حملة «حماية» تدرب الأطفال على مقاومة التحرش بالغناء والرسم

إيمان عزت: دربنا أكثر من 250 ألف طفل في 16 محافظة

د. إيمان عزت تعلم الأطفال حماية أنفسهم من التحرش بالرسوم والأغاني - الحملة تجوب المدارس المصرية بكافة فئاتها والنوادي الرياضية والمراكز الرياضية الكبرى لتوعية الأطفال بظاهرة التحرش الجنسي ({الشرق الأوسط})
د. إيمان عزت تعلم الأطفال حماية أنفسهم من التحرش بالرسوم والأغاني - الحملة تجوب المدارس المصرية بكافة فئاتها والنوادي الرياضية والمراكز الرياضية الكبرى لتوعية الأطفال بظاهرة التحرش الجنسي ({الشرق الأوسط})
TT

حملة «حماية» تدرب الأطفال على مقاومة التحرش بالغناء والرسم

د. إيمان عزت تعلم الأطفال حماية أنفسهم من التحرش بالرسوم والأغاني - الحملة تجوب المدارس المصرية بكافة فئاتها والنوادي الرياضية والمراكز الرياضية الكبرى لتوعية الأطفال بظاهرة التحرش الجنسي ({الشرق الأوسط})
د. إيمان عزت تعلم الأطفال حماية أنفسهم من التحرش بالرسوم والأغاني - الحملة تجوب المدارس المصرية بكافة فئاتها والنوادي الرياضية والمراكز الرياضية الكبرى لتوعية الأطفال بظاهرة التحرش الجنسي ({الشرق الأوسط})

