طوقت قوات الأمن وجلسات صلح عرفية وقائع عنف طائفي في جنوب مصر، على خلفية «إقامة مسيحيين صلواتهم في دار للمناسبات»، وتعد الأحداث التي شهدتها قرية النغاميش في محافظة سوهاج منذ أول من أمس، هي الأولى منذ إقرار قانون ينظم بناء الكنائس، كان مأمولا أن ينهي أحد أبرز أسباب العنف الطائفي في البلاد.
وقال البرلماني جابر أحمد لـ«الشرق الأوسط» إن «الأحداث بدأت عقب صلاة الجمعة.. المتشددون في القرية استغلوا الموقف ورددوا أنباء عن نية الإخوة الأقباط تحويل مضيفة إلى كنيسة، لكن لم يكن هذا صحيحا».
وكان النائب أحمد من بين المشاركين في جلسة الصلح بين مسلمي وأقباط قرية النغاميش في مركز دار السلام. وأوضح أن أقباط القرية لم يتقدموا بطلب للمحافظ من أجل بناء كنسية، وأضاف قائلا: «هم أصلا لا يعتزمون المطالبة بإنشاء كنيسة».
وتوجد أقرب كنيسة لأقباط قرية النغاميش، على بعد نحو 2 كيلومتر في قرية دير النغاميش المجاورة.
ويصعب الحصول على تقديرات دقيقة لأعداد المسيحيين في مصر بشكل عام أو مناطق توزعهم، وبحسب تقدير النائب عن الدائرة فإن «عدد الأقباط في هذه القرية كبير».
من جانبه، قال القمص سرغيوس سرغيوس وكيل البطريركية، لـ«الشرق الأوسط»: «كنا نأمل في أن تنتهي هذه الأزمات مع إصدار القانون.. لكن الأمر يحتاج إلى إعادة بناء الثقافة لنصل حقا إلى المواطنة الكاملة.. نتفهم الأمر، 40 عاما من تنامي الفكر المتشدد لن ينتهي أثرها بين يوم وليلة».
ويسمح قانون بناء الكنائس الذي أقره البرلمان مؤخرا في أعقاب سلسلة من أحداث العنف الطائفي ببناء الكنائس بعد الحصول على ترخيص من المحافظ في القرى التي تتواجد بها كثافة مسيحية.
وتشير أحداث الجمعة الماضية على ما يبدو لاحتمالية أن تشهد البلاد موجة من أحداث عنف طائفي على خلفية بدء سريان القانون الشهر المقبل، بتوفيق أوضاع الكنائس التي أقيمت دون ترخيص، أو بناء كنائس جديدة في قرى ذات كثافة مسيحية. وقال محافظ سوهاج أيمن عبد المنعم إن الأجهزة الأمنية سيطرت على ما عده «بوادر أحداث طائفية» بين أهالي قرية النغاميش، وأضاف في بيان أوردته وكالة أنباء الشرق الأوسط، أمس، أن قوات الحماية المدنية سيطرت على الحريق الذي اشتعل بالمضيفة، وتبين أن المبنى مرخص بمضيفة وليس كنيسة، وقال إن الأحداث لم تسفر عن حدوث إصابات أو خسائر في الممتلكات.
لكن شهود العيان في القرية تحدثوا عن إحراق 15 منزلا وإصابة عدد من أقباط القرية جراء اشتباكات وتراشق للحجارة. وقال عمدة قرية النغاميش، محمد عبد المطلب الديب، في تصريحات له، إن «الأقباط حولوا مبنى مكونا من 4 طوابق إلى كنيسة وفيها قاعة كبيرة للصلاة منذ يوم الثلاثاء وذلك من دون ترخيص من الأجهزة الأمنية والمحلية مما أثار غضب الجانب المسلم».
وأضاف: «فوجئنا بتجمع أبناء القرية من المسلمين عقب صلاة الجمعة أمام الكنيسة وحاولوا اقتحامها وحدث تراشق بالطوب والحجارة بين الطرفين وتم حرق مضيفة خاصة بالمسيحيين بجوار الكنيسة وحرق بعض سيارات المسيحيين وأصيب خفير نظامي». وخلال الجلسة العرفية التي شهدتها القرية وعد محافظ سوهاج بإعادة ترميم المنازل التي أحرقت على نفقة المحافظة، بحسب النائب أحمد. وغالبا ما تتحفظ القيادات الكنسية ونشطاء مسيحيون على عقد جلسات عرفية لاحتواء أحداث العنف الطائفي، ويطالبون عادة بالاحتكام إلى القانون في مثل هذه الوقائع. وأشار محافظ سوهاج إلى أن جلسة صلح ودية عقدت بين أهالي القرية من المسلمين والأقباط في حضور القيادات الأمنية والشعبية والعمد والمشايخ، مضيفا أن الجلسة لن تمنع معاقبة من ارتكبوا الواقعة واتخاذ كل الإجراءات القانونية ضدهم. وفرضت قوات الأمن طوقا على القرية وألقت قوات الأمن القبض على 14، قالت إنهم تسببوا في الواقعة. وقال النائب أحمد إن الموقوفين من المسلمين. وقالت مديرية أمن سوهاج، في إخطار أمني حول الواقعة، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط، إن مسؤولي مطرانية البلينا للأقباط الأرثوذكس قاموا باستغلال مبنى بقرية النغاميش لإقامة الشعائر الدينية من دون ترخيص. وأضافت أن عددا من مسلمي القرية تجمعوا أمام المبنى للتعبير عن استيائهم، مشيرة إلى أن قوات الأمن انتشرت في القرية لمنع أي تداعيات على الأقباط والسيطرة على الموقف وإخماد الحريق، وضبط 14 شخصا من المحرضين والمنفذين وتحرر محضر بالواقعة. وتشهد محافظات في صعيد مصر بين وقت وآخر أحداث عنف طائفي أبرزها في محافظة المنيا، بسبب خلافات على بناء وترميم الكنائس وتغيير الديانة.
قانون بناء الكنائس في مصر يدخل حيز الاختبار على وقع محاولة إحداث فتنة طائفية
توقيف 14 شخصًا في جنوب البلاد بعد اشتباكات بين مسلمين ومسيحيين
قانون بناء الكنائس في مصر يدخل حيز الاختبار على وقع محاولة إحداث فتنة طائفية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة