كشك صحف عتيق في مدينة هارفارد يقاوم للبقاء

أدرج في السجل الوطني للأماكن التاريخية عام 1978 وارتاده المشاهير

من المرجح أن يصبح «أوت أوف تاون نيوز» أحدث أكشاك الصحف البارزة، التي يتم إغلاقها في البلاد بسبب الإنترنت (غيتي)
من المرجح أن يصبح «أوت أوف تاون نيوز» أحدث أكشاك الصحف البارزة، التي يتم إغلاقها في البلاد بسبب الإنترنت (غيتي)
TT

كشك صحف عتيق في مدينة هارفارد يقاوم للبقاء

من المرجح أن يصبح «أوت أوف تاون نيوز» أحدث أكشاك الصحف البارزة، التي يتم إغلاقها في البلاد بسبب الإنترنت (غيتي)
من المرجح أن يصبح «أوت أوف تاون نيوز» أحدث أكشاك الصحف البارزة، التي يتم إغلاقها في البلاد بسبب الإنترنت (غيتي)

كانت جوليا تشايلد زبونة دائمة تفتش في كشك الصحف «أوت أوف تاون» هنا بحثًا عن مجلات طهي ألمانية وإيطالية. وكان جون كينيث غالبريث يأتي إلى الكشك نفسه كل يوم لشراء صحيفة «لا موند». وفي عام 1975، التقط شاب يُدعى بول أبين نسخة من مجلة «بوبيولار إلكترونيكس» على غلافها صورة لكومبيوتر شخصي على شكل صندوق، وأطلع صديقه بيل غيتس عليها، وما حدث بعد ذلك بات من الماضي.
لعقود كان الكشك المتخم يلبي احتياجات المشاهير، ومن أصبحوا مشاهير لاحقا، فضلا عن عشرة ملايين آخرين كانوا يمرون بميدان هارفارد سنويًا، من الصحف والمجلات. مع ذلك انخفضت في الآونة الأخيرة أعداد الذين يشترون الصحف والمجلات. ويبدو أن حياة الكشك بوصفه موردا للمطبوعات الورقية توشك على الانتهاء تقريبًا. في المقابل، يبدي «اتحاد ميدان هارفارد للأعمال»، الذي يتمتع بنفوذ كبير، رغبته في أن يختفي كشك الصحف حتى يتمكن من تنظيف الميدان، أو كما يقول: «صقل الكأس».
وقال جون دي جيوفاني، أحد العاملين في مجال التنمية العقارية، ورئيس الاتحاد: «لقد تغير العالم. لم يعد الناس يحصلون على الأخبار بهذه الطريقة». المجلس المحلي لمدينة كامبريدج، الذي يمتلك الكشك العتيق الذي يشغل مساحة 500 قدم مربع، على أعتاب تنفيذ عملية تجديد تبلغ تكلفتها 4.6 مليون دولار لميدان هارفارد، ولميدان الطوب المحيط بها، رغم أن المنطقة تعجّ بالسائحين، والطلبة، والمشردين، والفنانين المتجولين، والمتسوقين، وسائقي سيارات الأجرة، ولاعبي الشطرنج، والمتظاهرين السياسيين.
بدءًا من أغسطس (آب)، سيعمل المجلس المحلي للمدينة على تجديد إيجار كشك «أوت أوف تاون» ليصبح شهريًا، مما يعني أنه سيكون قادرًا على إغلاق الكشك في أي شهر بعد ذلك. وينتهي عقد الإيجار في يناير (كانون الثاني) 2019. وبحلول ذلك الوقت، إن لم يكن قبله، من المرجح أن يصبح الكشك أحدث أكشاك الصحف البارزة، التي يتم إغلاقها في البلاد، بعد أن سبقه بعض الأكشاك الأخرى، التي راحت ضحية الإنترنت، مثل «نيوز هيفن» في نيو هيفن، و«بارنيتز» في أثينا بولاية جورجيا، و«دي لورز» في أوكلاندا بولاية كاليفورنيا الذي بلغ عمره 101 عام.
