مصر تحضر لبيان بمجلس الأمن يدين تشكيل حكومة في صنعاء

موسكو اعترضت على بعض الفقرات.. والمعلمي: سيصدر اليوم

المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد خلال زيارة إلى صنعاء يوم الثاني من نوفمبر الماضي (إ.ب.أ)
المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد خلال زيارة إلى صنعاء يوم الثاني من نوفمبر الماضي (إ.ب.أ)
TT

مصر تحضر لبيان بمجلس الأمن يدين تشكيل حكومة في صنعاء

المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد خلال زيارة إلى صنعاء يوم الثاني من نوفمبر الماضي (إ.ب.أ)
المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد خلال زيارة إلى صنعاء يوم الثاني من نوفمبر الماضي (إ.ب.أ)

كشف مصدران دبلوماسيان لـ«الشرق الأوسط» عن بيان أممي تحضره مصر في مجلس الأمن، لإدانة انقلابيي اليمن على اتخاذ خطوة أحادية الجانب المتمثلة في تشكيل «حكومة انقلابية».
وقال السفير عبد الله المعلمي، المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة بنيويورك، في اتصال هاتفي الليلة الماضية «نتوقع أن يصدر البيان اليوم (أمس) وإن لم يصدر اليوم فسيصدر غدا (اليوم السبت)»، وأضاف في رده على سؤال «الشرق الأوسط» عن الموقف الروسي من البيان: «هناك اعتراضات على البيان، وما زلنا في مشاورات مع الأطراف»، لافتا إلى أن «الاعتراضات تتمثل في بعض العبارات، وبعض الفقرات طلبوا التعديل فيها، وهو شيء طبيعي في الأمم المتحدة».
أمام ذلك، قال السفير اليمني لدى الولايات المتحدة الدكتور أحمد بن مبارك: إن «الروس لم يكن لديهم اعتراض على ذلك باعتبارها خطوة أحادية من الحوثيين وصالح، وما زال المشروع في إطار التداول الداخلي ونناقشه مع أعضاء مجلس الأمن».
وفي الوقت الذي سلمت فيه الحكومة اليمنية المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد ملاحظتها حول خريطة السلام الأممية، لخص دبلوماسي يمني ملاحظات الحكومة حول الخريطة في ثلاث نقاط جوهرية قال إنها تختلف مع المرجعيات الثلاث، وتمثلت في «التسلسل (السياسي والأمني) الوارد في الخريطة، وإضعاف السلطات الدستورية لرئيس الجمهورية، واقتصار انسحاب الانقلابيين من صنعاء وحدها من دون المناطق الحيوية الأخرى». وقال الدكتور أحمد عِوَض بن مبارك، السفير اليمني في واشنطن، لـ«الشرق الأوسط»: «الخريطة تخالف المرجعيات الثلاث».
ويستدل السفير بمخالفة الخريطة للمبادرة الخليجية، قائلا: إنها تتكون من مرحلتين، الأولى خروج علي عبد الله صالح وانتخابات جديدة وتشكيل حكومة وحدة وطنية، والمرحلة الثانية الحوار الوطني الشامل والاستعداد لدستور جديد وإقامة انتخابات عامة وفقا للدستور الجديد، هذه الخريطة تأتي وتعارض هذه المسألة، وهي مخالفة صريحة لنصوص ثابتة في المبادرة الخليجية.
وفي تعليق «الشرعية» على مخرجات الحوار الوطني الشامل، يقول السفير: إنها شددت على أنه لا انتخابات إلا بعد الدستور الاتحادي الجديد، والرئيس المنتخب عبد ربه منصور هادي يسلم السلطة لرئيس منتخب، هذه كلها مذكورة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية».
ومن الملاحظات التي يفضل الدبلوماسي اليمني تسميتها «الجوهرية»، أن قرارات مجلس الأمن تتكلم عن إنهاء الانقلاب ثم العودة إلى العملية السياسية، ومن تجربتنا في اتفاق السلم والشراكة فقد نفذنا كل الخطوات السياسية في حين لم ينفذ الطرف الانقلابي أيا من تلك الخطوات الأمنية، وبالعكس فقد قاموا بالانقلاب واستفادوا منه، ولا يمكن تكرار التجربة ذاتها».
وأضاف الدكتور ابن مبارك: «نصرّ على أن الترتيبات الأمنية لا بد أن تكون واضحة ومحددة وتشمل كل المناطق الحيوية في اليمن، الحديث عن صنعاء فقط دون الحديث عن بقية المناطق، ولا سيما الحديدة وتعز مسألة فيها خلل جوهري».
يشار إلى أن السفير الأميركي لدى اليمن أكد في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن خريطة الطريق التي تحظى بدعم وزير الخارجية الأميركي جون كيري «مرنة وقابلة للتعديل.. باستثناء التسلسل». وحيال ذلك، قال السفير اليمني ما يجري الحديث فيه عن تراتبية محددة في الخريطة تخالف التراتبية التي نص عليها قرار مجلس الأمن الدولي 2216؛ لأنها تتحدث عن ترتيب يبدأ بخطوات سياسية، وهي استقالة النائب، ثم تعيين نائب توافقي، وتسمية رئيس وزراء جديد، ثم تبدأ خطوة الانسحاب من صنعاء فقط، ثم إحالة الصلاحيات الدستورية للنائب الجديد. وتقوم على أساس يتمثل في خطوة سياسية كبيرة، تعقبها خطوة أمنية صغيرة (الانسحاب من صنعاء)، ثم خطوة سياسية، ثم خطوة أمنية، هذا ما تسميه الخريطة «التسلسل». وهذا هو جوهر الخلل في الخريطة؛ لأنه يشترط تسليم أهم بيدق في الأرض وهو الشرعية مقابل الانسحاب من صنعاء، وهو لا يعني شيئا أمنيا. ويعلق قائلا: «إنهم لا يدركون الطبيعة الاجتماعية والجغرافية والتاريخية لصنعاء؛ لأنها محاطة بقبائل؛ فالانسحاب من صنعاء إلى حواليها، لا يعني أي شيء؛ إذ يمكن الانقضاض عليها في أي لحظة».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.