مثلما يتعلم الأطفال الحروف الأبجدية بالرسم والأغاني يتعلمون أيضا الحفاظ على أجسادهم وكيفية حمايتها من التحرش دون ذكر لتلك الكلمة، هكذا أخذت الدكتورة إيمان عزت، مؤسسة فريق «حماية» ضد التحرش، على عاتقها عبء تعليم الأطفال في عمر الزهور حماية أنفسهم من براثن المتحرشين دون أن تخدش براءتهم.
وعلى أنغام أغنية شهيرة ومحببة للأطفال» If you›re happy and you know it» يتغنى الأطفال من عمر 4 إلى 14 سنة بكلمات «مش من حق أي حد يلمس هنا... مش من حق أي حد... علشان دا جسمك أنت... روح لبابا وماما واجري على طول عشان هما هيساعدوك... هما اللي هيقدروا يحموك»، وتم تصوير هذه الأغنية بطريقة الفيديو كليب لتكون أول أغنية ضد التحرش لتوعية الطفل العربي.
تنطلق حملة حماية بقيادة د. إيمان عزت وتجوب المدارس المصرية بكافة فئاتها والنوادي الرياضية والمراكز الرياضية الكبرى لتوعية الأطفال بظاهرة التحرش الجنسي وكيفية مكافحتها، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «بدأت الحملة عام 2011 لكنها لم تحظَ بالانتشار سوى منذ 3 أعوام حينما شعر الأهالي بأهمية توعية أبنائهم وبناتهم بمخاطر التحرش، ولم نكتف بالمدارس فقط بل خرجنا للأماكن العامة التي يحدث فيها نسب تحرش عالية، ونظمنا ندوات في أندية وكنائس وحدائق عامة، استطعنا الوصول لأكثر من 250 ألف طفل في 16 محافظة».
يضم فريق حماية أكثر من 50 متطوعا ويعمل في عدة محافظات مصرية ويسعى لتعميم نشاط الحملة في كافة المحافظات لنشر التوعية بها. وتعمل د. إيمان عزت على تصميم أنشطة وبرامج حملة حماية بنفسها ووفقا لمعايير علمية ونفسية دقيقة انطلاقا من تخصصها الأكاديمي كأستاذة بكلية التربية النوعية بجامعة القاهرة وهي حاصلة على دبلومة متخصصة في الإساءات الجنسية، وتدرس لطلاب الجامعة مادة طرق التدريس الأمر الذي أكسبها خبرة في كيفية توصيل المعلومة للطفل مهما تكن صعبة.
وتضيف: «نعتمد في عملنا على الغناء والموسيقى والرسم والمسرحيات القصيرة لتوصيل المعلومة للأطفال بشكل مبسط، ونقوم بذلك عبر برنامج متخصص يحتوي على ألعاب ووسائل إيضاح وأغانٍ توعوية تم تأليفها خصيصا للأطفال».
«هناك لمسات جيدة وهناك لمسات شريرة» هذه أحد المفاهيم التي تنشرها الحملة وتغرسها في وعي الأطفال، تقول عزت: «يقوم برنامج التوعية على إدراك الطفل لحدود جسمه، وأن هناك لمسات جيدة ولمسات شريرة، الفارق بينهما وأهمية التأكيد على عدم التحدث إلى الغرباء».
وحول نجاحها في تحقيق المعادلة الصعبة في توسيع مدارك الأطفال وتوعيتهم بحدود علاقة الآخرين بأجسادهم، قالت: «لا شك أن التعامل مع الأطفال خاصة في سن الروضة يحتاج لمعاملة خاصة وقد حرصت على أن تكون التوعية عبر برنامج فريق (حماية) لا تتضمن أي ألفاظ خادشة أو لا يفهمها الأطفال وتقوم على أغانٍ من كلمات بسيطة ليفهمها الأطفال الصغار».
وتلفت إلى أن أحد أهم أهداف الحملة كان الوصول لكل الأطفال حتى ذوي الاحتياجات الخاصة، لأنهم الأكثر احتياجا للتوعية.
ويلقى عمل الحملة رواجا كبيرا في أوساط الأسر المصرية بعد أن كثفت الحملة نشاطها في قطاع المدارس الحكومية بعد أن كان ميدان عملها يقتصر على المدارس الخاصة والدولية، ومؤخرا وقعت الحملة بروتوكول تعاون مع إدارة الدقي التعليمية بمحافظة الجيزة لنشر التوعية في المدارس الابتدائية الحكومية بمنطقة الدقي.
وتلقى صفحة الحملة الإلكترونية على موقع «فيسبوك» وقناتها على موقع «يوتيوب» إقبالا كثيفا حيث توجد عليها مقاطع فيديو توضح كيفية توعية الأطفال بالأغاني وكيف تتعامل الأسرة مع الطفل إذا تعرض للإيذاء من قبل متحرش. توضح مؤسسة حملة حماية: «كل الأنشطة التي تقدمها الحملة تتم من خلال برنامج تربوي متكامل، قمت بتصميمه ومسجل علميا في جامعة القاهرة، والبرنامج له مدخل تشويقي ووسائل إيضاح وأغنيات وألعاب موسيقية تربوية، وهي اللغة المفضلة للطفل». وتوضح أن دور فريق «حماية» يمتد للأهالي إذ يقدمون التوعية والإرشادات لهم عبر كتيبات إرشادية.
وتشدد على أهمية دور الأسرة في حياة الطفل خاصة في اكتشاف تعرضه لأي حالة تحرش، قائلة: «من الضروري أن يكون الوالدان صديقين لابنهما وأن يقضيا وقتا خاصا معه، يتحدثون فيه حتى إذا ما تعرض الطفل للإيذاء أو التهديد يصرح لك، لأنه يشعر أن الأب والأم مصدر حماية له». وتحرص الحملة على تسليم الأطفال شهادة تقدير ملونة كتب عليها أنه تعلم حماية نفسه والحفاظ على جسده من أي شخص يحاول استغلاله وأن جسده ملكه فقط وغير مسموح لأي أحد بلمسه، وأن من حقه أن يعيش في أمان. تقول السيدة هالة شوقي، أم لطفلة في المرحلة الابتدائية بإحدى مدارس الراهبات: «لقد سعدت بعودة طفلتي ومعها شهادة وهي تقول لي تعلمت أن أحمي نفسي، وأخذت تردد نشيد الحملة (مش من حق أي حد) ووجدتها توجهني بأنه لا يجب أن يقبلنا أحد من الفم أو يساعدنا في تغيير ملابسنا وغيرها من الأمور». وتضيف: «في الحقيقة كانت لدي مخاوف من الحديث مع ابنتي عن مخاطر التحرش ولم أكن أعلم كيف سأتحدث معها وأعتقد أن ما تقوم به الحملة كافٍ وقد ساعد في تغيير شخصية ابنتي وأعطاني إحساسا بالطمأنينة، من جانبي أتابع صفحة الحملة لكي أقوم بتوعية أطفال عائلتي أيضا».



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.