خادم الحرمين: اقتصادنا يملك القوة لمواجهة التحديات

السعودية تعلن ميزانيتها لعام 2017 وحجمها 890 مليار ريال * زيادة في الإنفاق وتراجع في العجز

الملك سلمان يعتمد إعلان الميزانية وإقرارها لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء في الرياض أمس (واس)
الملك سلمان يعتمد إعلان الميزانية وإقرارها لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء في الرياض أمس (واس)
TT

خادم الحرمين: اقتصادنا يملك القوة لمواجهة التحديات

الملك سلمان يعتمد إعلان الميزانية وإقرارها لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء في الرياض أمس (واس)
الملك سلمان يعتمد إعلان الميزانية وإقرارها لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء في الرياض أمس (واس)

أعلنت السعودية عن ميزانيتها العامة للدولة للعام المالي الجديد 1438 - 1439هـ (2017م)، بعد أن أقرها أمس مجلس الوزراء السعودي في جلسة استثنائية برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.
وقدّرت وزارة المالية السعودية الميزانية بـ890 مليار ريال (237.2 مليار دولار)، وهي أعلى بنسبة 8 في المائة من حجم الإنفاق المتوقع للسنة المالية الحالية 2016 الذي بلغ 825 مليار ريال. كما قدرت «المالية» الإيرادات المتوقعة في 2017 بـ692 مليار ريال، بارتفاع 31 في المائة عن الإيرادات المحققة في عام 2016، بينما تسجل الميزانية عجزا بنحو 198 مليار ريال، أي أقل من 2016 بنسبة 33 في المائة.
وأكد الملك سلمان بن عبد العزيز في كلمته قوة اقتصاد بلاده، لافتا إلى أنه يملك القوة الكافية لمواجهة التحديات الاقتصادية والمالية الحالية.
وشدد خادم الحرمين الشريفين على أن الميزانية الجديدة تأتي في ظروف اقتصادية شديدة التقلب عانت منها معظم الدول. مبيّنا أن بطء النمو الاقتصادي العالمي وانخفاض أسعار النفط، أثرا على بلاده، وقال: «قد سعت الدولة إلى التعامل مع هذه المتغيرات بما لا يؤثر على ما نتطلع إلى تحقيقه من أهداف».
من جانب آخر، أكد محمد الجدعان، وزير المالية السعودي، أن بلاده لا تنوي فرض أي ضرائب دخل على المواطنين أو المقيمين، أو حتى على الشركات السعودية حتى عام 2020، وأشار إلى أنه لا يوجد حد لما ستنفقه المملكة في سبيل الدفاع عن أراضيها. وشدد الجدعان على أن السعودية استطاعت إدارة الميزانية العامة بانضباطية عالية، مما مكنها من تخفيض العجز بنسبة أقل من 10 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في 2016.
بدوره، أعلن المهندس خالد الفالح، وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، البدء في المرحلة الثانية من إصلاح أسعار الطاقة، مشيرًا إلى أن ذلك سيكون تدريجيًا، وأنه يأخذ في الاعتبار مصالح المواطنين والمقيمين والقطاع الخاص. وأوضح الفالح أنه «سيتم تعديل أسعار الطاقة بشكل تدريجي، وربطها بأسعار مرجعية لكل نوع من أنواع الطاقة، وصولاً لربطها بالأسعار العالمية خلال السنوات الأربع المقبلة».
وفي خطوة من شأنها تحقيق التوازن المالي في السعودية والحد من أثر تغيير أسعار الطاقة على مواطني البلاد، قررت المملكة إطلاق برنامج «حساب المواطن»، بهدف دعم ذوي الدخل المنخفض والمتوسط بشكل نقدي ومباشر، على أن تتولى وزارة العمل والتنمية الاجتماعية مسؤولية تنفيذ هذه الخطوة، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة.
وخصصت السعودية نحو 25 مليار ريال (6.6 مليار دولار) دعمًا نقديًا سيتم تقديمه للمواطنين خلال عام 2017، إلا أن هذا الرقم سيقفز إلى 60 مليار ريال (16 مليار دولار) بحلول عام 2020. وتستهدف المملكة من خلال إطلاق برنامج «حساب المواطن» دعم الأسر؛ خصوصا ذات الدخل المنخفض، لتتحمل بذلك الأسر السعودية أعباء الإصلاحات الاقتصادية المقبلة.
ويعد «حساب المواطن» برنامجًا وطنيًا لرفع كفاءة الدعم الحكومي للمواطنين المستحقين.
...المزيد



دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
TT

دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)

يجري الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي محادثات في دمشق اليوم (الخميس)، في اليوم الثاني من زيارته البارزة التي أكد خلالها دعم بلاده المتجدد لسوريا وتخللها توقيع مذكرة تفاهم لتعاون استراتيجي طويل المدى في مجالات عدّة بين البلدين.
وزيارة رئيسي إلى دمشق على رأس وفد وزاري رفيع هي الأولى لرئيس إيراني منذ أكثر من 12 عاماً، رغم الدعم الاقتصادي والسياسي والعسكري الكبير، الذي قدّمته طهران لدمشق وساعد في تغيير مجرى النزاع لصالح القوات الحكومية. وتأتي هذه الزيارة في خضمّ تقارب بين الرياض وطهران اللتين أعلنتا في مارس (آذار) استئناف علاقاتهما بعد طول قطيعة، بينما يسجَّل انفتاح عربي، سعودي خصوصاً، تجاه دمشق التي قاطعتها دول عربية عدة منذ عام 2011.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1654027328727711744
وبعدما أجرى محادثات سياسية موسّعة مع نظيره السوري بشار الأسد الأربعاء، يلتقي رئيسي في اليوم الثاني من زيارته وفداً من ممثلي الفصائل الفلسطينية، ويزور المسجد الأموي في دمشق، على أن يشارك بعد الظهر في منتدى لرجال أعمال من البلدين.
وأشاد رئيسي الأربعاء بـ«الانتصار»، الذي حقّقته سوريا بعد 12 عاماً من نزاع مدمر، «رغم التهديدات والعقوبات» المفروضة عليها، مؤكّداً أنّ العلاقة بين البلدين «ليست فقط علاقة سياسية ودبلوماسية، بل هي أيضاً علاقة عميقة واستراتيجية».
ووقّع الرئيسان، وفق الإعلام الرسمي، مذكرة تفاهم لـ«خطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد»، التي تشمل مجالات عدة بينها الزراعة والسكك الحديد والطيران المدني والنفط والمناطق الحرة. وقال رئيسي إنه «كما وقفت إيران إلى جانب سوريا حكومة وشعباً في مكافحة الإرهاب، فإنها ستقف إلى جانب أشقائها السوريين في مجال التنمية والتقدم في مرحلة إعادة الإعمار».
ومنذ سنوات النزاع الأولى أرسلت طهران إلى سوريا مستشارين عسكريين لمساندة الجيش السوري في معاركه ضدّ التنظيمات «المتطرفة» والمعارضة، التي تصنّفها دمشق «إرهابية». وساهمت طهران في دفع مجموعات موالية لها، على رأسها «حزب الله» اللبناني، للقتال في سوريا إلى جانب القوات الحكومية.
وهدأت الجبهات في سوريا نسبياً منذ 2019. وإن كانت الحرب لم تنته فعلياً. وتسيطر القوات الحكومية حالياً على غالبية المناطق التي فقدتها في بداية النزاع. وبات استقطاب أموال مرحلة إعادة الإعمار أولوية لدمشق بعدما أتت الحرب على البنى التحتية والمصانع والإنتاج.
وزار الأسد طهران مرتين بشكل معلن خلال السنوات الماضية، الأولى في فبراير (شباط) 2019 والثانية في مايو (أيار) 2022، والتقى خلالها رئيسي والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي.
وكان الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد زار دمشق في 18 سبتمبر (أيلول) 2010. قبل ستة أشهر من اندلاع النزاع، الذي أودى بأكثر من نصف مليون سوري، وتسبب في نزوح وتهجير أكثر من نصف عدد السكان داخل البلاد وخارجها.