في يوم الطفل... حراك «توعوي» في السعودية وفعاليات مدرسية في تركيا

الولايات الأميركية تحتفي بالمناسبة.. ومصر تزين محافظاتها

السعودية تطلق حملة كبرى لحماية الطفل من مخاطر الإنترنت تزامنًا مع اليوم العالمي للطفل («الشرق الأوسط»)
السعودية تطلق حملة كبرى لحماية الطفل من مخاطر الإنترنت تزامنًا مع اليوم العالمي للطفل («الشرق الأوسط»)
TT

في يوم الطفل... حراك «توعوي» في السعودية وفعاليات مدرسية في تركيا

السعودية تطلق حملة كبرى لحماية الطفل من مخاطر الإنترنت تزامنًا مع اليوم العالمي للطفل («الشرق الأوسط»)
السعودية تطلق حملة كبرى لحماية الطفل من مخاطر الإنترنت تزامنًا مع اليوم العالمي للطفل («الشرق الأوسط»)

احتفت دول حول العالم بيوم الطفل أمس، أملا في نشر التوعية حول أهمية تأمين ظروف معيشية وفرص للصغار تتماشى مع معايير حقوق الأطفال المقررة من قبل الأمم المتحدة. وتنوعت الفاعليات بين الثقافية، والتوعوية، والترفيهية.
وبدورها، استهلت السعودية المناسبة للتركيز بصورة واضحة على الحراك المدني التوعوي لحماية حقوق الطفل، في شتى الأصعدة. إذ تزامنت الاحتفالية العالمية مع الحملة التوعوية التي اختتمتها مساء أمس هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بالتعاون مع وزارة التعليم في جدة عن «إنترنت آمن» والخاصة بحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت، وتسعى هذا الحملة للتوعية بحقوق الطفل في التعامل الإلكتروني، وحظيت بمشاركة تفاعلية كبيرة من الأطفال وأولياء أمورهم، في كل من مركز الراشد التجاري بمحافظة الخبر، ومركز غرناطة التجاري مدينة الرياض، ومركز رد سي مول بمحافظة جدة.
ومن العالم الإلكتروني إلى الحماية من الإيذاء، انطلقت مطلع هذا الشهر في مدارس منطقة الرياض بجميع مراحلها «الحملة السنوية للتعريف بخط مساندة الطفل (116111)»؛ الهادفة إلى تمكين الأطفال دون سن 18 عامًا من الاتصال به مجانًا، وطلب المشورة المناسبة، وإحالة مشكلاتهم إلى جهات الاختصاص لمعالجتها متى لزم الأمر. وتضمنت الحملة التوعية من خلال الأفلام الإعلانية والمطبوعات الخاصة بالرقم.
وفي جدة، أطلق مركز منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونيسكو» فيلما توعويا صامتا بطريقة الأنيميشن عبر منصات الإعلام الجديد بمناسبة اليوم العالمي للطفل بعنوان «التعليم الجيد حق لكل طفل، بهدف رفع مستوى الوعي الحقوقي حول أحقية كل طفل بالعالم بالتعليم الجيد».
ولا يمكن إغفال «الملتقى الوطني للوقاية من الاستغلال الجنسي للأطفال»، الذي اختتم قبل أيام في الرياض، واستهدف حماية الأطفال من الاستغلال الجنسي عبر الإنترنت، من خلال عرض التجارب الدولية في مجال الوقاية والتصدي للاستغلال عبر الإنترنت.
وتتركز الأنظار في الولايات المتحدة في هذه المناسبة على ولاية ماساتشوستس، حيث أعلن شارلز ليونارد، قس وطبيب أطفال، عام 1856 يوم الطفل الأميركي هناك. ويعتبر الأميركيون أن المناسبتين تكملان بعضهما البعض.
وبالإضافة إلى الاحتفالات الخاصة في الولاية، تقام احتفالات سنوية خصوصا في ولاية ماريلاند، التي تعتبر نفسها الولاية الثانية في إعلان يوم الطفل. كما تعتبر ولاية هاواي الأخيرة؛ إذ كانت الولاية الأخيرة لتنضم إلى أميركا.
وبسبب كثرة المهاجرين من المكسيك في الولايات المتحدة، يحتفل معهم أميركيون آخرون، بيوم ثالث للطفل، هو «إيل ديا ديل نينو» (يوم الطفل). وتوجد لهذا اليوم خلفية تاريخية مكسيكية. وتعتبر حلقات الوصل في هذه الاحتفالات منظمات المعلمين، ومنظمات (وشركات) رياض الأطفال، والمكتبات العامة، بالإضافة إلى مكتبة الكونغرس.
وفي عام 1998، أعلن الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون «يوم الطفل»، ليكون في الحادي عشر من أكتوبر (تشرين الأول)، وفي عام 2001 أعلن الرئيس السابق جورج بوش الابن «يوم الطفل الصغير»، ليكون أول يوم أحد في شهر يونيو (حزيران). وحسب بياني كل من كلينتون وبوش، هذه الاحتفالات هي دعم، وتأكيد لاحتفالات اليوم العالمي الذي تتبناه «اليونيسكو».
وفي تركيا، أقامت البلديات والمدارس احتفالات رمزية بالمناسبة. كما نظمت البلديات في المدن التركية تجمعات ومهرجانات في الميادين اشتملت على أنشطة للتوعية بحقوق الطفل.
وتركيا من بين مجموعة دول لم تلتزم بتاريخ يوم أمس، إذ تحتفل بيوم الطفولة والسيادة الوطنية في الثالث والعشرين من أبريل (نيسان)، وهو ذكرى تأسيس البرلمان التركي. ويرتبط «يوم الطفولة والسيادة الوطنية» في تركيا بشكل كبير بالأطفال، فقد خصصه لهم مؤسس الجمهورية التركية ورئيسها الأول مصطفى كمال أتاتورك.
وتستضيف البلاد في هذا اليوم من كل عام أطفالا من أكثر من 35 دولة لدى عائلات تركية وتقام مهرجانات في جميع المدارس والميادين العامة وعروض مسرحية واحتفالات رسمية في البرلمان. وكان الاحتفال في هذا التاريخ يتم تحت عنوان يوم السيادة الوطنية، وقد بدأ الاحتفال به كيوم للأطفال منذ عام 1935.
ويظل الأطفال الموضوع الأول لفاعليات يوم السيادة الوطنية، حيث يرددون القصائد الوطنية في هذه الفاعليات. ويعد ضريح أتاتورك في أنقرة مركزا رئيسيا للاحتفال، حيث يزوره الزعماء الأتراك في هذه المناسبة.
كما أن لاحتفالات 23 أبريل تقليدا بارزا، حيث يمنح بعض الأطفال فرصة لاستبدال المواقع الرسمية للكبار؛ إذ يقوم رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، وأعضاء في البرلمان، وحكام ولايات، وقادة شرطة وعدد من المسؤولين رفيعي المستوى بترك كراسيهم ليجلس عليها الأطفال ليوم واحد في إطار التعبير عن رمزية هذا اليوم.
وعلى صعيد متصل أحيت أغلب محافظات مصر أمس يوم الطفل العالمي، ونظمت محافظة أسوان (جنوب البلاد) فاعلية تثقيفية وترفيهية تحت شعار «أهمية رعاية الأطفال وحماية حقوقهم». وشملت الفاعلية ورشة للرسم التعبيري بمشاركة الأطفال هدفها التوعية بحقوق الطفل.
وفي الأقصر، نظمت مديرية التربية والتعليم أمس، عددا من العروض الرياضية في شوارع المحافظات، وذلك بمشاركة أشبال وكشافة المدارس، فضلا عن عروض مسرحية بقاعة قصر ثقافة الأقصر، شملت مسرحيات منهجية عن التعليم، ولوحات الحائط التي تتحدث عن الطفل. كما تضمنت الفاعليات في مختلف مناطق البلاد عددا من الأنشطة منها مسرح العرائس. وحسب الإحصاءات الرسمية في مصر، يشكل الأطفال دون سن الـ18 36.6 في المائة من إجمالي سكان البلاد.



