إدلب تترقب مصير حلب.. وتخوّف من تصعيد يمهد لـ «المعركة الأخيرة»

أكثر من 1300 قتيل وجريح في ثلاثة أسابيع.. وجهود لتوحيد الفصائل

عنصر من الدفاع المدني في مدينة إدلب أمس يساعد أحد المدنيين على القفز فوق ركام مبنى تهدم بفعل غارات الطيران الروسي على المدينة وريفها في الفترة الأخيرة (رويترز)
عنصر من الدفاع المدني في مدينة إدلب أمس يساعد أحد المدنيين على القفز فوق ركام مبنى تهدم بفعل غارات الطيران الروسي على المدينة وريفها في الفترة الأخيرة (رويترز)
TT

إدلب تترقب مصير حلب.. وتخوّف من تصعيد يمهد لـ «المعركة الأخيرة»

عنصر من الدفاع المدني في مدينة إدلب أمس يساعد أحد المدنيين على القفز فوق ركام مبنى تهدم بفعل غارات الطيران الروسي على المدينة وريفها في الفترة الأخيرة (رويترز)
عنصر من الدفاع المدني في مدينة إدلب أمس يساعد أحد المدنيين على القفز فوق ركام مبنى تهدم بفعل غارات الطيران الروسي على المدينة وريفها في الفترة الأخيرة (رويترز)

