أرخبيل فرسان بجنوب السعودية.. حيث الجمال والتاريخ ومستقبل الاستثمار

يعود تاريخه إلى نحو 6000 سنة وآثاره خليط من الحميرية والرومانية والإسلامية

يحتفظ مؤرخ فرسان إبراهيم مفتاح بعيّنات أثرية ظل يجمعها على مدى الـ60 سنة الماضية ليشكل في منزله متحفا يحكي تاريخ فرسان الموغل في القدم («الشرق الأوسط»)
يحتفظ مؤرخ فرسان إبراهيم مفتاح بعيّنات أثرية ظل يجمعها على مدى الـ60 سنة الماضية ليشكل في منزله متحفا يحكي تاريخ فرسان الموغل في القدم («الشرق الأوسط»)
TT

أرخبيل فرسان بجنوب السعودية.. حيث الجمال والتاريخ ومستقبل الاستثمار

يحتفظ مؤرخ فرسان إبراهيم مفتاح بعيّنات أثرية ظل يجمعها على مدى الـ60 سنة الماضية ليشكل في منزله متحفا يحكي تاريخ فرسان الموغل في القدم («الشرق الأوسط»)
يحتفظ مؤرخ فرسان إبراهيم مفتاح بعيّنات أثرية ظل يجمعها على مدى الـ60 سنة الماضية ليشكل في منزله متحفا يحكي تاريخ فرسان الموغل في القدم («الشرق الأوسط»)