​تنسيق عربي - أميركي لحلحلة الأزمة السودانية

شاحنة تحمل مسلحين سودانيين تابعين للجيش يوم الاثنين في ولاية القضارف شرق البلاد (أ.ف.ب)
شاحنة تحمل مسلحين سودانيين تابعين للجيش يوم الاثنين في ولاية القضارف شرق البلاد (أ.ف.ب)
TT

​تنسيق عربي - أميركي لحلحلة الأزمة السودانية

شاحنة تحمل مسلحين سودانيين تابعين للجيش يوم الاثنين في ولاية القضارف شرق البلاد (أ.ف.ب)
شاحنة تحمل مسلحين سودانيين تابعين للجيش يوم الاثنين في ولاية القضارف شرق البلاد (أ.ف.ب)

كشف مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» عن جهود عربية - أميركية جديدة لدفع جهود التهدئة في السودان. وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن دول «السعودية ومصر والإمارات تعمل مع الولايات المتحدة، على التنسيق على أمل حلحلة الأزمة السودانية».

وأفاد المصدر المصري بأن «اجتماعاً ضم مسؤولين من الدول الأربع، استضافته السعودية نهاية الأسبوع الماضي، ناقش دفع الجهود المشتركة؛ لتحقيق انفراجة بالأزمة».

وسبق أن شاركت الدول الأربع في اجتماعات «جنيف»، التي دعت لها واشنطن لإنهاء الحرب بالسودان، منتصف أغسطس (آب) الماضي، إلى جانب ممثلين عن الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، غير أنها لم تحقق تقدماً، في ظل مقاطعة الحكومة السودانية المحادثات.