يستغل النظام السوري الانشغال الدولي بمعركة حلب للضغط على إدلب التي يعيش أهلها الخوف مما ستشهده المحافظة في المرحلة المقبلة، لا سيما في ظل الحديث حول أن المنطقة الواقعة في شمال سوريا ستكون المعركة التالية بعد حلب.
ورغم هدوء جبهات إدلب الخاضعة بمعظمها للمعارضة فإنها تتعرض منذ أسبوعين لحملة عسكرية من قبل النظام وروسيا، أدت إلى سقوط أكثر من 1300 قتيل وجريح، وهو الأمر الذي تبدي المعارضة تخوفها منه، بحسب ما يقول غسان حمو، رئيس مجلس محافظة حلب، ويوضح في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، بقوله، إنه «لا شكّ في أن حلب تشكّل الخط الأول بالنسبة إلى إدلب وسقوط الأولى سيضع الثانية في مرمى المعركة التالية، وهو الأمر الذي نحذّر منه، خاصة وأن المحافظة باتت ملجأ لآلاف النازحين من مناطق عدّة، منهم أولئك الذين نزحوا مما بات يعرف بـ(مناطق المصالحات) في ريف دمشق». ويلفت حمو إلى أن عدد سكان محافظة إدلب كان نحو مليوني ومائة ألف نسمة قبل أن ينضم إليهم أخيرًا مليون ونصف مليون آخرين، بينهم نحو 400 ألف فقط في المدينة». من جهته، يؤكد القائد العسكري في إدلب، أبو علي عبد الوهاب لـ«الشرق الأوسط»، أن فصائل المعارضة تعي تمامًا ما يخطط له النظام لجهة فتح جبهة إدلب «التي أصبحت الخزان البشري للثوار الذين يملكون إمكانيات عسكرية محدودة»، وفي حين لا يخفي بعض الخلافات الموجودة بين الفصائل يؤكد أن هناك جهودا تبذل على خط توحيدها لتكون في صف واحد في مواجهة حملة النظام على المنطقة، والتي تهدف بشكل رئيسي بحسب ما يؤكد، إلى فك الحصار عن كفريا والفوعة، المنطقتين الوحيدتين الخاضعتين لسيطرة النظام في إدلب. مؤكدًا أن «طبيعة إدلب الجغرافية ستجعل المهمة أمام قوات النظام والموالين لها صعبة، وهو الأمر الذي تستفيد منه الفصائل في المقابل».
وحول الوضع الإنساني في المنطقة يقول حمو: «لولا القصف الذي تتعرض له المنطقة في الأيام الأخيرة كانت إدلب وأهلها تعيش حياة شبه طبيعية، لا سيما لناحية متطلبات الحياة اليومية، لكن هذه المستجدات أدت إلى اتخاذ قرار بإيقاف الدراسة في معظم المدارس للمحافظة على سلامة الطلاب»، لافتًا إلى أن القصف بات يستهدف بشكل عشوائي البنى التحتية وحتى المستشفيات التي توقف 90 في المائة منها في ريف إدلب عن العمل.
مع العلم، بأن جعل إدلب الوجهة الأساسية للنازحين من مناطق «المصالحات» في ريف دمشق، ضمن سياسة «التهجير القسري»، أدى إلى تحذير المعارضة في وقت سابق من مخطط لحصر وجود فصائل المعارضة والموالين لها في هذه المنطقة، ومن ثم استهدافها بحجة أنّها مجموعات إرهابية.
وهو ما يلفت إليه ناشط في إدلب قائلاً: «الخوف الآن هو من تحويل إدلب إلى محرقة سوريا ليكون إنهاء الثورة السورية منها»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «في وقت لا تزال فيه الفصائل مشتّتة يبقى الخوف على مصير آلاف العائلات التي لجأت إلى إدلب هربًا من القصف أو تحت ضغط التهجير القسري، لا سيما أن الحملة العسكرية الأخيرة يبدو أنها إنذار واضح لإدلب للقول بأنها ستكون المحطة الثانية بالنسبة إلى النظام وروسيا». ويضيف: «بُذلت جهود عدّة منذ فترة لتوحيد صفوف الفصائل لكنها باءت بالفشل بسبب تعنت بعض الأطراف، لكن اليوم ومنذ بدء الحملة عاد الحراك على هذا الخط لرسم خطى واستراتيجية موحدة لمعركة إدلب».
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، قد أشار إلى أن إدلب تشهد المزيد من المجازر بحق أبنائها والنازحين إليها عن طريق استهداف مدنها وبلداتها وقراها من قبل الطائرات الحربية والمروحية التابعة للنظام وروسيا بالصواريخ والقنابل والبراميل المتفجرة، لافتًا إلى أن الحملة التي بدأت في 20 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي أدت إلى سقوط نحو 1300 قتيل وجريح، بعضهم لا يزال بحالات خطرة، فيما أصيب البعض الآخر بإعاقات دائمة وإصابات بالغة، بالإضافة إلى تدمير مئات المنازل والمحال التجارية والأبنية والمرافق وإلحاق الأضرار بها.
أمس، أفادت «شبكة شام» باستهداف الطيران الحربي الروسي مدنًا وبلدات محافظة إدلب بعد منتصف الليل، حيث شن أكثر من 20 غارة جوية بالقنابل العنقودية على عدة مناطق، أدت إلى سقوط قتلى وجرحى.
وقال ناشطون إن الطيران الحربي الروسي استهدف مدينة بنش بأكثر من 14 غارة بالقنابل العنقودية، توزعت على عدة أحياء في المدينة، كما استهدف الطيران الحربي بالصواريخ مبنى المستوصف في المدينة، مخلفًا أضرارًا كبيرة أخرجته عن الخدمة.
وتعرضت مدن وبلدات «تفتناز، مدينة إدلب، معارة النعسان، كورين، سراقب» لقصف جوي من الطيران الحربي الروسي بأكثر من 15 غارة بالقنابل العنقودية. وكانت محافظة إدلب شهدت أول من أمس يومًا داميًا بامتياز، ارتكبت فيه الطائرات الحربية ثلاث مجازر في مدن معرة النعمان وكفرنبل وبلدة تفتناز، راح ضحيتها أكثر من 70 قتيلاً وعشرات الجرحى، ضمن حملة تصعيد جوي جديدة تتعرض لها المحافظة.