تعد جزيرة فرسان أحد أهم المواقع السياحية بمنطقة جازان، لما تضمه من إمكانات متميزة ومواقع جذابة وأماكن أثرية مهمة، إلى جانب ما تتمتع به من الإمكانات الطبيعية، مما جعلها محط أنظار الزائرين الباحثين عن الشواطئ الرملية الفريدة والنزهات البحرية والغوص وصيد الأسماك وليالي البحر والسمر على ضوء القمر.
ويقع أرخبيل جزر فرسان على بعد 40 كيلومترا تقريبا إلى الجنوب الغربي من مدينة جيزان وسط مياه البحر الأحمر، ويضم نحو 90 جزيرة مهيأة للاستثمار، ويميل شكل تلك الجزر للطول، بحيث يصل أحيانا إلى 70 كيلومترا، بينما يتراوح عرضها بين 20 و40 كيلومترا.
وتقول دراسات حديثة إن تاريخ هذا الأرخبيل قد يعود إلى نحو 6000 سنة، ولذا فإن أرض فرسان غنية بالمواقع الأثرية، حيث يضم وادي مطر الواقع جنوب جزيرة فرسان أطلالا ذات صخور كبيرة عليها كتابات حميرية، وكذلك قرية القصار الأثرية بالجزيرة التي قام فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بجازان بإعادة ترميمها مع الحفاظ على هويتها، حيث تبدو الآن واحدا من المواقع السياحية بالجزيرة، كما يوجد موقع «الكدمي» الذي يحوي بنايات متهدمة ذات أحجار كبيرة وبقايا أحجار تشبه إلى حد كبير الأعمدة الرومانية.
ومن الآثار الموجودة بفرسان «جبل لقمان»، وهو عبارة عن حجارة ضخمة متهدمة تشير إلى أنها أنقاض لقلعة قديمة، وبالقرب منها توجد بعض المقابر القديمة إلى جانب بيت الجرمل في جزيرة قماح والكثير من البيوت الأثرية كبيت الرفاعي والمساجد التي جرى بناؤها وفق طراز معماري فريد يحكي فن العمارة في تلك الفترات الماضية، إلى جانب مسجد النجدي الذي يعود تاريخ بنائه إلى عام 1347هـ، فضلا عن الكثير من المواقع الأثرية والنقوش القديمة المتناثرة في مختلف جزر الأرخبيل. ويشكل اللؤلؤ واحدا من أهم مصادر الرزق لأبناء فرسان قديما إلى جانب صيد الأسماك الذي كان المهنة الرئيسة لسكان الجزر.
ويحتفظ مؤرخ فرسان إبراهيم مفتاح بعيّنات أثرية ظل يجمعها على مدى الـ60 عاما الماضية، ليشكل في منزله متحفا يحكي تاريخ فرسان الموغل في القدم. المتحف أصبح وجهة لكل زائري جزيرة فرسان من المسؤولين والباحثين والسياح على حد سواء.
وروى مفتاح لمراسل وكالة الأنباء السعودية قصة عدد من الآثار التي يحتفظ بها، التي من أحدثها صورة لحجر منحوت اكتشفته الباحثة الفرنسية سولين العام الماضي، الذي يعود تاريخه لأكثر من ألفي عام، إلى جانب عملة حميرية مكتوب عليها بخط مسند جنوبي حميري، ويعود تاريخها كذلك إلى نحو ألفي عام.
وأشار إلى صورة لحجر عليه كتابات باللاتينية القديمة، التي ترجمها البروفسور الفرنسي فرانسو فيلانوف، أستاذ اللاتينية القديمة في جامعة السوربون، الذي حضر خصيصا إلى فرسان من أجل هذا الحجر الذي يعود تاريخه إلى عام 120م.
ولفت النظر إلى أحد الحجارة المنقوش عليها «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، ويعود تاريخها وفقا لعلماء الآثار الذين زاروا فرسان إلى القرن الرابع الهجري، وإلى جانب الآثار الحميرية والرومانية وآثار العهد الإسلامي، فإن متحف إبراهيم مفتاح يضم كذلك مخطوطات يعود أقدمها إلى عام 1256هـ.
وتمتاز جزر فرسان بأهمية موقعها بالقرب من ممر السفن الدولي، وكذلك قربها من باب المندب ودول القرن الأفريقي وغناها بالموارد الطبيعية والسياحية والأثرية وشعبها المرجانية والثروة السمكية، مما يجعلها محط أنظار الزوار والسياح ورجال المال والأعمال والصيادين على حد سواء. ومن أهم مواقع جزر الأرخبيل منطقة القندل، التي تقع شمال جزيرة فرسان، وكذلك ساحل الغدير والعشة ومنطقة الفقوة التي يجري العمل على إنشاء منتجع سياحي بها.
