سيلان اللعاب عند الأطفال.. مشكلات وحلول

ظاهرة طبيعية قد تتحول إلى مرضية بسبب مشكلات في الفم

سيلان اللعاب عند الأطفال.. مشكلات وحلول
TT

سيلان اللعاب عند الأطفال.. مشكلات وحلول

سيلان اللعاب عند الأطفال.. مشكلات وحلول

على الرغم من كون سيلان اللعاب ظاهرة طبيعية عند الأطفال حتى سن السنتين، وهو ما يرتبط في الغالب بمرحلة ظهور الأسنان لديهم بالإضافة إلى عدم اكتمال نمو التحكم العضلي بشكل يسمح بالسيطرة على عدم سيلان اللعاب من الفم، فإن استمرار هذه الظاهرة بعد هذا العمر يعتبر مشكلة قد تحتاج إلى تدخل متخصص.
كيف يتم إفراز اللعاب؟ وما أهميته؟ وما وظائفه؟ متى تظهر مشكلة سيلان اللعاب؟ وما الأسباب؟ وكيف يتم التغلب عليها؟ أجاب عن كل هذه التساؤلات وغيرها الدكتور وائل عبد الخالق الدكروري، استشاري علاج أمراض النطق واللغة، ويشغل منصب رئيس قسم اضطرابات التواصل بمجمع عيادات العناية النفسية بالرياض، إذ بدأ موضحًا أن المتعارف عليه علميًا أن الطفل يقوم بعملية البلع طوال الوقت للتخلص من زيادة معدل إفراز اللعاب داخل الفم، مما يساعد في الحفاظ على جفاف الشفاه والخدود والوجه بشكل عام، وهي عملية أوتوماتيكية. ولكن عند السماح بخروج اللعاب من الفم، هنا تصبح هناك مشكلة تسمى «سيلان اللعاب» (Drooling in children).
إن تحكم الطفل في سيلان اللعاب يتطلب سلامة الوظائف الحسية للفم، مما يترجم إلى القدرة إلى توظيف العضلات لنقل اللعاب أوتوماتيكيًا من الفم إلى منطقة المريء بواسطة عمليات يسيطر عليها الجهاز العصبي، وهو ما يستلزم وجود استقرار بمنطقة الرأس والرقبة والكتفين.
إن الغدد اللعابية في فم الإنسان تعمل طوال الوقت وتفرز ما بين 1000 إلى 1500 مللي لتر من اللعاب يوميًا، وهو مادة قلوية رغوية تفرزها الغدد اللعابية داخل الفم من خلال قنوات توجد تحت اللسان وتحت الفك السفلي وتحت الغشاء المخاطي لأنسجة الفم.

أهمية اللعاب
وتكمن أهمية اللعاب في المحافظة على صحة الفم والأسنان والأنسجة المبطنة للفم.
وهو يساعد في سلامة عملية الكلام، حيث يعتبر اللعاب ضروريًا للحفاظ على مستوى عالٍ من الترطيب داخل الفم، مما يساعد على حركة اللسان داخل الفم بسلاسة، إذ إنه عند جفاف الفم يبدأ التصاق الأعضاء بعضها بعضًا، مثل الشفاه واللسان، وهو ما يفسر وجود الماء أمام المتحدثين في المؤتمرات أو الندوات.
ويساعد اللعاب في عملية البلع، فنجد أن الإنسان لديه القدرة على مضغ وبلع أطعمة جافة مثل البسكويت والمقرمشات وغيرها، فالطعام الممزوج باللعاب يمكن التحكم فيه بسهولة داخل الفم، مما يسهل على اللسان التعامل مع الطعام وتكوين بلعة متجانسة جاهزة للبلع والانتقال من الفم إلى المريء، وبالتالي تستطيع عضلات المريء نقل الطعام في اتجاه المعدة.
كما يساعد في عملية الهضم، إذ إن مكونات اللعاب تساعد في عملية هضم الطعام الأولية متمثلة في تكسير جزيئات النشا والدهون في الطعام، مما يسهل التعامل معها بشكل أفضل وأسرع في العمليات التالية من الهضم، وذلك في ضوء معرفة أن اللعاب يتكون من الماء كمكون أساسي (98 في المائة) بالإضافة إلى فوسفات وكالسيوم ومركبات مضادة للبكتريا ومخاط وأنزيمات عدة تساعد في عملية الهضم. كما يساعد في هضم الكربوهيدرات والبروتينات.

