نصف الناس يصدقون المعلومات المغلوطة المعروضة عليهم

وفق دراسة بريطانية ـ كندية حول {الذاكرة الكاذبة}

نصف الناس يصدقون المعلومات المغلوطة المعروضة عليهم
TT

نصف الناس يصدقون المعلومات المغلوطة المعروضة عليهم

نصف الناس يصدقون المعلومات المغلوطة المعروضة عليهم

كثير من الناس «يتذكرون» أحداثا لم تقع قط، وفقا لدراسة دولية لباحثين من بريطانيا وكندا، إذ إن 50 في المائة من الأشخاص يبدون سريعي التأثر بالأخبار، والتصديق بأنهم عاصروا أحداثا خيالية أو متخيلة.
وخلص الباحثون في نتائج دراستهم إلى أن تزوير أو خلط المعلومات أثناء عرض الأخبار يمكنهما أن يقودا إلى تكوين ذاكرة جمعية خاطئة، الأمر الذي يؤثر على سلوك الناس ومواقفهم الاجتماعية. كما شككوا في دقة وصحة ما يقدمه الشهود استنادا إلى الذاكرة أثناء التحقيقات الجنائية وداخل قاعات المحاكم.
ونشر الباحثون دراستهم الموسومة بـ«تحليلات كبرى لتقارير حول الذاكرة من ثماني دراسات حول زرع الذاكرة الكاذبة»، في مجلة «ميموري» لدراسات الذاكرة. وأشرفت عليها الدكتورة كمبرلي وايد بجامعة واريك البريطانية، وساهم فيها الدكتور ألان سكوبوريا من جامعة وندسور الكندية والدكتور ستيفن لندسي البروفسور في جامعة فيكتوريا الكندية.
وأظهرت دراسة الدكتورة وايد على «الذاكرة الكاذبة» أن الأشخاص الذين تقدم لهم معلومات متخيلة عن أحداث في بدايات أعمارهم، ويقومون مرارا وتكرارا بتخيل أن تلك الأحداث قد وقعت لهم، يتعرض نصفهم إلى التصديق بوقوعها فعلا.
وظهر أن نحو نصف ما مجموعه 400 مشارك في عملية «زرع الذاكرة» هذه، من الذين عرضت عليهم معلومات كاذبة عن حياتهم، اعتبروها جزءا من تاريخهم. وقال 30 في المائة منهم إنهم «يتذكرونها» وتحدثوا بالتفصيل عن جوانبها، بينما قال 23 في المائة آخرون إنهم يعتبرون تلك الأحداث جزءا من تاريخهم.
وقالت وايد: «إننا نعلم بوجود عوامل كثيرة تؤثر على خلق اعتقادات أو ذاكرة كاذبة، مثل الطلب من شخص تكرار تصوراته عن حدث متخيل، أو مشاهدة صور لكي ينشط ذاكرته». وأضافت: «إلا أن المشكلة هي وجود نسبة عالية منهم تصدق فعلا وجود أحداث متخيلة لم يعايشوها البتة».



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».