غير أن المصدر المصري، قال إن «اجتماع السعودية، الذي عقد يومي الخميس والجمعة الماضيين (ليس امتداداً لمبادرة جنيف)، وإن الآلية الرباعية الحالية هي للدول صاحبة التأثير في المشهد السوداني، وتستهدف دفع الحلول السلمية للأزمة». ورجح المصدر «انعقاد اجتماعات أخرى؛ لدفع جهود الدول الأربع، نحو وقف الحرب، وإيصال المساعدات الإغاثية للمتضررين منها».

صورة جماعية بختام اجتماعات جنيف حول السودان في أغسطس الماضي (إ.ب.أ)

ويشهد السودان منذ أبريل (نيسان) 2023 حرباً داخلية، بين الجيش السوداني، و«قوات الدعم السريع»، راح ضحيتها آلاف المدنيين، ودفعت «ما يفوق 10 ملايين سوداني للفرار داخلياً وخارجياً لدول الجوار»، حسب تقديرات الأمم المتحدة.

وعقب اندلاع الحرب، استضافت مدينة جدة العام الماضي، بمبادرة سعودية - أميركية، محادثات بين الجيش السوداني، و«قوات الدعم السريع»، أفضت إلى توقيع «إعلان جدة الإنساني»، الذي نصّ على حماية المدنيين، والمرافق الخاصة والعامة، والامتناع عن استخدامها لأغراض عسكرية. وتتمسك الحكومة السودانية بتنفيذ مخرجات «اتفاق جدة»، قبل الانخراط في أي مفاوضات مباشرة مع «قوات الدعم السريع».

توحيد الجهود

وترى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفيرة منى عمر، أن «توحيد جهود الأطراف الدولية الفاعلة في الأزمة السودانية، سيسهم في تحريك حلول وقف إطلاق النار»، موضحة: «أدى تضارب الرؤى والمسارات الدولية، بسبب كثرة المبادرات والتدخلات التي خرجت من دول أفريقية وإقليمية ودولية، إلى إضعاف أي تحركات لوقف الحرب السودانية».

وقالت لـ«الشرق الأوسط»، إن «التنسيق الرباعي بين مصر والإمارات والسعودية والولايات المتحدة، سيسهم في دفع جهود إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب على الأقل بصورة أكثر فاعلية»، مشيرة إلى أن «هناك مناطق مثل الفاشر في دارفور وولاية الجزيرة، تعاني من أوضاع إنسانية مأساوية».

ودعت إلى ضرورة تركيز تحرك الرباعي الدولي على «جهود وقف إطلاق النار، وأعمال الإغاثة، وصياغة خريطة طريق سياسية، تنهي الأزمة السودانية».

سودانيون يتلقون العلاج في مستشفى ميداني أقيم بمدينة أدري التشادية المحاذية للحدود مع السودان أغسطس 2023 (أ.ف.ب)

ويواجه السودان «واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية حالياً»، حسب تقديرات الأمم المتحدة، وأشار مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم، إلى أن «أكثر من نصف سكان السودان، يواجه خطر المجاعة والكوارث الطبيعية، مما يؤدي لانتشار الأوبئة»، وخلال زيارته لمدينة بورتسودان، في سبتمبر (أيلول) الماضي، شدّد على أن «الأزمة الإنسانية بالسودان، لا تجد اهتماماً كافياً دولياً».

دول مؤثرة

وباعتقاد الباحث السياسي السوداني المقيم في مصر، صلاح خليل، فإن «تشكيل رباعية من الدول صاحبة التأثير في الساحة السودانية، قد يحرك مسار الحلول السلمية، وتفعيل مسار جدة»، مشيراً إلى أن «توحيد جهود هذه الأطراف، سيسهم في تغيير مسار الأزمة السودانية»، منوهاً بأن «الدول الأربع تؤيد العودة لمسار جدة».

ورجح خليل، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، مشاركة الحكومة السودانية في مسار مفاوضات «الآلية الرباعية حال العودة إلى مسار جدة، ولن تقاطعه كما فعلت في مبادرة جنيف».

وأشار إلى أن «فوز المرشح الجمهوري دونالد ترمب في انتخابات الرئاسة الأميركية، قد يغير من معادلة التأثير الدولي في الحرب داخل السودان».

وكان السفير السوداني في القاهرة عماد الدين عدوي، شدّد على «تمسك بلاده بمسار جدة، بوصفه آلية للتفاوض لوقف الحرب»، وقال في ندوة استضافتها نقابة الصحافيين المصرية نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن «بلاده ترفض المشاركة في أي مبادرة أفريقية، إلا بعد عودة عضوية السودان للاتحاد الأفريقي».