مشكلة سيلان اللعاب

أوضح د. الدكروري أن مشكلة سيلان اللعاب ترتبط بعوامل عديدة من أهمها: ضعف أو فقدان القدرة على التحكم في عضلات الفم، وانخفاض معدل مرات البلع المصاحب بضعف أو فقدان الوعي لوجود اللعاب في الفم بمعدل أعلى من المعدل الطبيعي، وهو ما ينتج غالبًا عن قصور في الوظائف الحسية، وضعف كفاءة عملية البلع عند الطفل، وضعف عملية إطباق الشفاه، حيث يميل الطفل إلى الاحتفاظ بالشفتين متباعدتين لفترات طويلة.
وقد تتوفر عوامل أخرى تساعد في زيادة معدل سيلان اللعاب، مثل:
> التنفس من الفم الذي قد يكون بسبب احتقان أو انسداد مجرى الهواء من الأنف.
> خروج اللسان من الفم أثناء عملية البلع.
> ضعف التركيز والتشتت وعدم تذكر القيام بعملية البلع.
> التهاب الفم واللثة وتسوس الأسنان.
> بروز أحد الفكين عن محور الالتقاء الطبيعي (عيوب الإطباق الفكية).
> ضخامة حجم اللسان.
> ضعف القدرة على التحكم في استقامة الرأس والرقبة.
وأضاف د. الدكروري، أن مما يجدر ذكره هنا أن مشكلات سيلان اللعاب تتزايد عند وجود اضطرابات البلع وإصابات الجهاز العصبي وإصابات الدماغ المختلفة، وإن كان التشخيص الفارق يسهل على اختصاصي علاج أمراض النطق واللغة تقييمه استنادًا لكون سيلان اللعاب متقطعًا أو بشكل دائم وطبيعة وضعية جلوس الطفل عند زيادة معدل سيلان اللعاب وغيرها من المؤشرات الإكلينيكية الهامة التي يعتمد عليها في معرفة سبب مشكلة سيلان اللعاب عند الأطفال.

علاج الحالة

هل يمكن التحكم في ازدياد معدلات سيلان اللعاب عند الأطفال؟ أجاب د. وائل الدكروري بنعم، يمكن التحكم والتقليل من ظاهرة سيلان اللعاب عند الأطفال في عدد كبير من الحالات وليس جميعها، وأن النجاح في ذلك يعتمد على عوامل عديدة منها:
مستوى النمو الإدراكي للطفل، ومستوى الكفاءة العضلية والعصبية للطفل، ومعدل الوعي الحسي للفم، ووضع الأسنان، ومستوى المشاركة في التدريبات والمحافظة عليها، ومستوى الوعي العام عند الطفل، ومستوى الكفاءة العضلية للفم.
وبالتأكيد، عندما تتوفر سلامة العوامل السابقة، فإن إمكانية استعادة الكفاءة للسيطرة على سيلان اللعاب تكون أسهل، ولكن المهمة تزداد صعوبة عند وجود عامل أو أكثر مما سبق ذكره، حيث قد يتطلب البرنامج العلاجي وقتًا أطول، أو قد يتطلب تدخلاً علاجيًا دوائيًا أو جراحيًا.
إن الاحتفاظ بجفاف منطقة الفم وتوقف سيلان اللعاب مهارة يمكن اكتسابها كباقي المهارات، وهو ما يتطلب زيادة الوعي والتدريب المستمر والحفاظ على الجهود المبذولة لفترة من الزمن تكون كافية لثباتها، فكل مهارة جديدة يكتسبها الطفل تعتمد على انتظام الممارسة. ويجب على أولياء أمور هؤلاء الأطفال أن يتحلوا بالصبر والعقلانية عند ممارسة التدريبات وعدم استعجال النتائج، فعند بعض الأطفال يتطلب البرنامج أسابيع أو حتى شهورًا بناء على مستوى شدة المشكلة ومدى تأثير مسبباتها، إن وجدت، على مستوياتها المختلفة.
ولنجاح البرنامج العلاجي لمشكلة سيلان اللعاب، أفاد د. الدكروري بأنه يجب علينا عمل الآتي:
> زيادة الوعي بصحة الفم.
> زيادة كفاءة وتكرارية عملية البلع.
> زيادة انتظام إطباق الشفاه وتحويله إلى الوضع الطبيعي والعادي عند الطفل.
> تحفيز الطفل لمواصلة البرنامج والحفاظ على التطور الذي تم تحقيقه.
> تحويل المهارات المكتسبة إلى عادة عند الطفل.

