منجزات طبية في عام 2016

عيون «بيونية» وجلد طبيعي وتقنيات مطورة لحماية القلب وأبحاث رائدة على المخ

منجزات طبية في عام 2016
TT

منجزات طبية في عام 2016

منجزات طبية في عام 2016

نهاية كل عام تستعرض «صحتك» أهم الأحداث والإنجازات الطبية خلال العام الماضي، والمستجدات المهمة في المجال الصحي لا سيما في التقنيات الحديثة للتشخيص أو العلاج وكذلك الأبحاث المهمة التي يمكن أن تمهد نتائجها لعلاج كثير من الأمراض وتساعد ملايين المرضى في الشفاء.. وقد شهد هذا العام كثيرًا من الاكتشافات والاختراعات الطبية التي يمكن أن تغير من الأحوال الصحية لملايين المرضى

عيون «بيونية»
• عين غوغل الإلكترونية: في هذا العام طورت شركة «غوغل» العدسات التي يتم زرعها في العين بدلا من عدسة العين الطبيعية للمرضى الذين يعانون من مشكلات في الرؤية مثل مرضى المياه البيضاء. ومن خلال هذه العدسة الذكية البيونية cyborg eye implant يتمكن المريض من الرؤية بشكل طبيعي، كما أنها تستطيع ضبط البؤرة وتصحيح الصورة من خلال تغير شكلها وبعدها البؤري من خلال تقنيات عالية الدقة، وتشمل عدة أجزاء دقيقة بجانب العدسة منها مساحة للتخزين وقرون استشعار إلكتروني sensors وبطارية. ويتم حقنها من خلال سائل معين في العين وهذا السائل يتحول بعد ذلك إلى مادة صلبة في تجويف العدسة الأساسية وبذلك يمكنها أن تعالج مرضى قصر النظر دون الحاجة لارتداء نظارة طبية أو عدسات لاصقة.
وتقوم العين الإلكترونية أيضًا بإرسال البيانات إلى الهاتف الذكي أو كومبيوتر محمول متصل بنفس برمجتها على الإنترنت حتى يمكن للطبيب معالجة أي مشكلات في الرؤية ويذكر أن غوغل تعمل على الجيل الجديد من العدسات اللاصقة الذكية يمكنها من قياس الجولكوز بالدم من خلال الدموع ويأمل الباحثون في التوصل إلى عدسة ذكية قادرة على استعادة الرؤية تمامًا للأشخاص الذين فقدوا بصرهم.

تقنيات لحماية القلب
• دعامة شريانية يمتصها الجسم. في كل عام هناك مئات الآلاف من مرضى الشرايين التاجية حول العالم يتم تركيب دعامات لهم تساعد على بقاء شريان واحد أو أكثر مفتوحًا بشكل يسمح للدم بالمرور الطبيعي للقلب. وفي الأغلب تظل هذه الدعامة في جسم الإنسان طيلة حياته. وبطبيعة الحال يمكن بعد مرور السنين أن تحدث تجلطات جديدة في الدعامة نفسها.
وكان العلماء يفكرون دائما في إمكانية عمل دعامة تقوم بتقويم الشريان وعلاج الانسداد وتسمح بالمرور الطبيعي للدم ثم تختفي بعد أداء مهمتها. وفي منتصف العام الحالي تحقق هذا الهدف وتمت الموافقة على أول دعامة يمكن للجسم أن يمتصها bio absorbable stent ومصنوعة من مادة كيميائية تذوب بشكل طبيعي في الجسم بعد أن تكون قد قامت بتوسعة الشريان لمدة عامين كاملين قبل ذوبانها. وبعد اختفاء الدعامة يكون الشريان قد أصبح طبيعيا ويسير الدم بشكل طبيعي فيه، مع تناول المريض الأدوية التي تمنع تجلطات الدم في المستقبل، ويمكن بطبيعة الحال استخدام هذه الدعامات في كثير من أمراض القلب الأخرى.
• منظم صغير جدا لضربات القلب. على الرغم من وجود منظم ضربات القلب منذ فترة طويلة إلا أن التوصل إلى منظم لضربات القلب pacemaker حجمه لا يتعدى حجم كبسولة الفيتامينات، يعتبر إنجازا بالغ الأهمية خصوصا أنه لا يحتاج إلى عمليات جراحية مثل الأجهزة القديمة بل يتم حقنه من خلال القسطرة ليصل إلى القلب مباشرة ويلتصق به.
وتم هذا العام موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA على استخدامه. وهو يوصل النبضات الإلكترونية اللازمة التي تعمل على تنظيم الضربات الطبيعية للقلب للمرضى الذين يعانون من خلل في معدل ضربات القلب وأعرب 96 في المائة من المرضى الذين استخدموا الجهاز عن عدم شعورهم بأي مضاعفات منه.

أدوية السكري
• أدوية جديدة لمرض السكري: منذ 10 سنوات تقريبا ظهرت أنواع جديدة من الأدوية التي تعالج مرض السكري من النوع الثاني والتي تهدف إلى تقليل الجلوكوز في الدم دون الأعراض الجانبية التي كان تحدث مع الأدوية القديمة. ولعل أشهر هذه الأعراض الجانبية كان هبوط السكر الشديد بالدم وبشكل مفاجئ، وأيضًا عدم إمكانية الحفاظ على سلامة الأوعية الدموية بشكل كاف، الأمر الذي كان يسرع من حدوث مضاعفات السكري مثل الأزمات القلبية ومشكلات الإبصار وغيرها.
وعلى الرغم من كفاءة تلك الأدوية، فإنها لم تنجح تماما في التغلب على المضاعفات، لا سيما أن الإحصائيات تشير إلى أن 50 في المائة من مرضى السكري سوف يلقون حتفهم نتيجة للنوبات القلبية، وفي هذا العام ظهر نوعان من الأدوية التي استطاعت أن تخفض من نسبة المضاعفات بشكل كبير وهما Empagliflozin وLiraglutide اللذان يعتقد الباحثون أن العام المقبل سوف يشهد تحول آخر الأنواع المستخدمة حاليا إلى الأنواع الجديدة التي سوف تقلل بشكل كبير من المضاعفات المتعلقة بالنوبات القلبية.

جلد وغضروف صناعيان
• جلد صناعي: في العقود الأخيرة حدثت طفرة كبيرة في استخدام الجلد الصناعي artificial skin graft للمرضى ضحايا الحروق أو الأمراض الجلدية الخطيرة التي تستلزم استئصال جزء من الجلد. ولكن الجديد في هذا العام هو توصل الباحثين إلى ما يشبه جلدًا جديدًا (second skin) لجسم الإنسان مصنوع من مادة رقيقة للغاية وشفافة مصنوعة من السيلكون وتحاكي جلد الإنسان المشدود في مرحلة الشباب واسمه XPL وتأثير الجلد الجديد يحدث مباشرة بعد وضعه، ولكن للأسف فإنه يفقد أثره بعد يوم واحد فقط.
والجلد الجديد يمكن ارتداؤه على الجلد الأصلي دون أن يمكن لأحد التعرف عليه نظرا لرقته البالغة إذ إن أكثر جزء سميك من الجلد يبلغ نحو 70 ميكرومترًا وهو ما يعادل نصف سمك الورقة العادية. ويفيد الجلد الجديد في المناطق المعرضة للرؤية مثل جلد الوجه حيث يعطي المظهر الشبابي المشدود ويكون تقريبًا أنعم مرتين من الجلد العادي. ويمكن بعد أن يفقد الجلد الصناعي مرونته أن يتم خلعه من قبل الشخص وحتى الآن يتم استخدامه في الأغراض التجميلية المؤقتة، لكن الدراسات مستمرة على تطويره لاستخدامه بشكل طبي. وبالفعل هناك بعض الأنواع ذاتية التجدد في طريقها للاستخدام في الأعوام المقبلة.
• غضاريف صناعية: في هذا العام طور العلماء من المملكة المتحدة وإيطاليا مادة أقرب ما تكون للغضاريف الطبيعية Cartilage وتشجع على نمو الغضروف بشكل طبيعي، وسمَّوا هذه المادة الزجاج الطبيعي Bioglass، وهي تتميز بالمرونة والقوة في الوقت ذاته، مثل الغضروف الأصلي وتتحمل الصدمات مثل القفز أو الصعود وأيضًا يمكن تحمل الأوزان، مثل زيادة الوزن. وتتم صناعتها من مادة تشبه الدعامات ويتم زرعها خلف المفصل الطبيعي لتساعد الغضاريف الطبيعية على النمو.
وهذه الغضاريف الصناعية تتميز بإمكانية أن تجدد نفسها self - healing في حالة تعرضها للتلف وعلى الرغم من أن النموذج الحالي تمت تجربته في الغضاريف الموجودة بين فقرات العمود الفقري، فإن التعديلات ما زالت مستمرة لكي تكون مناسبة أيضًا للمفاصل الكبيرة مثل مفصل الركبة، خصوصًا في الإصابات التي يحدث فيها استحالة لنمو الغضاريف.