لا يخفي المالكون رغبتهم بالبقاء والاستمرار، حيث يعد الموقع، القريب من بوابات هارفارد في قلب الميدان، حلم المسوقين، لكن في المقابل، يتم مناقشة بدائل أخرى متاحة. ومن المحتمل أن تحول خطة واحدة الميدان إلى نموذج مصغر من ميدان التايمز، مكتملا باستاد به شاشة 23 قدما، وجهاز إرسال للأخبار. وهناك خطة أخرى من المحتمل أن تجعل جدران الكشك المرتفعة المكونة من الطوب إلى جدران زجاجية؛ لكن لجنة كامبريدج التاريخية استخدمت حق النقض في رفض أي أفكار لعمل تغييرات كبيرة في البناء الأساسي، حيث تم إدراج الكشك في السجل الوطني للأماكن التاريخية عام 1978. مع ذلك ليس للجنة حق اتخاذ قرار بشأن كيفية استخدام الكشك، وهذه هي المعركة التي تلوح في الأفق.
وتم تشييد البناء، الذي يضم سطحا نحاسيا أخضر مقوسا، عام 1928 كمدخل لمترو الأنفاق. وأصبح كشكًا للصحف عام 1984 عندما انتقل إليه شيلدون كوهين، الذي أسس «أوت أوف تاون نيوز» عام 1955. تحت مظلة خشبية قريبة. ولا يزال كشك «أوت أوف تاون» زاخرًا وعامرًا بالمجلات القادمة من مختلف أنحاء العالم، والدوريات المغمورة، وعدد هائل من الإصدارات الخاصة بالهوايات. مع ذلك لم يعد يعرض صحيفة «واشنطن بوست»، أو «لوس أنجليس تايمز»، أو الصحف الأخرى الأصغر. وعوّض أصحاب الكشك الخسارة في العائدات الناتجة عن ذلك ببيع حلي وتذكارات هارفارد، وأشياء أخرى أخافت اتحاد الأعمال، مثل أوراق اليانصيب، والسجائر، والمجلات الإباحية. وقالت دينيس جيلسون، المديرة التنفيذية للاتحاد: «ليس هذا هو جوهر ميدان هارفارد». وأضافت، وهي تنظر إلى الكشك، قائلة: «نستطيع القيام بما هو أفضل».
يبدو أن نسبة الزبائن، الذين يشترون مواد مقروءة من الكشك، أصبحت ضئيلة نسبيًا، لكنهم يتسمون بالولاء والإخلاص. وقال براين ويلين، مسؤول في الشؤون الخارجية يبلغ من العمر 43 عاما: «من الصعب تخيل ميدان هارفارد من دونه». وعادة ما يشتري براين مجلة «ذا إيكونوميست»، و«فورين أفيرز»، ويتصفح المجلات الأخرى ويلقي نظرة عليها. وأضاف قائلا: «أنا دائمًا ما أتوقف هنا». وكان أنطوني دي ليو، صاحب شركة لتأجير الشقق في ميدان هارفارد يبلغ من العمر 76 عاما، يشتري مجلة «فاست كمباني»، وصحيفة «كامبريدج كرونيكل». وأوضح قائلا: «لا أستطيع تصور إزالة هذا الكشك، أو استخدامه لغرض آخر. لقد مرّ كثير من الرؤساء، والكتّاب، والعلماء عليه. إنه بقعة استثنائية يعرفها الناس في جميع أنحاء العالم».
وفي مواجهة ذلك، نظّم كثيرون أنفسهم داخل مجموعة تسمى «أور هارفارد سكوير» أو «ميدان هارفارد الخاص بنا»، طالبوا بأن يكون لهم كلمة في هذا الأمر. والتمست المجموعة من مجلس المدينة تصميم الكشك بحيث يصبح من معالم الميدان، حيث أوضحت أن ذلك سيضيف طبقة من الحماية لمكانته في السجل الوطني، وأيضًا بوصفه جزءا من منطقة كامبريدج.
ودعم المجلس المحلي للمدينة الفكرة، وصوتت اللجنة على دراسة تصميم الكشك بوصفه واحدا من معالم الميدان. وحتى السيدة جيلسون، من اتحاد الأعمال، وقعت على عريضة الالتماس. كذلك تدعو المجموعة المدنية إلى تدشين مسابقة مفتوحة لتصميم الميدان.
* خدمة «نيويورك تايمز»



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.