ملاحظات عامة للتدخل

لزيادة الوعي على مستوى الفم يجب أن يدرك الطفل الفرق بين مفهومي «جاف» و«رطب» من خلال تدريبات يمكن فيها استخدام أعضاء أخرى، مثل اليد أو الشعر ثم الانتقال إلى الوجه ابتداء من الخد ثم الانتقال إلى الشفاه، ويلي ذلك تعليم الطفل المضغ، إذ إن الطفل يصبح أكثر وعيًا لداخل فمه عند ممارسة عملية المضغ، ويكون ذلك في أوقات الوجبات الخفيفة وليس الوجبات الرئيسية، وذلك لكون الطفل جائعًا أثناءها، ويجب اختيار أطعمة جافة للطفل تقدم على شكل قطع صغيرة مثل قطع «الكورن فليكس» أو بسكوت مالح، حيث نبدأ بالأكل أمام الطفل مع مراعاة المبالغة في حركة الفم من حيث الفتح والإغلاق ونطلب من الطفل تقليد ذلك ونمارس التدريب على نحو متكرر وبعد كل محاولة نعطي الطفل قليلاً من الماء البارد لتنظيف الفم، إذ إن الماء البارد يزيد من الإحساس بمنطقة الفم. وتجب مراعاة عدم تقديم مشروبات الفواكه الحمضية (البرتقال/ الليمون)، إذ إنها تزيد من سيلان اللعاب.
يجب تذكير الطفل بأن يحافظ على وضع الرأس عموديًا على الجسم وإطباق الشفتين قبل بدء البلع، كما نراعي أن المساعدة البصرية المتمثلة في الإشارة إلى الفم عند بداية سيلان اللعاب تساعد في تذكير الطفل بحدوث سيلان اللعاب، ومن ثم يبدأ عملية البلع.
قد تتطلب بعض الحالات مراعاة وضع الجسم عند بداية التدريب، وذلك يتمثل بضرورة استقرار وضع الرأس ومراعاة وجود حالات يميل فيها الأطفال إلى تأخير رؤوسهم إلى الخلف أو أطرافهم العليا بسبب ارتخاء العضلات الذي يكون بسبب تلف على مستوى الجهاز العصبي، مما قد يتطلب أحيانًا مقاعد خاصة ذات تجهيزات مساندة لاحتياجات مثل هذه الحالات.
وأخيرًا تجب مراعاة أنه توجد قائمة طويلة من التدريبات التي تؤدي إلى زيادة الانتباه الحسي لمنطقة الفم والشفاه، كما تتوفر أجهزة مساعدة يستخدمها اختصاصي علاج أمراض النطق واللغة لاستحثاث عملية البلع لدى الطفل، ويجب هنا التنويه بالابتعاد عما يروجه البعض من أساليب غير فعالة، مثل «نفخ الشمع وغيره من الأساليب التي لا يوصى باستخدامها مع الأطفال»، فمشكلة سيلان اللعاب عند الأطفال ليست مشكلة دون حل، ولكنها تحتاج للمعالجة المتخصصة.