واحتفظت الجزر بكل تلك المقومات بالإضافة إلى توفر البيئة الصحية التي قلما توجد في مكان آخر غير جزر فرسان، والتنوع والثراء والخصوصية التي جعلت الجزيرة مؤهلة بكل المقاييس لتكون موقعا مناسبا لحماية وتكاثر العديد من الكائنات الحية البرية والبحرية ومقصدا للطيور المهاجرة في رحلتها السنوية من الشمال إلى الجنوب والعكس.
واحتل الغزال من بين تلك الحيوانات والطيور والكائنات الحية مكانة متميزة في جزيرة فرسان منذ التاريخ القديم للجزيرة، حيث كانت أسراب الغزلان تجوب أرجاء فرسان وتقترب من حدود مساكن الأهالي في ألفة شهدها ورواها لمراسل «واس» كبار السن من أهالي الجزيرة، الذين عملوا منذ فترات سابقة على تكاثر الغزال في أرجاء الجزيرة، وحمايته من الانقراض.
ويوجد اليوم أكثر من 1200 رأس من الغزلان بجزيرة فرسان، تمثل في مجملها أكبر تجمع للغزال «الآدمي» في العالم، وتضيف بوجودها رونقا للحياة الطبيعية بالجزيرة، وتعزز فرصة التنوع الإحيائي والبيئي الذي يمتاز به أرخبيل فرسان.
وأسهم التنوع الإحيائي لجزيرة فرسان التي جرى إعلانها محمية طبيعية في عام 1407هـ في وضعها في مصاف المحميات الطبيعية المنتشرة في مناطق مختلفة، من المملكة، حيث تحتوي الجزيرة على نحو 145 نوعا من الطيور، وتضم أكبر تجمع للبجع الوردي في البحر الأحمر، وأكبر تجمع للعقاب النساري في الشرق الأوسط إلى جانب أكثر من 180 نوعا من النباتات البرية والبحرية والساحلية كالشورى «المانجاروف» والقرم والقندل.
وتمتاز المحمية البالغة مساحتها 5408 كيلومترات مربعة بالتنوع الإحيائي البحري الفريد من خلال وجود الشعب المرجانية، ونحو 230 نوعا من الأسماك والعديد من الأحياء الفطرية المهددة بالانقراض، كالسلحفاة الخضراء والسلحفاة صقرية المنقار وعرائس البحر والدلافين والحيتان وأسماك القرش، إلى جانب أنواع المرجان والأعشاب والطحالب البحرية.
وتسعى الهيئة السعودية للحياة الفطرية عبر محمية فرسان إلى المحافظة على التنوع البيئي والإحيائي للجزيرة، وتوفير فرصة ازدهار أشكال الحياة الفطرية والحيوانية والنباتية وتنشيط السياحة البيئية، فضلا عن إعادة تأهيل مواقع بالجزيرة وتوفير الغطاء النباتي اللازم لتكاثر الغزال، كما تعمل الهيئة عبر استراتيجية محددة للحفاظ على بيئة محمية جزيرة فرسان، من خلال وضع نطاقات تحقق التنمية المستدامة للجزيرة، وتضمن المحافظة على الثروات الطبيعية بها. وتواصل في الوقت ذاته سعيها للحد من الصيد الجائر الذي تتعرض له مختلف الكائنات البرية والبحرية بجزيرة فرسان، من خلال برامج توعوية تهدف إلى التأكيد على دور المواطن في الحفاظ على هذه الثروات، والإسهام في تحقيق أهداف الهيئة في أن تصبح محمية جزر فرسان من محميات التراث البيئي العالمي.
ومن أهم المواسم السياحية في المنطقة «موسم سمك الحريد»، حيث يواصل أهالي الجزيرة احتفاءهم السنوي بهذه الظاهرة التي لفتت الأنظار فأصبحت الجزيرة مقصدا للآلاف من الزوار والسياح.
وحظيت جزر فرسان باهتمام القيادة السعودية، حيث شكلت زيارة الأمير نايف بن عبد العزيز للجزيرة منعطفا تاريخيا في تاريخها، وهي الزيارة التي أسهمت في توفير وسيلة نقل مجانية، ربطت فرسان بمدينة جيزان لتنطلق مسيرة التنمية بالجزيرة التي أصبحت اليوم تضم فروعا لكل الإدارات الحكومية، فضلا عن مشاريع تنموية كبرى في مختلف المجالات.
كما شهد تاريخ النقل بين ميناء فرسان وميناء جيزان تطورات كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية من خلال توفير عبّارات حديثة لنقل الركاب اختصرت وقت الرحلة بين الميناءين إلى نحو 45 دقيقة فقط، بعد أن كانت تصل إلى أربع ساعات، بينما جرى خلال اليومين الماضيين فقط تدشين عبّارات حديثة لنقل المواد البترولية والغذائية والحيوانية ومواد البناء بالمجان، في خطوة تؤكد اهتمام الدولة بتوفير جميع أسباب التنمية بالجزيرة الحالمة.



