«لو قدر لي العمل على مصحف آخر، فسأنجزه في نصف المدة»، بهذه العبارة يفخر الخطاط المصري طاهر عمارة بإنجازه نسخة فريدة من «مصحف الفيصل» المنفذ بالكامل بشكل يدوي على ورق البردي، وبأحبار مائية بعيدا عن الكيماويات، طمعا في أن يعمر المصحف المنجز بصفته مخطوطة تستمر بلا اندثار لآلاف السنين.
وفي حديث الخطاط مع «الشرق الأوسط»، أشار إلى أن «مصحف الفيصل» يعدّ نسخة فريدة من نوعه بوصفه مصحفا منجزا بالكامل بخط اليد؛ كتابة ورسما وزخرفة وتحبيرا وتذهيبا على ورق البردي بحجم كبير نسبيا يعادل مترا في 70 سنتيمترا.
ووفقا لما ذكره عمارة، فإن إنجاز المصحف استغرق 50 شهرا من العمل المتواصل، من ضمنها سنة كاملة لإنجاز الصفحات الأولى، حيث يقول: «أنا من كتبه بالكامل بخط يدوي، والزخرفة ساعدني فيها أربع خريجين من كلية التربية الفنية وهم من الفنانين التشكيليين».
وعرض «مصحف الفيصل» في المدينة المنورة في وقت سابق خلال اجتماع ضخم لأشهر خطاطي المصاحف في العالم؛ إذ لاقى استحسانا كبيرا، نتيجة لإنجازه يدويا بالكامل، فيما سيعرض في واجهة قاعة الملك فيصل التذكارية، ولكن بعد عرضه في مراكز إسلامية حول العالم.
ويعتبر طاهر عمارة أن الكومبيوتر قتل موهبة 90 في المائة من الخطاطين في العالم، مشيرا إلى أنه يعد نفسه واحدا من الخطاطين المخضرمين المعدودين على أصابع اليد الذين ما زالوا يستخدمون الريشة والقصبة والأحبار في الكتابة.
وكتب الخطاط عمارة أربعة إصدارات للعملة السعودية، بوصفه خطاطا معتمدا من مؤسسة النقد العربي السعودي، لكتابة الخط العربي على الأوراق النقدية والعملات المعدنية التي تعتبر نافذة السعودية على العالم.
وبدأ في العمل إبان الإصدار الخاص بالمئوية (مرور 100 عام على دخول الملك المؤسس عبد العزيز إلى الرياض)، حيث كانت الكتابة على العملات المعدنية هي الأصعب، على حد قوله، لأنها كتبت بخط الثلث، وكتب كذلك بخطه على النقود عندما استحدثت فئتي العشرين ريالا والمائتي ريال سعودي، ثم النسخة الجديدة من الخمسمائة ريال، والنسخة الأخيرة للعملة السعودية بعد تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الحكم في البلاد.
خطاط مصري ينجز كتابة نسخة فريدة من المصحف الشريف على ورق «البردي» في 50 شهرا
عمارة لـ«الشرق الأوسط»: الكومبيوترات قتلت موهبة 90% من الخطاطين في العالم
خطاط مصري ينجز كتابة نسخة فريدة من المصحف الشريف على ورق «البردي» في 50 شهرا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة