معارك حاسمة بمأرب ونهم... وتقدم للجيش اليمني في شبوة

انشقاق ضباط من «حرس صالح» وانضمامهم لصفوف الشرعية

قدمت منظمة الأمم المتحدة للطفولة أدوات دراسية ودعم اجتماعي لنحو 575 ألفا من الطلبة بمختلف المحافظات اليمنية خلال عام 2016 (يونيسيف)
قدمت منظمة الأمم المتحدة للطفولة أدوات دراسية ودعم اجتماعي لنحو 575 ألفا من الطلبة بمختلف المحافظات اليمنية خلال عام 2016 (يونيسيف)
TT

معارك حاسمة بمأرب ونهم... وتقدم للجيش اليمني في شبوة

قدمت منظمة الأمم المتحدة للطفولة أدوات دراسية ودعم اجتماعي لنحو 575 ألفا من الطلبة بمختلف المحافظات اليمنية خلال عام 2016 (يونيسيف)
قدمت منظمة الأمم المتحدة للطفولة أدوات دراسية ودعم اجتماعي لنحو 575 ألفا من الطلبة بمختلف المحافظات اليمنية خلال عام 2016 (يونيسيف)

احتدمت المعارك، أمس، في جبهة القتال بمديرية نهم في شرق العاصمة صنعاء، وسط غارات مكثفة ومتواصلة لطيران التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن، على مواقع ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية.
وقال مصدر عسكري يمني لـ«الشرق الأوسط» إن الغارات دمرت عددا من الأطقم والمدرعات التابعة للانقلابيين في نهم وفي صنعاء أثناء محاولة إخراجها من بعض المخازن والمعسكرات.
وقال عبد الله الشندقي، المتحدث باسم مقاومة صنعاء، لـ«الشرق الأوسط» إن معنويات المقاتلين ارتفعت بعد النتائج العسكرية الكبيرة التي تحققت خلال الأيام القليلة الماضية، وأضاف أن «الانتصارات التي حققها الجيش مسنودا بالمقاومة وطيران التحالف خلال الأيام الماضية، كان لها أثر بالغ في تحفيز المقاتلين ورفع معنوياتهم».
وفي ظل استمرار القتال في نهم، أعلن عدد من الضباط والجنود المنتمين لما كان يعرف بـ«الحرس الجمهوري»، التحاقهم بصفوف الشرعية وتأييدهم لها.
يتزامن ذلك، مع أنباء عن تحركات لقبائل الطوق المحيطة بالعاصمة صنعاء؛ أبرزها رفضها الدفع بمزيد من أبنائها للقتال في صفوف الميليشيات، الأمر الذي دفع الانقلابيين إلى نشر سيارات تحمل مكبرات صوت في العاصمة صنعاء لتحض المواطنين على الدفع بأبنائهم إلى الجبهات في شرق صنعاء.
وكان نائب الرئيس اليمني الفريق علي محسن الأحمر دعا قبائل الطوق وكل المواطنين في صنعاء؛ العاصمة والمحافظة، إلى مشاركة قوات الجيش عملية تحرير صنعاء وبقية المناطق، إثر زيارته، قبل أيام، إلى الخطوط الأمامية في جبهة نهم.
ويقول الشندقي إن المعارك في جبهة نهم تسير بوتيرة عالية وحماس منقطع النظير لدى المقاتلين، بالتزامن مع انطلاق المعارك في المحور الجنوبي صرواح، وكذا في محور الجوف، وإن كل هذه المحاور تعمل بوتيرة عالية وبتنسيق دقيق للتحرك صوب صنعاء. كما تزامنت معارك نهم مع معارك مماثلة وعنيفة في جبهتي هيلان والمخدرة بمحافظة مأرب. وبحسب مصادر ميدانية، فقد سيطرت قوات الجيش اليمني على عدد من المواقع في الهجوم المباغت الذي نفذته فجر أمس. وتشير المصادر الميدانية إلى أن العمليات العسكرية في غرب مأرب، تهدف إلى إنهاء وجود الميليشيات في تلك المناطق، للانتقال مباشرة نحو محافظة صنعاء وفتح جبهة جديدة في شرق العاصمة.
على صعيد آخر، وبعد معارك ومواجهات عنيفة خاضتها قوات الجيش اليمني مع الميليشيات في مديرية عسيلان ومناطق تربط العلياء بعسيلان شمال غربي شبوة، سقط جبل حيد بن عقيل الاستراتيجي المطل على مناطق المديرية في يد قوات الشرعية، وسط تقدم كبير على الأرض لقوات الجيش، ومن شأن ذلك أن يعجل بتحرير ما تبقى من مناطق المديرية النفطية. وقال عسكريون، في أحاديث متفرقة لـ«الشرق الأوسط»، إن إحكام قوات الجيش اليمني كامل السيطرة على جبل حيد بن عقيل الاستراتيجي يعد بمثابة السيطرة الكاملة على الجبهة الشرقية؛ بل استعادة كامل مديرية عسيلان ومدينة النقوب، لأن عسيلان الاستراتيجية ترتبط بثلاث محافظات حيوية هي حضرموت ومأرب والبيضاء.
وقال العميد علوي الحارثي، قائد «اللواء 19 مشاه» في عسيلان، إن المعارك تزداد ضراوة مع ميليشيات الحوثيين وصالح وسط ثبات قوات الجيش اليمني في السيطرة على المواقع المحررة خلال الساعات الـ48 الماضية، مشيرًا إلى أن المعارك ما زالت مستمرة وسط تقدم للشرعية في بيحان وعسيلان. ولفت العميد الحارثي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الميليشيات تكبدت خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، مؤكدا أن المواجهات بين قوات الجيش اليمني؛ والميليشيات، في مديرية عسيلان شمال غربي محافظة شبوة، تتركز في حيد بن عقيل وبيت منقوش ودار آل منصر ومحطة لحجن والخضير ومنظور وشميس.