تقنيات وأبحاث المخ
• شريحة بالمخ تعيد الحركة للجسم: استطاع العلماء التوصل إلى شريحة يمكن وضعها بالمخ تمنح الحركة للأطراف في جسد شاب مصاب بشلل من منطقة الصدر وحتى القدمين عن طريق شريحة إلكترونية صغيرة microchip مزروعة في المخ، ومتصلة بكومبيوتر، وبجهاز حول ذراعه بحيث تستطيع ترجمة أفكاره إلى نبضات كهربائية بشكل مباشر إلى يديه وأصابعه ويحركها دون المرور بالحبل الشوكي. وهذه الشريحة تم زراعتها في المخ منذ عامين، وتم تدريبه من خلال جلسات طويلة وتدريب شاق على تركيز أفكاره في تحريك شيء معين، مثل أن يقوم بصب الماء من زجاجة حتى إنه تمكن من لعب بعض ألعاب الفيديو.
وعلى الرغم من أن التقنية الجديدة لا تعتبر علاجا للشلل وما زالت في طور التجريب في المختبرات إلا أنها تعتبر خطوة كبيرة للأمام، إذ إن الحركة تمت في طرف ليس فيه إحساس أو عن طريق التوصيلات العصبية العادية، ولكن الباحثين أشاروا إلى إمكانية أن تقوم هذه الشرائح في المستقبل بفك شفرات المخ العصبية وتحويلها إلى حركة بشكل يمكِّن المريض من التحرك بمفرده.
• حفظ مخ أرنب بشكل كامل. أعلنت منظمة غير ربحية مهتمة بأبحاث حفظ خلايا المخ أن فريق بحث من مجموعة تسمى طب القرن الحادي والعشرين 21 st Century Medicine قد نجح في حفظ مخ أرنب بشكل كامل من خلال استخدام أنواع معينة من المواد الكيميائية تُستخدم للمرة الأولى في حفظ الأعصاب (من هذه المواد مادة معينة glutaraldehyde وتستخدم حاليا كنوع من أنواع المطهرات القوية جدا) ثم تم بعد ذلك تبريدها لدرجة منخفضة جدًّا من خلال تقنية تسمى الحفظ عن طريق التبريد والكيمائيات Aldehyde - Stabilized Cryopreservation.
وتعمل المادة الكيميائية نظرا لقوتها على وقف تحلل الأنسجة وتحافظ على البروتين المبطن للأوعية الدموية للمخ لا سيما أن درجة حرارة الحفظ هي 135 تحت الصفر، وهي درجة كفيلة بحفظ المخ لسنوات طويلة جدًا. وأهمية هذه التجربة في أن مخ الثدييات قريب جدا من المخ البشري وبذلك قد يكون من الممكن أن تتم الاستفادة بهذه الطريقة في المستقبل القريب ليس للدراسة التشريحية فقط بل ربما يكون من الممكن حفظ الذاكرة أيضا.
• شبكة لدراسة المخ. على الرغم من أن استخدام الشرائح المعدنية المزروعة في المخ سواء لعلاج بعض الأمراض مثل الشلل الرعاش Parkinson’s disease أو لدراسة المخ وديناميكيته، فإن النجاح دائما كان محدودًا. وفى هذا العام تمكن فريق من الباحثين من جامعة هارفارد من التوصل إلى شبكة رقيقة جدًا ومرنة يمكن لخلايا المخ أن تنمو حولها، وهذه الشبكة يتم إدخالها إلى المخ عن طريق حقنها Injectable Brain Mesh من خلال إبرة في فتحة داخل الجمجمة.
وهذه الشبكة مصنوعة من مادة موصلة للكهرباء وتم حقنها بالفعل في فئران التجارب لمدة 5 أسابيع دون أن ينتج عنها أي رد فعل مناعي ولا يرفضها الجسم. ويستعد الباحثون لإجراء التجارب على الإنسان ودراسة الأعصاب والتوصيلات العصبية وبالتالي يمكن مستقبلاً دراسة القدرات الإدراكية للإنسان وأيضًا العواطف المختلفة وتأثيرها العضوي على المخ فضلاً عن دورها العلاجي في أمراض الشلل الرعاش والسكتة الدماغية.

