مشاهير

مهند - كريستيانو رونالدو (أ.ف.ب)
مهند - كريستيانو رونالدو (أ.ف.ب)
TT

مشاهير

مهند - كريستيانو رونالدو (أ.ف.ب)
مهند - كريستيانو رونالدو (أ.ف.ب)

* «مهند» يدعم حملة اليونيسيف لتعليم الأطفال المحتاجين الممثل التركي كيفانتش معلنا أن الدراسة حق أساسي للأطفال
شارك الممثل التركي كيفانتش تاتليتوغ المعروف في العالم العربي باسم «مهند» في دعم حملة منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» لتعليم الأطفال المحتاجين EmergencyLessons#.
ونشر تاتليتوغ، وهو سفير للنوايا الحسنة في الأمم المتحدة، صورة له من أيام طفولته على «تويتر» معلقًا عليها: «يلتحق ملايين الأطفال بالمدرسة، لكن مع الأسف فإن الملايين من الأطفال لا يستطيعون الذهاب للمدرسة أو إكمال دراستهم في أوضاع صعبة. الدراسة حق أساسي للأطفال، وأملهم في المستقبل. وتعمل اليونيسيف منذ إنشائها على مساعدة الأطفال خاصة في البلدان التي تشهد حروبا. أنشر صورتي تعاطفًا مع الأطفال الشجعان الذين يكملون دراستهم رغم أوضاعهم المعيشية الصعبة».
وسبق أن أرسل تاتليتوغ مساعدات عبارة عن أحذية ومعاطف شتوية للأطفال المحتاجين داخل تركيا ومن بينهم أعداد من اللاجئين السوريين بمساعدة زوجته مصممة أزياء باشاك ديزر. وأطلقت يونيسيف الحملة في ذكرى مرور 70 عاما على إنشائها، عبر مواقع التواصل الاجتماعي وشارك فيها عدد كبير من المشاهير في أنحاء العالم منهم الممثل الأميركي روبرت داوني والممثل البريطاني توم هيدليستون والممثل الآيرلندي ليام نيسون لتقديم المساعدات لملايين الأطفال الذين يعيشون في أوضاع صعبة ولا يملكون إمكانيات الدراسة.
ومن بين 2.7 مليون لاجئ سوري في تركيا يوجد 450 ألف طفل في سن الدراسة غير من ولدوا في تركيا كما يوجد 1.3 مليون في سن أقل من الثامنة عشرة.
ويعرض لتاتليتوغ حاليا عبر قناة «ستار» التركية مسلسل «الجريء والجميلة» الذي تشاركه بطولته توبا بويوك أوستون.
* رونالدو ينشر كشوفات مالية بقيمة 225 مليون يورو بعد اتهامات بالتهرب الضريبي فيما يعرف باسم «فوتبول ليكس»
نشر البرتغالي كريستيانو رونالدو، نجم ريال مدريد الإسباني، كشوفات مالية تثبت أنه كشف عن دخل بأكثر من 225 مليون يورو خلال 2015، وذلك في خضم اتهامات صحافية له بالتهرب الضريبي.
وكانت عدة صحف أوروبية أبرزها «در شبيغل» الألمانية قد نشرت تقارير ووثائق خلال الفترة الماضية، تتهم رونالدو وأسماء أخرى في عالم كرة القدم بالتهرب الضريبي، في قضية باتت تعرف باسم «فوتبول ليكس». وتفيد التسريبات أن رونالدو أخفى 150 مليون يورو (160 مليون دولار) من العائدات الإعلانية، عن السلطات المالية الإسبانية.
ورد رونالدو مساء الخميس من خلال وكالة «جيسفوت» التي تمثله، بنشر تفاصيل مدخوله خلال 2015، التي سبق له تقديمها إلى سلطات الضرائب الإسبانية، على الأرجح في مارس (آذار) الماضي.
وتظهر التفاصيل أن النجم المرشح لنيل جائزة أفضل لاعب في العالم، كسب 227.2 مليون يورو في عام 2015، غالبيتها من خارج إسبانيا.
وأوضحت «جيسفوت» التي يملكها مدير أعمال رونالدو البرتغالي جورج منديش، أنه «كما أفيد خلال الأيام الماضية، اللاعب كان مدركا لالتزاماته الضريبية منذ بداية مسيرته الاحترافية في كل الدول التي أقام فيها (إسبانيا وإنجلترا والبرتغال)، وليست لديه ولم تكن لديه أي قضية مع السلطات الضريبة في أي من هذه الدول».
واعتبرت أن «هذا النشر الذي لم يكن واجبا قانونيا، يشكل إثباتا غير قابل للشك أن كريستيانو رونالدو وممثليه (...) يتعاونون مع السلطات بروح من الشفافية والامتثال للقانون».
وكانت الاتهامات الصحافية أخذت منحى رسميا في أعقاب إعلان وزارة الخزانة الإسبانية أنها ستقوم «بعمليات تفتيش في الوقت المناسب» لتوضيح الحالة الضريبية لرونالدو الذي اتهمته الوثائق المسربة بإخفاء «150 مليون يورو في الملاذات الضريبية».
كما دافع النادي الملكي عن نجمه هذا الأسبوع، وطالب في بيان «بالاحترام الأقصى للاعب مثل كريستيانو رونالدو الذي تميز بسلوكه المثالي خلال كامل الفترة التي أمضاها مع نادينا».
ومن أبرز الأسماء المشمولة في «فوتبول ليكس» مدرب مانشستر يونايتد الإنجليزي، البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي يمثله منديش أيضا.



100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)