خادم الحرمين يمنح السفير الفرنسي السابق في الرياض وسام الملك عبد العزيز

بيزانسينو: سنوات خدمتي في السعودية كانت فترة سعيدة في حياتي

خادم الحرمين يمنح السفير الفرنسي السابق في الرياض وسام الملك عبد العزيز
TT

خادم الحرمين يمنح السفير الفرنسي السابق في الرياض وسام الملك عبد العزيز

خادم الحرمين يمنح السفير الفرنسي السابق في الرياض وسام الملك عبد العزيز

بناء على توجيهات خادم الحرمين الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز قلد السفير السعودي لدى فرنسا، الدكتور خالد العنقري، سفير فرنسا السابق في الرياض برتراند بيزانسينو، وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى؛ وذلك في احتفال جرى في معهد العالم العربي في باريس بحضور شخصيات سياسية ودبلوماسية وإعلامية. ومن بين الذين حضروا ميشيل إليو ماري، وزيرة الدفاع الفرنسية السابقة، والأميرال لانكساد، رئيس أركان القوات الفرنسية السابق، وجاك لانغ، رئيس المعهد، وكثير من السفراء العرب المعتمدين لدى فرنسا وفي اليونيسكو وشخصيات سعودية جاءت خصيصا إلى باريس للمناسبة.
ونوه السفير السعودي بالدور الذي قام به بيزانسينو لتوثيق العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية بين فرنسا والمملكة، التي أمضى فيها تسع سنوات سفيرا لبلاده، وهي مدة استثنائية في العرف الدبلوماسي الفرنسي.
وأشاد الدكتور العنقري بـ«الخدمات الجليلة» التي أداها بيزانسينو للبلدين «مسخرا لذلك تأهيله العلمي في مجالات الاقتصاد والحقوق والسياسة وخبرته في العمل الدبلوماسي لتطوير علاقات صداقة ممتدة عبر الزمن بين البلدين». وركز السفير السعودي على عمل بيزانسينو مع «جميع السعوديين، على مستوى القيادة السياسية والمجتمع والمثقفين ورجال الأعمال» مشيرا إلى أنه «كون شبكة واسعة من العلاقات ساعدته على أداء عمله» في المملكة. ونوه الدكتور العنقري بـ«الخبرة المتنوعة والعميقة» التي كونها السفير الفرنسي السابق بالشأن السعودي كما أنه «رافق جهود المملكة في حربها الفكرية والمالية والأمنية على الإرهاب». ولا يخفي بيزانسينو، وهو ما أشار إليه في كلمته الجوابية بعد تقليده الوسام، حبه للملكة. ولمح السفير السعودي إلى هذا الجانب عندما عبر عن «أمله» في أن يبقى بيزانسينو «صديقا عزيزا للسعوديين الذين يتطلعون دائما لرؤيته ويبادلونه الوفاء».
ومن جهته، عبر السفير بيزانسينو عن سعادته لمنحه هذا الوسام وعن شكره وامتنانه لخادم الحرمين الشريفين، معتبرا تشريفه بوسام الملك عبد العزيز «أفضل عربون للجهود التي بذلها خلال السنوات التسع الماضية من أجل تعزيز الشراكة الاستراتيجية القائمة بين فرنسا والمملكة». كذلك شكر ولي العهد الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مستذكرا المرحوم الملك عبد الله بن عبد العزيز ووزير الخارجية السابق المرحوم الأمير سعود الفيصل، وقد وصفهما بأنهما «شخصيتان استثنائيتان» وأنه «كان له شرف العمل معهما». ورأى بيزانسينو التكريم الذي حظي به «اعترافا من قبل السعودية بالأهمية التي توليها للعلاقات مع فرنسا ولسياستها في المنطقة وللمساهمة التي تسنى له تقديمها». مشددا على قناعته «الدائمة» بأهمية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».