انتصارات جديدة للجيش اليمني في صعدة

مصادر عسكرية: التغييرات الأخيرة في المنطقة الرابعة مؤشر على قرب الحسم

انتصارات جديدة للجيش اليمني في صعدة
TT

انتصارات جديدة للجيش اليمني في صعدة

انتصارات جديدة للجيش اليمني في صعدة

تواصلت أمس المعارك بين قوات الجيش اليمني من جهة، والميليشيات الانقلابية (الحوثي وصالح) من جهة أخرى، في جبهتي البقع ومندبة بمحافظة صعدة، المعقل الرئيسي للانقلابيين الحوثيين. وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» إن قوات الجيش تمكنت، أمس، من تطهير كل منفذ علب الحدودي ومنطقة مندبة من جيوب الميليشيات، وإنها تواصل نزع الألغام بعد السيطرة على المنطقتين كاملتين.
بدوره، قال اللواء الركن عادل القميري، قائد المنطقة العسكرية الثالثة في الجيش اليمني، إن قوات الجيش باتت «على أهبة الاستعداد والجاهزية لاستكمال معركة التحرير حتى إنهاء الانقلاب واستعادة الشرعية وتحرير العاصمة صنعاء وبقية المناطق والمحافظات التي لا تزال تحت سيطرة الميليشيات الانقلابية».
جاء حديث القميري أثناء تفقده الوحدات العسكرية المرابطة في جبهة المخدرة بمحافظة مأرب.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن الجيش الوطني يعد لعمليات عسكرية كبيرة لاستكمال تحرير المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات. وعدّ اللواء محسن خصروف، رئيس دائرة التوجيه المعنوي بالجيش اليمني، أن تصريحات قائد المنطقة العسكرية الثالثة لم تأت من فراغ، «فهو على دراية كاملة بسير العمليات على الأرض، وبما يتم من تقدم وتجهيز لتحرير العاصمة». وأضاف اللواء خصروف لـ«الشرق الأوسط»: «هناك استعدادات جادة لإنجاز عملية استعادة الدولة». وتابع: «هناك أيضًا تقدم كبير في صعدة على الحدود المتاخمة للسعودية؛ حيث حققت قوات الجيش الوطني والمقاومة إنجازات كبيرة، وتمت السيطرة المباشرة بالكامل على منفذ علب الحدودي، وليس مجرد سيطرة نارية على المنفذ».
وتطرق خصروف كذلك إلى الاستعدادات الحالية لتحرير ما تبقى من المناطق في محافظة تعز، وقال: «نعتقد أن مقدمات تحرير العاصمة صنعاء تأتي عبر تحرير تعز وإقليم تهامة، التي تتم فيها العمليات من محورين من جهة الشمال الغربي وتتجه القوات جنوبًا إلى الحديدة، ومن جهة تعز؛ الاتجاه غربا نحو السواحل».
وأكد رئيس دائرة التوجيه المعنوي في الجيش اليمني أن «استعدادات الجيش لا تردد فيها، خصوصا بعد أن ثبت للعالم أن هؤلاء الانقلابيين لا يريدون السلام ولا التعايش مع المجتمع اليمني». وأردف قائلاً: «يريدونها خالصة لهم دون شريك، لذلك القوات المسلحة اليمنية وقيادة الدولة عقدت العزم على إنجاز المهمة لتحقق الشراكة، والتخلص من الانقلابيين وأعوانهم».
وشدد خصروف على أن وجود رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي في عدن، ونائب الرئيس علي محسن الأحمر في مأرب، «مؤشران قويان على اقتراب الحسم». وقال: «وجود الرئيس والتغييرات العسكرية التي تمت في المنطقة العسكرية الرابعة، كان مهمًا للغاية، وقد جاء الرئيس بقيادتين عسكريتين بمستوى عال من الكفاءة والخبرة، وهما يقتربان بشكل غير عادي من تحرير تعز، ويؤمنان بذلك بلا حدود».



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.