق عادوا مرة أخرى وتطوعوا في الجيش ليحاربوا الإرهاب رغما عن هؤلاء الذين لا يريدون الخير للبلاد فقد اتهم رئيس البرلمان الحكومة بممارسة سياسة التعتيم حيال ما يجري في الأنبار والمناطق الممتدة بينها وبين بغداد. وشكا النجيفي في بيان أمس من الغياب التام للحكمة في التعامل مع هذا الموضوع، وإهمال كل مناشدات القوى السياسية الداخلية وحتى الدولية بضرورة حل الأزمة بشكل سلمي، وإبعاد شبح المعارك عن مدن العراق، وتجنيب أبناء الشعب من المواطنين ورجال الأجهزة الأمنية خطر المواجهة المسلحة، والنأي عن استخدام القوة المفرطة تجاه مناطق مأهولة بالسكان، مشيرا إلى أنه في ظل المخاطر الناجمة عن هذه الكارثة، وتداعياتها الموشكة، والإهمال الكبير لها من قبل الجهات الحكومية، وعدم التعامل معها بما يتناسب وحجم أضرارها على مواطني هذه المناطق، الذين يواجهون الآن كارثة حقيقية بعد أن غرقت منازل البعض وحاصرت المياه البعض الآخر، بينما نزح منهم من نزح خوفا على أنفسهم وعائلاتهم من الغرق، فقد جرى إجراء مكالمات هاتفية مكثفة مع كل من الأمين العام للأمم المتحدة والجهات الرسمية في الحكومة العراقية ووزير الموارد المائية ورئيس مجلس محافظة بغداد لاتخاذ التدابير اللازمة. ودعا النجيفي إلى «ضرورة القيام بإجراءات سريعة وفورية، وتوفير المساعدات والأغذية والمواد الأساسية للمواطنين، وبذل الجهود الفنية من أجل إنهاء هذه المشكلة قبل أن تؤدي تطوراتها إلى كارثة حقيقية».
من جهته، أكد القيادي في كتلة «متحدون» عصام العبيدي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الممارسات التي تقوم بها الحكومة والأجهزة الأمنية والعسكرية في مناطق حزام بغداد ذات أوجه متعددة وتهدف إلى عرقلة عملية التصويت في هذه المناطق المحسوبة على مكون معين (في إشارة إلى المكون السني) وذلك بالعمل على بث المزيد من الدعايات بشأن (داعش) وكيفية وصولها إلى مناطق قريبة من بغداد وإخلاء سجن أبو غريب ومن ثم حكاية الفيضان»، عادا أن «كل هذه الممارسات التي تسبق الانتخابات إنما هي مؤشر واضح على وجود مخطط يهدف إلى العرقلة وتبرير كل ما يمكن أن تقوم به السلطات من عمليات بما في ذلك الاعتقالات العشوائية والمداهمات وغيرها من الأساليب».
وفي سياق ذلك أكد عضو البرلمان العراقي عن كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري حاكم الزاملي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «محاولات رمي الكرة دائما في ملاعب الآخرين كجزء من عملية تبرير الفشل ليست سياسة ناجحة لأننا سبق أن شخصنا أن الخلل في الجوانب الأمنية والخدمية يكمن في أن هناك إدارة فاشلة وبالتالي فإننا ندعو بالفعل إلى حسن الاختيار وألا يخطئ العراقيون مرة أخرى في إعادة انتخاب من كانت إدارته للأمور هي السبب المباشر فيما وصلنا إليه اليوم من نتائج على كل المستويات».



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.