التحالف استهدف 35 قياديا من «النصرة» و«الجناح المعولم» لتنظيم القاعدة في سوريا

التحالف استهدف 35 قياديا من «النصرة» و«الجناح المعولم» لتنظيم القاعدة في سوريا
TT

التحالف استهدف 35 قياديا من «النصرة» و«الجناح المعولم» لتنظيم القاعدة في سوريا

التحالف استهدف 35 قياديا من «النصرة» و«الجناح المعولم» لتنظيم القاعدة في سوريا

واصلت طائرات التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب أمس، ملاحقة المتشددين في شمال سوريا، حيث استهدفت قياديا في تنظيم جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) في غارة جوية نفذت بطائرة مسيرة، فيما أعلنت عن مقتل المسؤول في تنظيم داعش محمود العيساوي خلال قصف جوي لمدينة الرقة أواخر الشهر الماضي.
«المرصد السوري لحقوق الإنسان» أعلن أمس أنه في عملية تأتي في إطار سلسلة تصفيات مماثلة خلال الأشهر الأخيرة قتل في جبهة «فتح الشام» ملقب باسم «أبو الحسن تفتناز» في الضربات التي نفذتها طائرات من دون طيار على منطقة تفتناز في الريف الشرقي لمحافظة إدلب. وأوضح «المرصد» أن «قياديا شرعيا آخر في الجبهة ونجل أبو الحسن قتلا في الغارة نفسها» من دون أن يؤكد إذا كانت طائرات تابعة للتحالف الدولي بقيادة أميركية نفذت الغارة أم لا.
تأتي هذه العملية غداة إعلان وزارة الدفاع الأميركية أن الجيش الأميركي قتل نحو عشرين من مقاتلي تنظيم القاعدة في عمليتي قصف الأحد والثلاثاء في شمال سوريا. وبلغت حصيلة المتشددين من «النصرة» وحلقة «الجهاد المعولم» التابعة لتنظيم «القاعدة» الذين قتلوا في غارات جوية خلال أقل من أسبوع في ريف إدلب، 35 متشددًا.
وكان «المرصد» أفاد ليل الأحد عن غارات استهدفت سيارتين قرب بلدة سرمدا (شمال غربي إدلب) كان على متنهما ثلاثة قياديين، أحدهم تركمانستاني، ويعد من أبرز قادة الجبهة في سوريا. وأفاد الثلاثاء عن مقتل 15 عنصرا من «فتح الشام» بينهم قياديون جراء غارة استهدفت مقرا مركزيا للجبهة قرب سرمدا أثناء عقد اجتماع داخله. وهكذا، وفق «المرصد» ارتفعت حصيلة قتلى الجبهة منذ مطلع العام الحالي، إلى 35 على الأقل، من مقاتلين وقادة جراء غارات للتحالف الدولي أم طائرات من دون طيار.
في السياق نفسه، نقل «المرصد» عن مصادر مقربة من «فتح الشام» أن هناك «جهات موجودة في محافظة إدلب ومناطق سيطرة فتح الشام، هي من قامت بالإدلاء بمعلومات عن القياديين المتشددين الذين جرى اغتيالهم في الفترة الأخيرة»، وأن الخرق «ليس داخل صفوف فتح الشام وإنما من جهات محلية عاملة في محافظة إدلب». وغالبًا ما يتعرض قياديو الجبهة لعمليات استهداف، إذ أعلنت وزارة الدفاع الأميركية مقتل القيادي الكبير في تنظيم القاعدة «أبو أفغان المصري» في غارة شنتها طائرة أميركية من دون طيار قرب بلدة سرمدا في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وفي الثالث من أكتوبر (تشرين الأول) أعلنت «فتح الشام» مقتل أحد قيادييها أحمد سلامة مبروك، وهو مصري معروف باسم «أبو فرج» في ضربة أميركية أكد البنتاغون تنفيذها في ريف إدلب الغربي.
وراهنًا تسيطر «فتح الشام» وفصائل إسلامية متحالفة معها على كامل محافظة إدلب. وتصنف الولايات المتحدة جبهة النصرة منظمة «إرهابية» وقد استهدفتها الضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي بقيادة أميركية في سوريا مرات عدة وإن بوتيرة أقل بكثير من تنظيم داعش.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.