حلب الشرقية... اتفاق ما بعد الارتكابات

الإعدامات أيقظت مجلس الأمن وحركت الاتصالات الروسية ـ التركية وتساؤلات متزايدة عن مصير المدنيين

ثلاثة أطفال يسيرون نحو المجهول في أحد شوارع حلب الشرقية أمس (رويترز)
ثلاثة أطفال يسيرون نحو المجهول في أحد شوارع حلب الشرقية أمس (رويترز)
TT

حلب الشرقية... اتفاق ما بعد الارتكابات

ثلاثة أطفال يسيرون نحو المجهول في أحد شوارع حلب الشرقية أمس (رويترز)
ثلاثة أطفال يسيرون نحو المجهول في أحد شوارع حلب الشرقية أمس (رويترز)

على وقع ارتكابات تمثلت بمذابح وفظائع أخرى قامت بها قوات النظام، يشاركها مقاتلون عراقيون، شهد أمس سباقاً مع الزمن للتوصل إلى هدنة في حلب الشرقية تحققت برعاية روسية ــ تركية، هي بمثابة اتفاق لـ«إفراغ» آخر جيوب المعارضة في المدينة من المسلحين والمدنيين الراغبين بالمغادرة.
وبعد أن أعلن مسؤولان في فصيلين للمعارضة في حلب الشرقية عن التوصل إلى اتفاق بشأن هدنة كان يفترض أن تبدأ صباح أمس، انتظر السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين حتى التئام مجلس الأمن، بدعوة من فرنسا وبريطانيا، في جلسة طارئة ليؤكد التوصل إلى اتفاق.
وفيما قال تشوركين إن حلب «ستكون الآن تحت سيطرة الحكومة السورية، وأنه لا حاجة لمغادرة المدنيين الباقين، وإن هناك ترتيبات إنسانية قائمة»، فإن مصير المدنيين يثير الكثير من التساؤلات، خاصة في ضوء اتهامات الأمم المتحدة أمس لقوات النظام ومقاتلين عراقيين متحالفين معها بارتكاب مذابح في المدينة راح ضحيتها العشرات أعدموا رميًا بالرصاص.
إلى ذلك، طالبت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامنثا باور بنشر«مراقبين دوليين حياديين» في حلب للإشراف على إجلاء المدنيين بـ«أمان تام».
ووصف السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة ماثيو رايكروفت أمس بأنه «يوم عصيب لمجلس الأمن»، فيما قال نظيره الفرنسي فرنسوا ديلاتر: «في هذه الساعات حالكة السواد بالنسبة لحلب لم يفت الأوان مطلقًا لفعل أي شيء في استطاعتنا لإنقاذ الأرواح».
يذكر أن روسيا استخدمت حق النقض (الفيتو) ضد ستة مشاريع قرارات لمجلس الأمن بشأن سوريا. وانضمت الصين إلى موسكو في نقص خمسة من تلك القرارات.
... المزيد



اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
TT

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان.
وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة». وقال: «نرى زوال الكيان الصهيوني قريباً جداً، الذي تظهر آثار أفوله».
وزار رئيسي، مساء الأربعاء، مقام السيدة زينب، في ريف دمشق، وألقى خطاباً في صحن المقام، في حفل شعبي ورسمي حاشد، وذلك بعد أن التقى مجموعة من أُسر قتلى الميليشيات الشيعية من دول سوريا ولبنان وأفغانستان وإيران وغيرها.
وسلطت مصادر النظام السوري الضوء على البُعد الاقتصادي للزيارة، إذ دعت صحيفة «تشرين» الرسمية، في افتتاحية، أمس، إلى «معاينة المشهد من جديد»، واصفة زيارة رئيسي لدمشق بـ«الحدث». وأفادت بأن معطياتها المكثفة «تلخّصُ الرؤية المتكاملة للتوجّه نحو خلق موازين قوّة تفرضُ نفسَها، وأن سوريا ثمَّ العراق فإيران، هي المرتكزُ المتينُ لتكتّل إقليمي يكمّل البعد الأشمل للقطب الجديد الصّاعد بهويته الاقتصاديّة، القائمة على توافقات سياسيّة في نهج السلام والوئام، من حيث إن التكتلات الاقتصادية الإقليمية ستكون هي الخيار الاستراتيجي الحقيقي»، لافتة إلى أن الواقعية، اليوم «تُملي التسليمَ بأن الاقتصادَ يقود السياسة».
وعدّت «تشرين»، الناطقة باسم النظام في دمشق، اجتماعات اللجنة العليا السورية العراقيّة في دمشق، التي انعقدت قبل يومين، واجتماعات اللجنة السورية الإيرانية «بدايات مطمئنة لولادة إقليم اقتصادي متماسكٍ متكاملٍ مترابطٍ بشرايين دفّاقة للحياة الاقتصاديّة».