من الطقس البارد إلى المباريات الرياضية... 14 سبباً غير متوقع للنوبات القلبية

الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية في مراحل لاحقة من حياتهم (رويترز)
الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية في مراحل لاحقة من حياتهم (رويترز)
TT

من الطقس البارد إلى المباريات الرياضية... 14 سبباً غير متوقع للنوبات القلبية

الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية في مراحل لاحقة من حياتهم (رويترز)
الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية في مراحل لاحقة من حياتهم (رويترز)

يعاني العديد من الأشخاص حول العالم يومياً من النوبات القلبية، وقد تكون أسباب ذلك متوقعة، مثل ارتفاع ضغط الدم المتكرر وأمراض القلب والكولسترول، وحتى نمط الحياة المليء بالتوتر والقلق وعادات مثل التدخين والأنماط الغذائية السيئة.

ولكن تبرز أيضاً أسباب غير متوقعة للنوبات القلبية، أبرزها، حسب موقع «ويب ميد»:

1- قلة النوم

ستشعر بالضيق والتعب إذا لم تحصل على قسط كافٍ من النوم بانتظام، ولكن ذلك قد يزيد أيضاً من خطر إصابتك بنوبة قلبية. في إحدى الدراسات، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين ينامون عادةً أقل من 6 ساعات في الليلة كانوا أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية بمقدار الضعف مقارنةً بمن ينامون من 6 إلى 8 ساعات. لا يعرف الأطباء السبب الدقيق لذلك، لكنهم يعلمون أن قلة النوم قد ترفع ضغط الدم وتؤدي إلى التهابات، وكلاهما ضار بصحة القلب.

2- الصداع النصفي

الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية في مراحل لاحقة من حياتهم مقارنةً بمن لا يعانون منه. ويبدو أن الصداع النصفي المصحوب بهالة - أي رؤى أو أصوات أو أحاسيس غريبة تبدأ قبل بدء الصداع - يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمشاكل القلب.

3- الطقس البارد

يُشكّل البرد صدمةً للجسم. فالتواجد في الخارج خلال أشهر الشتاء قد يُؤدي إلى تضييق الشرايين، مما يُصعّب وصول الدم إلى القلب. إضافةً إلى ذلك، يضطر القلب إلى بذل جهد أكبر للحفاظ على دفء الجسم. إذا كنت قلقاً بشأن ذلك، فتوخَّ الحذر في درجات الحرارة المنخفضة، وقلّل من النشاط البدني الشاق، مثل جرف الثلج.

4- تلوث الهواء

تزداد احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية مع ارتفاع مستويات تلوث الهواء. فالأشخاص الذين يتنفسون هواءً ملوثاً بانتظام أكثر عرضة للإصابة بتصلب الشرايين وأمراض القلب. وقد يكون الجلوس في زحام المرور خطيراً بشكل خاص؛ لأنه قد يجمع بين عوادم السيارات والغضب أو الإحباط.

5- وجبة دسمة وكبيرة

فكّر ملياً قبل تناول المزيد، فقد لا يقتصر ضررها على زيادة محيط خصرك فقط. فتناول كميات كبيرة من الطعام دفعة واحدة يرفع مستويات هرمون النورأدرينالين، وهو هرمون التوتر، في الجسم. وهذا بدوره قد يرفع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، وقد يُسبب نوبات قلبية لدى البعض. كما أن الوجبات الدسمة جداً قد تُسبب ارتفاعاً مفاجئاً في نسبة نوع معين من الدهون في الدم، مما قد يُلحق ضرراً مؤقتاً ببعض الأوعية الدموية.

