الجيش التركي يعلن قرب سقوط «الباب»... و«الحر» يسيطر على طريق يربطها بحلب

انتقادات تركية للموقف الأميركي في سوريا وتحذيرات من تعطيل إيراني للإجلاء

الجيش التركي يعلن قرب سقوط «الباب»... و«الحر» يسيطر على طريق يربطها بحلب
TT

الجيش التركي يعلن قرب سقوط «الباب»... و«الحر» يسيطر على طريق يربطها بحلب

الجيش التركي يعلن قرب سقوط «الباب»... و«الحر» يسيطر على طريق يربطها بحلب

أعلن الجيش التركي سيطرة قوات من الجيش السوري الحر يدعمها في إطار عملية «درع الفرات» في شمال سوريا، أمس، بالكامل على الطريق السريع الذي يربط مدينة الباب، التي تحاصرها القوات المشاركة في العملية، مع حلب.
وقال الجيش التركي في بيان إن قوات «درع الفرات» التي تحاصر الباب منذ أسابيع، سيطرت بدرجة كبيرة أيضا على المنطقة الاستراتيجية المحيطة بمستشفى المدينة، وأنه في الوقت الراهن الاشتباكات العنيفة مستمرة في المنطقة، وأن منطقة المستشفى الواقعة على سفح تلة تطل على الباب، يستخدمها «داعش» منذ فترة طويلة مخزنا للأسلحة والذخيرة.
وأوضح أنه «فور انتزاع السيطرة على هذه المنطقة، فستنكسر هيمنة (داعش) على الباب»، لافتا إلى أن التنظيم يستخدم بكثافة المهاجمين الانتحاريين والسيارات المفخخة.
وأشار الجيش التركي في بيان إلى إن المدفعية والمقاتلات التركية قصفت مواقع لـ«داعش» ودمرت 24 هدفا للتنظيم الذي سقط منه على الأقل 45 قتيلا، إلى جانب 15 آخرين في اشتباكات في اليومين السابقين، كما تم تدمير 48 هدفا لـ«داعش» أول من أمس.
ولفت الجيش التركي إلى مقتل 4 من جنوده في الاشتباكات مع «داعش» أمس، كما أصيب 15 آخرون بعضهم في حالة خطيرة، ليرتفع عدد الجنود الذين قتلوا منذ انطلاق عملية «درع الفرات» في 24 أغسطس (آب) الماضي إلى 25 جنديا تركيا.
وكان رئيس هيئة الأركان العامة للجيش التركي خلوصي أكار، قام، أول من أمس، بزيارة تفقدية لغرفة إدارة عمليات «درع الفرات» في محافظتي كليس وهطاي، جنوب تركيا.
بالتوازي، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، في مقال في صحيفة «ديلي صباح» التركية، إن وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه شرق حلب في سوريا، بوساطة تركية - روسية، معرض للخطر.
وحذر كالين في مقاله الذي نشر، أمس، غداة الاجتماع الروسي - التركي - الإيراني في موسكو، من أن نظام الأسد والميليشيات المدعومة من إيران، سيحاولان إفشال وقف إطلاق النار وعملية الإجلاء خلال الأيام المقبلة، بهدف الانتقام من المجموعات المعارضة.
وعد كالين الصمت العالمي على ما يحدث في حلب إحدى خطايا «العالم المتحضر»، مضيفا أن حلب ستبقى في الذاكرة بوصفها أحد الحوادث التي تجلل العالم بالعار، مثل المحرقة التي قام بها النازيون، ومذبحة سريبرينيتشا، وما حدث في رواندا.
وانتقد كالين موقف الإدارة الأميركية من الأزمة السورية، قائلا إن الدبلوماسية الأميركية بخصوص الأزمة السورية لم تحل دون قتل الأطفال والنساء سواء في حلب أو في عموم سوريا، وإنما منحت فرصة لنظام الأسد وحلفائه ليحولوا مسار الأحداث لصالحهم، عبر كسب مزيد من الوقت.
وعد أن الإدارة الأميركية كان يمكنها بدلا عن إلقاء التهم على الآخرين، أن تفعل شيئا على الأقل لوقف مذابح الأسد ضد المدنيين، والوفاء بوعودها للمعارضة السورية.
في السياق، قال وزير الغابات وشؤون المياه التركي ويسل أرأوغلو، إن تركيا بدأت إقامة مخيمات لنازحين من حلب بمحافظة إدلب شمال سوريا. وأوضح أن المديرية العامة لشؤون المياه في الوزارة، أرسلت معدات البناء والعمال إلى المنطقة، بناء على طلب من إدارة الكوارث والطوارئ التركية.
وتعمل تركيا على إنشاء 3 مخيمات للنازحين في المناطق الآمنة بمحافظة إدلب شمال سوريا، لاستقبال نازحين من حلب، من المنتظر أن تستوعب 80 ألف شخص، عقب إتمام إنشائها.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.