«الحوثيون» يعلنون استهداف إسرائيل بصاروخ باليستي ومسيّرات

صورة لما تقول عنه جماعة «الحوثي» اليمنية إنه إطلاق لصاروخ فرط صوتي من طراز «فلسطين 2» باتجاه إسرائيل (جماعة «الحوثي» عبر «تلغرام»)
صورة لما تقول عنه جماعة «الحوثي» اليمنية إنه إطلاق لصاروخ فرط صوتي من طراز «فلسطين 2» باتجاه إسرائيل (جماعة «الحوثي» عبر «تلغرام»)
TT

«الحوثيون» يعلنون استهداف إسرائيل بصاروخ باليستي ومسيّرات

صورة لما تقول عنه جماعة «الحوثي» اليمنية إنه إطلاق لصاروخ فرط صوتي من طراز «فلسطين 2» باتجاه إسرائيل (جماعة «الحوثي» عبر «تلغرام»)
صورة لما تقول عنه جماعة «الحوثي» اليمنية إنه إطلاق لصاروخ فرط صوتي من طراز «فلسطين 2» باتجاه إسرائيل (جماعة «الحوثي» عبر «تلغرام»)

أعلن «الحوثيون» في اليمن، الأربعاء، إطلاق صاروخ باليستي وطائرات مسيّرة على إسرائيل، بعد أيام على هجوم استهدف تل أبيب، أصاب 16 شخصاً.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن صباح اليوم، أنه اعترض صاروخاً أطلق من اليمن باتجاه إسرائيل، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وجاء في بيان للجيش، نشر على تطبيق «تلغرام» قرابة الساعة 4:30 صباحاً بالتوقيت المحلي (2:30 بتوقيت غرينيتش)، أنه «تم اعتراض صاروخ أطلق من اليمن قبل دخوله الأجواء الإسرائيلية».

وأشار إلى إطلاق صفارات الإنذار «في مناطق عدة بوسط إسرائيل»، في إجراء احترازي خشية سقوط شظايا وحطام جراء عملية الاعتراض، بحسب البيان.

وكان المتحدث العسكري باسم جماعة «الحوثي» اليمنية، يحيى سريع، قال، في بيان، إن جماعته استخدمت في الهجوم «صاروخاً باليستياً (فرط صوتي) نوع فلسطين 2».

ومساء الأربعاء، أعلن سريع عن «تنفيذ عمليتين عسكريتين استهدفتا هدفين» في تل أبيب، وكذلك «المنطقة العسكرية في عسقلان»، بالطائرات المسيرة الهجومية.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن طائرة مسيّرة «سقطت في منطقة مفتوحة»، بعد دوي صفارات الإنذار في جنوب إسرائيل، قرب قطاع غزة.

وكانت جماعة «الحوثي» قد أعلنت، الثلاثاء، استهداف وسط إسرائيل بصاروخ باليستي من طراز «فلسطين 2». وأفاد الجيش الإسرائيلي بدوره عن اعتراضه قبل دخوله المجال الجوي.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بدأ الحوثيون شنّ هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وخليج عدن انطلاقاً من المناطق الخاضعة لسيطرتهم في اليمن، في إطار «دعم» الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث تدور حرب مدمّرة بين إسرائيل و«حماس» منذ أن شنّت الحركة هجوماً غير مسبوق على الدولة العبرية في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وخلال الأشهر الماضية، تبنّى الحوثيون إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة نحو إسرائيل، التي تعلن اعتراض معظمها.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد، الاثنين، أنه أوعز إلى الجيش «تدمير البنى التحتية للحوثيين»، بعدما أطلقوا صاروخين على الأقل باتجاه الدولة العبرية الأسبوع الماضي، أسفر أحدهما عن إصابة 16 شخصاً بجروح طفيفة في تل أبيب.

وشنّت إسرائيل غارات جوية على اليمن 3 مرات خلال الأشهر الماضية، آخرها في 19 ديسمبر (كانون الأول) استهدفت مواني وبنى تحتية للطاقة في صنعاء والحديدة، وأعلن الحوثيون أن هذه الضربة أسفرت عن مقتل 9 مدنيين.