وأكد قائد «اللواء 19 مشاه» أن المواجهات مع الميليشيات تشتد في مديرية عسيلان، وفيها يوجد «اللواء 19»، وأيضا «اللواء 21» الذي يخوض المعارك في جبهات العلم والسليم، بينما تخوض قوات «اللواء 26» معاركها في جبهات الساق والمذلقة.
وقال العميد الحارثي إن المعارك تتركز في مديرتي العليا وعسيلان فقط، و«أجزاء كبيرة منها في يد قوات الجيش اليمني والمقاومة، في وقت تضم فيه بيحان 3 مديريات؛ هي: العليا وعسيلان وعين... بالنسبة لمديرية عين، فهي تحت سيطرة قوات الشرعية بالكامل، والعليا أغلب مساحتها بيد الجيش، والمعارك مستمرة في عسيلان بقوة»، حسب الحارثي، الذي أشار إلى أن مديرية عسيلان تمثل منطقة عسكرية واستراتيجية مهمة لأنها منطقة نفطية وغازية تربط محافظة شبوة مع 3 محافظات مهمة؛ هي محافظات مأرب وحضرموت والبيضاء، الأمر الذي يدفع الميليشيات للاستماتة للوصول إلى عسيلان والسيطرة على شركات وآبار النفط بالمنطقة.
وكشف القائد العسكري اليمني أن ميليشيات الحوثي وصالح ارتكبت جريمة شنيعة، «إذ أقدمت (أمس) في جبهات عسيلان على تفخيخ جثة أحد قتلى الجيش، وعندما تقدم جنود (اللواء 19) لحمل رفيقهم، انفجرت الجثة وأصيب عدد من الجنود، وهذه جريمة تؤكد مدى خسة هذه الفئة الباغية المدعومة من إيران لتنفيذ المشروع الفارسي الذي تصدى لإسقاطه ملك الحزم سلمان ومعه دول التحالف العربية».
وكانت قوات الجيش اليمني قد حققت، أمس وأول من أمس، انتصارات كبيرة في عسيلان، وسيطرت على مواقع استراتيجية؛ أبرزها السليم والعلم ولخيضر والعكدة، وذلك بدعم وإسناد جوي من طائرات التحالف العربي، وهو ما مهد الطريق للجيش اليمني للتوغل وملاحقة الميليشيات في الجبال والصحارى الواسعة وقطع خط إمدادات الحوثيين من جهة محافظة البيضاء.
وسبقت الحملة العسكرية لتحرير ما تبقى من مناطق مديريتي بيحان وعسيلان بمحافظة شبوة، سلسلة غارات جوية مكثفة لمقاتلات التحالف استهدفت تجمعات الميليشيات وعتادا عسكريا كان قادما لها من جهة محافظة البيضاء، وفيها تكبدت ميليشيات الحوثيين وصالح خسائر فادحة في العتاد والأرواح.
وفي تعز، تواصل قوات الجيش اليمني زحفها نحو القصر الجمهوري، وتشدد حصارها المطبق على الميليشيات، وبعد معارك عنيفة، اقتربت قوات الجيش بشكل كبير من تحرير التشريفات من الميليشيات الانقلابية والسيطرة على عدد من المباني التي تتمركز فيها قوات الحوثي وصالح، علاوة على تطهير جزء كبير من مبنى البنك المركزي الجديد المتاخم للتشريفات والقريب من القصر الجمهوري.
وبينما تتواصل المعارك العنيفة على أشدها في الشرقية؛ حيث أصبحت قوات الجيش قريبة من السيطرة على معسكر التشريفات، بخاصة بعدما سيطرت على عدد من المباني، ومنها مبنى «مستشفى الكندي»، ولا يفصل قوات الجيش عن المعسكر سوى شارع واحد؛ صعدت الميليشيات قصفها على الأحياء السكنية في مدينة تعز وقرى مقبنة، غرب المدينة، بمختلف الأسلحة وبمضادات الطيران، وسقط على أثره قتلى وجرحى من المدنيين.
وباشرت ميليشيات الحوثي وصالح عملية حصار جديدة على أهالي مديرية المسراخ، جنوب تعز، وعلى سكان صبر.
وتواصل الميليشيات الانقلابية حصارها المطبق على جميع مداخل المدينة وتمنع دخول المواد الغذائية والدوائية والطبية والإغاثية، بالتزامن مع استهدافهم حركة السير في طريق نقيل هيجة العبد؛ الشريان الرئيسي الواصل بين عدن وتعز. وأفاد شهود عيان بأن الميليشيات أقدمت على قطع طريق الصرم - وادي الحسين، الذي يربط بين سوق مديرية خدير وعزلة الأقروض في مديريات المسراخ وسامع وصبر الموادم، ومنعت تحرك المواطنين في السوق، بعدما لجأ الأهالي لهذا الطريق للوصول إلى قراهم في المديريات الثلاث، بعد إغلاق ميليشيات الحوثي وصالح معبر غراب بمدينة تعز.
وفي تهامة، يواصل الجيش اليمني والقوات الموالية له من أبناء الإقليم، التصعيد من هجماتهم ضد مواقع وتجمعات ودوريات ميليشيات الحوثي وصالح في مناطق متفرقة.
وتتركز الهجمات في محافظة الحديدة الساحلية، غرب العاصمة صنعاء حيث يوجد ثاني أكبر ميناء في اليمن بعد ميناء عدن، وكذلك مديريات المحافظة، ويسقط على أثرها يوميا عدد من القتلى والجرحى من صفوف الميليشيات الانقلابية، بحسب ما أكدته مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط».
ودعت قبائل الزرانيق، كبرى القبائل في تهامة، جميع المواطنين في المناطق الساحلية من تهامة، إلى التبليغ عن أماكن وجود ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، والابتعاد عن أي عربات أو مركبات أو تجمعات للميليشيات الانقلابية لأنها ستكون أهدافا عسكرية للجيش اليمني والقوات الموالية له من أبناء تهامة.



محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر
TT

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر

خلافاً للكثير من القادة الذين عاشوا في الظل طويلا، ولم يفرج عن أسمائهم إلا بعد مقتلهم، يعتبر محمد حيدر، الذي يعتقد أنه المستهدف بالغارة على بيروت فجر السبت، واحداً من قلائل القادة في «حزب الله» الذين خرجوا من العلن إلى الظل.

النائب السابق، والإعلامي السابق، اختفى فجأة عن مسرح العمل السياسي والإعلامي، بعد اغتيال القيادي البارز عماد مغنية عام 2008، فتخلى عن المقعد النيابي واختفت آثاره ليبدأ اسمه يتردد في دوائر الاستخبارات العالمية كواحد من القادة العسكريين الميدانيين، ثم «قائداً جهادياً»، أي عضواً في المجلس الجهادي الذي يقود العمل العسكري للحزب.

ويعتبر حيدر قائداً بارزاً في مجلس الجهاد في الحزب. وتقول تقارير غربية إنه كان يرأس «الوحدة 113»، وكان يدير شبكات «حزب الله» العاملة خارج لبنان وعين قادة من مختلف الوحدات. كان قريباً جداً من مسؤول «حزب الله» العسكري السابق عماد مغنية. كما أنه إحدى الشخصيات الثلاث المعروفة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، مع طلال حمية، وخضر يوسف نادر.

ويعتقد أن حيدر كان المستهدف في عملية تفجير نفذت في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2019، عبر مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما في محلة معوض بضاحية بيروت الجنوبية.

عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت منطقة البسطة في قلب بيروت (أ.ب)

ولد حيدر في بلدة قبريخا في جنوب لبنان عام 1959، وهو حاصل على شهادة في التعليم المهني، كما درس سنوات عدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، وخضع لدورات تدريبية بينها دورة في «رسم وتدوين الاستراتيجيات العليا والإدارة الإشرافية على الأفراد والمؤسسات والتخطيط الاستراتيجي، وتقنيات ومصطلحات العمل السياسي».

بدأ حيدر عمله إدارياً في شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني اللبناني، ومن ثم غادرها للتفرغ للعمل الحزبي حيث تولى مسؤوليات عدة في العمل العسكري أولاً، ليتولى بعدها موقع نائب رئيس المجلس التنفيذي وفي الوقت نفسه عضواً في مجلس التخطيط العام. وبعدها بنحو ثماني سنوات عيّن رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «المنار».

انتخب في العام 2005، نائباً في البرلمان اللبناني عن إحدى دوائر الجنوب.