عرب وعجم

عرب وعجم
TT

عرب وعجم

عرب وعجم

> نايف بن بندر السديري، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة الأردنية الهاشمية، استقبل أول من أمس، الدكتور زهير حسين غنيم، الأمين العام للاتحاد العالمي للكشاف المسلم، والوفد المرافق له، حيث تم خلال اللقاء بحث سبل التعاون المشترك بين الجانبين. من جانبه، قدّم الأمين العام درع الاتحاد للسفير؛ تقديراً وعرفاناً لحُسن الاستقبال والحفاوة.
> حميد شبار، سفير المملكة المغربية المعتمد لدى موريتانيا، التقى أول من أمس، وزير التجارة والصناعة والصناعة التقليدية والسياحة الموريتاني لمرابط ولد بناهي. وعبّر الطرفان عن ارتياحهما لمستوى التعاون الاقتصادي في شقيه التجاري والاستثماري، وحرصهما واستعدادهما لدفع التبادل التجاري إلى ما يأمله البلدان الشقيقان؛ خدمةً لتعزيز النمو الاقتصادي، كما أكد الطرفان على ضرورة تبادل الخبرات في القطاع الزراعي؛ للرقي بهذا القطاع المهم إلى ما يعزز ويطور آليات الإنتاج في البلدين الشقيقين.
> إريك شوفالييه، سفير فرنسا لدى العراق، التقى أول من أمس، محافظ الديوانية ميثم الشهد؛ لبحث آفاق التعاون المشترك والنهوض به نحو الأفضل، وتم خلال اللقاء الذي أقيم في ديوان المحافظة، بحث إمكانية الاستثمار من قِبل الشركات الفرنسية في الديوانية، خصوصاً أنها تمتلك بيئة استثمارية جيدة، والتعاون المشترك بين فرنسا والحكومة المحلية في عدد من المجالات والقطاعات.
> عبد اللطيف جمعة باييف، سفير جمهورية قيرغيزستان لدى دولة الإمارات، التقى أول من أمس، اللواء الركن خليفة حارب الخييلي، وكيل وزارة الداخلية، بمقر الوزارة، بحضور عدد من ضباط وزارة الداخلية. وجرى خلال اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين الصديقين. ورحب اللواء الخييلي بزيارة السفير القيرغيزي، مؤكداً حرص الوزارة على توطيد علاقات التعاون والعمل المشترك مع البعثات الدبلوماسية والقنصلية في الدولة.
> عبد الله حسين المرزوقي، القنصل العام لدولة الإمارات العربية المتحدة في مومباي، حضر أول من أمس، احتفالاً بذكرى يوم الدستور لجمهورية بولندا، الذي استضافه القنصل العام لبولندا داميان إرزيك، بحضور رؤساء البعثات الدبلوماسية في مومباي، وعدد من المسؤولين في الحكومة الهندية ورجال الأعمال.
> عمر عبيد الشامسي، سفير دولة الإمارات لدى المملكة الإسبانية، اجتمع أول من أمس، مع خوسيه لويس ديلبايي، مدير مكتبة «الإسكوريال» الملكية في إسبانيا، وذلك لبحث سبل تعزيز التعاون مع المكتبة. جاء ذلك خلال الجولة التي قام بها السفير في مكتبة «الإسكوريال والبازيليكا» الملكية، بالإضافة إلى المبنى الملكي للضيافة الذي كان يستقبل فيه الملك فيليب الثاني، ملك إسبانيا (1556 - 1598م)، مختلف سفراء دول العالم.
> ستيفن بوندي، سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى مملكة البحرين، استقبله أول من أمس، الدكتور محمد بن مبارك جمعة، وزير التربية والتعليم رئيس مجلس أمناء مجلس التعليم العالي بالبحرين؛ لمناقشة تعزيز أوجه التعاون في الجوانب التعليمية والثقافية، واستعراض أهم التجارب التعليمية الناجحة، كما تم بحث تعزيز الشراكة بين الجانبين في تدريب معلمي اللغة الإنجليزية بالمدارس الحكومية على مهارات وطرق تدريس الإعداد لاختبارات (TOEFL)، لزيادة مستويات التحصيل العلمي لدى طلبة المرحلة الثانوية في اللغة الإنجليزية.
> ماجد مصلح، سفير جمهورية مصر العربية لدى سريلانكا، استقبله أول من أمس، رئيس الوزراء السريلانكي دينيش غوناواردينا، حيث تناول اللقاء سُبل تعزيز العلاقات بين البلدين في المجالات كافة. وأشاد رئيس الوزراء السريلانكي بعلاقات الصداقة التاريخية التي تجمع بين البلدين، مُسلطاً الضوء على دور البلدين في إقامة حركة عدم الانحياز، الأمر الذي كان له أثره الكبير على صعيد العلاقات الدولية بصفة عامة، ومصالح واستقلالية الدول النامية على وجه الخصوص.
> بيتر بروغل، سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى تونس، التقى أول من أمس، رئيس مجلس نواب الشعب إبراهيم بودربالة، بقصر باردو. وعبّر السفير عن استعداد بلاده لمواصلة دعم مجهودات تونس في مسارها التنموي ومؤازرتها اقتصادياً واجتماعياً. وأكد ارتياحه للمستوى الممتاز للعلاقات الثنائية، معبّراً عن تقديره للخطوات الإيجابية التي تم قطعها في مجال البناء الديمقراطي، كما اطلع على صلاحياته وطرق عمل المجلس وعلاقته بالمجلس الوطني للجهات والأقاليم من جهة، وبالحكومة من جهة أخرى.