6- المشاعر القوية: سلبية كانت أم إيجابية

يُعرف الغضب والحزن والتوتر بأنها عوامل مُحفزة لمشاكل القلب، ولكن قد تؤدي الأحداث السعيدة أحياناً إلى نوبة قلبية أيضاً. ويمكن أن تُحفزها المشاعر المصاحبة لحفلة عيد ميلاد مفاجئة، أو حفل زفاف، أو ولادة حفيد.

7- الإجهاد المفاجئ أو الشديد

يُساعد الحفاظ على لياقتك البدنية على حماية قلبك على المدى الطويل، ولكن الإفراط في ذلك قد يكون خطيراً. نحو 6 في المائة من النوبات القلبية تحدث نتيجة الإجهاد البدني الشديد. ورغم أنك ربما سمعت أن الرياضة وسيلة جيدة لتخفيف التوتر، فمن المهم جداً عدم الإفراط فيها عند الشعور بالغضب أو الانزعاج.

8- الزكام أو الإنفلونزا

عندما يقاوم جهازك المناعي جرثومة، قد يُسبب ذلك التهاباً يُلحق الضرر بالقلب والشرايين. في إحدى الدراسات، كان الأشخاص المصابون بعدوى الجهاز التنفسي أكثر عرضةً للإصابة بنوبة قلبية بمقدار الضعف. لكن مستوى الخطر لديهم عاد إلى طبيعته بعد شفائهم من العدوى ببضعة أسابيع. كما ترتفع معدلات الإصابة بالنوبات القلبية خلال فترات تفشي الإنفلونزا، وهذا سبب وجيه آخر لتلقي لقاح الإنفلونزا.

9- الربو

تزداد احتمالية إصابتك بنوبة قلبية بنسبة 70 في المائة تقريباً إذا كنت تعاني من هذا المرض الرئوي. حتى مع استخدامك لجهاز الاستنشاق للسيطرة عليه، يبقى خطر إصابتك أعلى من المعتاد. بسبب الربو، قد تميل أيضاً إلى تجاهل ضيق الصدر، الذي قد يكون علامة مبكرة على نوبة قلبية. لا يعرف الأطباء ما إذا كانت مشاكل التنفس تُسبب النوبات القلبية أم أنها ببساطة ناتجة عن سبب مشترك: الالتهاب.

10- النهوض من السرير صباحاً

تزداد احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية في الصباح؛ إذ يُفرز الدماغ كمية كبيرة من الهرمونات في الجسم لتنشيطه، مما يُشكل ضغطاً إضافياً على القلب. كما قد يُعاني الشخص من الجفاف بعد نوم طويل، مما يزيد من جهد القلب.

11- الكوارث

أظهرت الدراسات أن معدلات الإصابة بالنوبات القلبية ترتفع بعد الكوارث الكبرى كالزلازل والهجمات الإرهابية، ليس فقط مباشرةً بعدها، بل حتى بعد مرور بضع سنوات. قد لا يكون بالإمكان تجنب هذه المواقف، ولكن يمكن اتخاذ خطوات لإدارة التوتر بعد وقوعها، كالحرص على الحصول على قسط كافٍ من الراحة وممارسة الرياضة.

12- الرياضات الجماهيرية

قد تؤدي ممارسة الرياضة، وكذلك مشاهدتها، إلى الإصابة بنوبة قلبية. ففي عام 2006، ارتفعت حالات النوبات القلبية في ألمانيا بشكل ملحوظ خلال مباريات المنتخب الوطني في كأس العالم لكرة القدم. وبعد مباراة السوبر بول عام 1980، زادت حالات النوبات القلبية المميتة في لوس أنجلوس عقب خسارة فريق رامز.

13- الكحول

الإفراط في شرب الكحول قد يؤدي إلى رفع ضغط الدم، ويزيد من أنواع معينة من الكولسترول الضار، ويؤدي إلى زيادة الوزن، وكلها عوامل تضر بالقلب. كما أن هناك عواقب قصيرة المدى؛ فقد أظهرت إحدى الدراسات أن ليلة واحدة من الإفراط في الشرب قد تزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية خلال الأسبوع التالي.

14- القهوة

للقهوة فوائدها ومضارها. يرفع الكافيين ضغط الدم لفترة وجيزة، مما قد يُسبب نوبة صرع، خاصةً إذا لم تكن تشربها بانتظام أو كنت مُعرضاً لخطر الإصابة بها لأسباب أخرى. عموماً، لا يبدو أن شرب كوب أو كوبين يومياً ضار.


هل تُحسّن حمامات «الساونا» الصحة فعلاً؟

الساونا تُعدّ مكافأة بعد التمرين لبعض الناس بينما تُشكّل عامل الجذب الرئيسي لآخرين (بيكسلز)
الساونا تُعدّ مكافأة بعد التمرين لبعض الناس بينما تُشكّل عامل الجذب الرئيسي لآخرين (بيكسلز)
TT

هل تُحسّن حمامات «الساونا» الصحة فعلاً؟

الساونا تُعدّ مكافأة بعد التمرين لبعض الناس بينما تُشكّل عامل الجذب الرئيسي لآخرين (بيكسلز)
الساونا تُعدّ مكافأة بعد التمرين لبعض الناس بينما تُشكّل عامل الجذب الرئيسي لآخرين (بيكسلز)

عند تصفح وسائل التواصل الاجتماعي، قد يتبادر إلى ذهنك أن حمامات الساونا والغطس في الماء البارد أشبه بعلاج سحري، يُعزز المناعة، ويحرق الدهون، ويُعالج كل شيء من آلام المفاصل إلى تقلبات المزاج.

لكن الحقيقة، كما يقول الخبراء، أكثر تعقيداً.

أفادت الدكتورة هيذر ماسي، الأستاذة المشاركة في علم البيئة القاسية وعلم وظائف الأعضاء بجامعة بورتسموث البريطانية: «هناك الكثير ممن يُؤمنون بفاعلية التعرض للحرارة والبرودة، لكننا لا نملك حتى الآن أدلة كافية تُؤكد فوائدها بشكل قاطع».

وتُوضح أن أجسامنا «مذهلة» في الحفاظ على استقرار درجة حرارتها الداخلية، التي تتراوح عادةً بين 36.5 و37 درجة مئوية.

وفي حياتنا اليومية، نادراً ما نُعرّض هذا النظام للخطر؛ إذ نقضي فترات طويلة في أماكن مُدفأة أو مُكيّفة.

وتُضيف أن تسخين الجسم أو تبريده يُسبب ضغطاً طفيفاً، قد يُحفز استجابات تكيفية أو وقائية، حسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

العلم وراء الساونا

تكمن جاذبية الساونا في هذه الفكرة، حيث نادراً ما تخلو منها الصالات الرياضية والمنتجعات الصحية هذه الأيام.

بالنسبة للبعض، تُعدّ الساونا مكافأة بعد التمرين، بينما تُشكّل عامل الجذب الرئيسي للبعض الآخر، ويُقسم الكثيرون بفوائدها، مُقتنعين بأنّ 15 دقيقة من الحرارة الشديدة تُحدث فرقاً كبيراً في صحة الجسم والعقل.

ولا شكّ في أنّها تُشعِر بالراحة.

قالت الدكتورة ماسي: «عندما تجلس في الساونا وتتعرّق، قد تشعر بمزيد من الاسترخاء والحرية، وتزداد مرونتك، وقد تخفّ آلامك قليلاً... إذن، هناك بالتأكيد بعض الفوائد لاستخدام الساونا، لكن السؤال هو: هل هذه فائدة صحية طويلة الأمد أم أنها فائدة نفسية في المقام الأول؟».

أوضحت ماسي أن دراسة حديثة أجريت على أشخاص خضعوا لجلسات متكررة في أحواض المياه الساخنة، وأظهرت النتائج تغيرات في مستويات الأنسولين وضغط الدم.

وأضافت: «بدأنا بدراسة ما إذا كان تسخين الجسم قد يُفيد الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة».

مع ذلك، تحثّ على توخي الحذر عند إطلاق ادعاءات صحية جريئة؛ إذ لا تزال الأدلة العلمية الموثوقة محدودة.

شرحت: «لم نُجرِ تجربة سريرية حقيقية للساونا. أعتقد أننا سنكتشف فوائد في المستقبل، لكننا لم نصل إلى هذه المرحلة بعد».

وأكدت أنه من المعقول حالياً الاستمتاع بهذه العادة لما تُضفيه من شعور، دون افتراض أنها طريق مختصر ومضمون لتحسين الصحة.

وإذا قررت تجربة الساونا أو أحواض المياه الساخنة، تنصح الدكتورة ماسي بالحذر، والبدء تدريجياً، واستشارة طبيبك أولاً إذا كنت تعاني من أي أمراض مزمنة أو كنتِ حاملاً.

ماذا عن السباحة في الماء البارد؟

يُفضّل البعض تجربة عكس ذلك تماماً.

تزداد شعبية مجموعات السباحة في الماء البارد، حيث باتت السباحة في الصباح الباكر مشهداً مألوفاً على الشواطئ والبحيرات والأنهار.

تمارس الدكتورة ماسي، التي سبحت في القناة الإنجليزية وشاركت في بطولة العالم للسباحة في الجليد، السباحة في الماء البارد مرة واحدة أسبوعياً، لكنها لا تمكث فيه سوى بضع دقائق.

تجد الأمر «مؤلماً» في البداية، لكن تلك الصدمة الأولية هي ما يسعى إليه الناس.

تشرح قائلة: «عند الغطس لأول مرة، ينتابك شعورٌ بالاختناق اللاإرادي وتسارع في التنفس». يرتفع معدل ضربات القلب وضغط الدم، وتزداد هرمونات التوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين.

وتضيف: «تصل هذه الاستجابة إلى ذروتها بعد نحو 30 ثانية، ثم تتلاشى بسرعة كبيرة».

يُقلل التعرض المتكرر من استجابة الصدمة، وبعد عدة مرات، يمكن تقليلها بنسبة 50 في المائة تقريباً.


الأمعاء الصحية تساعد في إدارة القلق... كيف؟

الأفراد الذين يواجهون القلق غالباً ما يُعانون من انخفاض في تنوع الميكروبات واختلال في توازن بكتيريا الأمعاء (بيكسلز)
الأفراد الذين يواجهون القلق غالباً ما يُعانون من انخفاض في تنوع الميكروبات واختلال في توازن بكتيريا الأمعاء (بيكسلز)
TT

الأمعاء الصحية تساعد في إدارة القلق... كيف؟

الأفراد الذين يواجهون القلق غالباً ما يُعانون من انخفاض في تنوع الميكروبات واختلال في توازن بكتيريا الأمعاء (بيكسلز)
الأفراد الذين يواجهون القلق غالباً ما يُعانون من انخفاض في تنوع الميكروبات واختلال في توازن بكتيريا الأمعاء (بيكسلز)

يعاني كثير من الأشخاص من قلق شديد، مصحوب بأعراض تتراوح بين تسارع الأفكار والأرق، وصولاً إلى نوبات الهلع. وبينما تُعتبر العلاجات النفسية وتغييرات نمط الحياة، وأحياناً الأدوية، عناصر أساسية في إدارة القلق، فإن صحة الأمعاء تُعدُّ جانباً غالباً ما يُغفل عنه.

وتزداد الأدلة التي تُشير إلى أن توازن البكتيريا والكائنات الحية الدقيقة الأخرى في الأمعاء -المعروفة باسم الميكروبيوم المعوي- يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالصحة النفسية، ولا سيما حالات القلق والاكتئاب، وفقاً لموقع «هيلث لاين».

وعلى سبيل المثال، أظهرت البحوث أن الأفراد الذين يعانون من القلق غالباً ما يُعانون من انخفاض في تنوع الميكروبات، واختلال في توازن بكتيريا الأمعاء.

وعندما يختل توازن الأمعاء، قد يُساهم ذلك في حدوث التهاب، ويُعطِّل إنتاج النواقل العصبية المنظمة للمزاج، مثل السيروتونين. لذا، فإن دعم صحة الأمعاء قد يُساعد في تخفيف أعراض القلق وتحسين الصحة النفسية العامة.

وفيما يلي بعض الطرق المُستندة إلى الأدلة لتحسين صحة الأمعاء، والتي قد تُساعد أيضاً في دعم التوازن العاطفي:

اختر الأطعمة الكاملة المفيدة للأمعاء

يلعب النظام الغذائي دوراً رئيسياً في صحة ميكروبيوم الأمعاء. فالأطعمة المُصنَّعة بكثرة، والسكريات المُضافة، والدهون المُشبعة، تُغذي البكتيريا الضارة، وتُعزز الالتهابات، وهما عاملان قد يُؤثران سلباً على الصحة النفسية.

فحاول استبدال الأطعمة الكاملة بالأطعمة فائقة المعالجة، والغنية بالسكريات والدهون.

وتشمل هذه الأطعمة:

الأطعمة الغنية بالألياف: البروكلي، والكرنب، والشوفان، والبازلاء، والأفوكادو، والكمثرى، والموز، والتوت، فهي غنية بالألياف التي تُساعد على الهضم الصحي.

الأطعمة الغنية بأحماض «أوميغا 3» الدهنية: سمك السلمون، والماكريل، والجوز، وبذور الشيا، وبذور الكتان، فهي غنية بأحماض «أوميغا 3» التي قد تُساعد على تقليل الالتهابات وتحسين الهضم.

تناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك والبريبيوتيك

يعتمد توازن ميكروبيوم الأمعاء على كلٍّ من البروبيوتيك (البكتيريا النافعة) والبريبيوتيك (الألياف التي تغذيها). ويمكن أن يساعد تناول مزيج من كليهما في دعم التنوع الميكروبي، المرتبط بصحة عقلية وهضمية أفضل.

من طرق إدخال البروبيوتيك والبريبيوتيك في نظامك الغذائي ما يلي:

أطعمة غنية بالبروبيوتيك: مخلل الملفوف، والكفير، والكيمتشي، والكومبوتشا، وخل التفاح، والكفاس، والزبادي عالي الجودة.

أطعمة غنية بالبريبيوتيك: الجيكاما، والهليون، وجذر الهندباء البرية، وأوراق الهندباء، والبصل، والثوم، والكراث.

مارِس عادات هضم صحية

لا يقتصر دعم الهضم على ما تأكله فحسب؛ بل تلعب العادات اليومية دوراً أساسياً في صحة الأمعاء والصحة النفسية.

حافظ على رطوبة جسمك: يساعد الماء على تحريك الطعام عبر الجهاز الهضمي، ويدعم امتصاص العناصر الغذائية.

تناول الطعام بوعي: تناول الطعام ببطء وفي جو هادئ يُحسِّن الهضم ويُخفف التوتر.

مارس الرياضة بانتظام: النشاط البدني يدعم انتظام حركة الأمعاء ووظائفها.

احصل على قسط كافٍ من النوم: قلة النوم تُخلُّ بتوازن البكتيريا النافعة في الأمعاء، وتزيد من القلق. احرص على النوم من 7 إلى 9 ساعات كل ليلة.