لقاح مضاد للسرطان
• لقاح جديد ضد السرطان: حمل هذا العام اكتشاف لقاح قد يكون فعالاً في الوقاية والعلاج من بعض أنواع السرطان.. وتعتمد فكرة اللقاح الجديدة على إمكانية تدريب خلايا الجسم على مقاومة السرطان بنفس الكيفية التي يقاوم بها الميكروبات المختلفة من خلال ما يمكن وصفه بـ«تعليم» الجهاز المناعي الاستفادة من خبراته السابقة. وعلى الرغم من أن هناك بعض أنواع اللقاحات قامت FDA بالفعل بالموافقة عليها في علاج الحالات المتقدمة من سرطان البروستاتا وكذلك سرطان الجلد، فإن اللقاح الجديد يهدف إلى محاربة التركيبة الجينية الأساسية لأي ورم خبيث مما يجعله لقاحا يمكن أن يستخدم لمعظم الأنواع Universal cancer vaccine.
وبالفعل تمت التجارب عليه في الفئران أظهرت حدوث مناعة قوية ضد السرطان، وفي التجارب على مرضى بسرطان الجلد ساعد في تحسن حالتها وتعتمد الفكرة على حقن جزيئات صغيرة جدا من الشفرة الجينية للسرطان للمريض. ويقوم جهاز المناعة بحماية نفسه من خلال التعرف على الورم على أنه جسم غريب (خلايا السرطان تكون مشابهة للخلايا العادية مما يجعل الجسم يتجاهلها، ولكن في التقنية الجديدة تتم إضافة جزيئات جديدة تساعد جهاز المناعة على التعرف على الورم). ونظرا للطفرة الكبيرة في الهندسة الوراثية يمكن برمجة معظم الشفرات الجينية للأورام المختلفة ويعتبر هذا اللقاح أملاً كبيرًا في الوقاية من السرطان، لا سيما أنه سريع وغير مكلف.
• مضاد حيوي من بكتيريا الجسم: استطاع علماء أميركيون التوصل إلى الجين الرئيسي في البكتيريا الموجودة بالجسم، القادر على تصنيع مضادات لهذه الميكروبات. ومن المعروف أن معظم المضادات الحيوية الحالية تعتمد في تصنيعها على جزيئات طبيعية مشتقة من الأنواع المختلفة للبكتيريا وعلى المدى الطويل يحدث نوع من أنواع المقاومة resistance لعمل هذه المضادات، وهو الأمر الذي يجعل من التوصل إلى أنواع جديدة من المضادات الحيوية أمرًا بالغ الأهمية، لا سيما أن هناك أنواعًا كثيرة من البكتيريا يصعب زراعتها في المختبرات، وحتى في حالة زرعها لا يتم التوصل إلى الجين المسؤول عن إنتاج الجزيئات اللازمة لتصنيع المضاد الحيوي.
وفي هذا العام تم التوصل إلى هذا الجين في جينوم البكتيريا microbe›s genome، وتم إنتاج نوعين من المضادات الحيوية دون الحاجة إلى زراعة البكتيريا، وبعد التوصل إلى الجين في بكتيريا الجسم تم استخدام برامج الكومبيوتر المتخصصة لفحص المئات من تلك العوامل الوراثية لمجموعات من الجينات التي يحتمل أن تنتج جزيئات تعرف باسم الببتيدات non - ribosomal peptides التي تشكل الأساس لكثير من المضادات الحيوية، كما استخدموا البرنامج لتوقع التركيب الكيميائي للجزيئات التي يمكن للجين أن ينتجها ومن خلال التجارب تم التوصل إلى النوعين الجديدين وتمت تسميتهم humimycins وينتظر أن يحرزا تقدمًا كبيرًا في معالجة كثير من الأمراض التي تسببها تلك الجراثيم.



باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
TT

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً يأملون أن يشكل بديلاً لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.

على عكس الزواحف والأسماك التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف على نطاق واسع أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى لا ينمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان. لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي التابع لكلية البحوث الطبية في أوساكا، كاتسو تاكاهاشي.

في أكتوبر (تشرين الأول)، أطلق فريقه تجارب سريرية في هذا المستشفى، موفراً لأشخاص بالغين دواء تجريبياً يقول الفريق الطبي إنّه قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية. ويقول تاكاهاشي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنها تقنية «جديدة تماماً» في العالم.

وغالباً ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة بسبب التسوس أو الالتهابات على أنها مكلفة وتتطلب تدخلاً جراحياً. ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن «استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها».

وتشير الاختبارات التي أُجريت على فئران وقوارض إلى أن وقف عمل بروتين «أوساغ-1» (USAG-1) يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صوراً مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد.

وفي دراسة نُشرت العام الماضي، قال الفريق إن «العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان، ويمكن أن يشكل اختراقاً على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر».

«ليست سوى البداية»

في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات «الماسة» للمرضى الذين خسروا ستاً من الأسنان الدائمة أو أكثر منذ الولادة.

ويشير تاكاهاشي إلى أنّ الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0.1 في المائة من الأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالباً ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم. ويضيف أنّ «هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم»؛ لذلك يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل عام 2030.

ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني، إنّ «مجموعة تاكاهاشي تقود المسار».

ويعتبر كانغ أنّ عمل تاكاهاشي «مثير للاهتمام ويستحق المتابعة»؛ لأنّ دواء للأجسام المضادة يستهدف بروتيناً مطابقاً تقريباً لـ«USAG-1» يُستخدم أصلاً لعلاج هشاشة العظام.

ويضيف: «السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيراً، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه». ويتابع: «إنها ليست سوى البداية».

ويرى الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ، تشينفي تشانغ، أنّ طريقة تاكاهاشي «مبتكرة وتحمل إمكانات».

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «التأكيد على أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان، هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل».

ويشير إلى أنّ «النتائج التي لوحظت لدى الحيوانات لا يمكن دائماً ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر». ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير «تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفياً وجمالياً على أن تحل محل الأسنان المفقودة».

«في قمة السعادة»

يشير تاكاهاشي إلى أنّ موقع السنّ الجديدة في الفم يمكن التحكم به إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء.

وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ فيمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على حد قوله.

ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى؛ إذ إن الهدف الرئيس هو اختبار سلامة الدواء لا فاعليته؛ لذا فإن المشاركين في المرحلة الحالية هم بالغون صحتهم جيدة خسروا سناً واحدة على الأقل.

ومع أنّ تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، فإن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي.

وإذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحاً طبياً. ويقول تاكاهاشي: «سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك».

وقد تلقى هذه الأنباء ترحيباً خاصاً في اليابان التي تضم ثاني أعلى معدّل من السكان في العالم. وتظهر بيانات وزارة الصحة أن أكثر من 90 في المائة من الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 75 عاماً خسروا سنّاً واحدة على الأقل.

ويقول تاكاهاشي: «ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع».