يواصل الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في أجواء من التوتر مشاوراته لرسم معالم إدارته المقبلة، التي رشح رئيس بلدية نيويورك السابق رودي جولياني لتولي وزارة الخارجية فيها.
ونفى الرئيس الأميركي المنتخب معلومات نشرها عدد من وسائل الإعلام، أبرزها «سي إن إن»، التي أفادت بأن المشاورات «تشهد مواجهات حادة»، بينما ذهبت صحيفة «نيويورك تايمز» إلى حد التأكيد أنها تجري «وسط الفوضى» نقلا عن مصادر رفضت الكشف عن اسمها.
وغرّد ترامب في وقت متأخر مساء الثلاثاء: «اختيار حكومتي ومناصب أخرى يتم بتنظيم كبير. أنا وحدي أعرف من سيشارك في النهاية!»، علما بأنه لم ينظم أي مؤتمر صحافي منذ انتخابه. كما وجّه ترامب عبر حسابه في «تويتر» صباح أمس انتقادات قوية اللهجة لصحيفة «نيويورك تايمز»، مفنّدا ما كتبته حول الصعوبات التي يواجهها الفريق الانتقالي. وقال: «(نيويورك تايمز) الفاشلة أخطأت في قصة الانتقال. (الأمور) تتطور بشكل سلس».
وفي المساء نفسه، تمكن ترامب الذي لم يخاطب الإعلام منذ انتخابه من الخروج من برجه إلى مطعم، متجنبا الصحافيين الذين أبعدوا قبلها بقليل من محيط برج ترامب. لكن الصحافية في قناة «بلومبرغ»، وهي تيلور ريغز، نشرت على «تويتر» صورة للرئيس المنتخب في أحد مطاعم مانهاتن.
وعاد تداول اسم رود جولياني أمس لمنصب وزير الخارجية. ومع أنه لا يشغل أي منصب رسمي منذ 15 عاما ولا يمتلك خبرة كبيرة في القضايا الدبلوماسية، ما زال جولياني الذي يدعم ترامب بقوة يتمتع بصورة «رئيس بلدية أميركا» الذي أعاد إلى نيويورك الحياة بعد اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، وأدرج مكافحة الإرهاب على لائحة صلاحيات هذا المنصب.
وقالت كيليان كونواي، مديرة حملة ترامب التي ما زالت تشارك في المفاوضات حول الإدارة المقبلة، إن «اسمه طرح جديا لتولي منصب وزير الخارجية، وهو مؤهل لهذه المهمة ولعمل يمكن أن يؤديه فعليا بشكل جيد». وطرح اسم رودي جولياني (72 عاما)، المدعي السابق الذي اكتسب شهرة واسعة عندما كان رئيسا لبلدية نيويورك (1994 - 2001)، لمنصب وزير العدل أيضا. وقد قدم دعما ثابتا لترامب الذي يعرفه منذ عقود وكان خلال الحملة الانتخابية أحد أقرب مستشاريه.
كما طُرح أيضا اسم الدبلوماسي جون بولتون، السفير السابق للولايات المتحدة في الأمم المتحدة، الذي أيّد بحزم غزو العراق في 2003 لإدارة الدبلوماسية الأميركية. وأكد جولياني بنفسه في مؤتمر نظمته صحيفة «وول ستريت جورنال» الاثنين أن «جون بولتون خيار ممتاز». لكنه رد على سؤال عن مرشح أفضل قائلا: «ربما أنا».
وفي مؤشر على صعوبة المشاورات، غادر نائب الرئيس المنتخب، مايك بنس، برج ترامب في مانهاتن مساء الثلاثاء، من دون الإعلان عن أي قرار يتعلق بمناصب استراتيجية. وقالت شبكة «سي إن إن» إن المشاورات تشهد مواجهات حادة، بينما ذهبت صحيفة «نيويورك تايمز» إلى حدّ التأكيد أنها تجري «وسط الفوضى»، نقلا عن مصادر رفضت الكشف عن اسمها.
على صعيد متصل، أعلن مايك رودغرز، مستشار ترامب للأمن القومي، رحيله من الفريق الانتقالي، مؤكدا أن عمله أرسى «أسسا متينة» لمواجهة «التحديات المعقدة» أمام الولايات المتحدة. في الوقت نفسه، تواصلت زيارات الشخصيات إلى برج ترامب الذي يضم مقر سكن ومكاتب رجل الأعمال الشعبوي.
وشوهد نحو عشرين من هذه الشخصيات تدخل إلى المبنى، بينها الزوجة السابقة للرئيس المنتخب مارلا مايبلز، والسيناتور عن تكساس تيد كروز المرشح الذي هزم في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين.
ولليوم الثاني على التوالي، حضر الرئيس السابق لمصرف الأعمال، غولدمان ساكس، ستيف منوشين المرشح لتولي وزارة الخزانة، إلى برج ترامب. وقال للصحافيين: «نعمل على برنامج اقتصادي (...) لنتأكد من أننا نمرر أهم قانون حول الضريبة وأكبر تغيير في القطاع الضريبي منذ عهد (الرئيس الراحل رونالد) ريغن، لذلك سيكون لدينا كثير من الأمور التي تثير الحماس في الأيام المائة الأولى من رئاسته».
يصل ترامب إلى البيت الأبيض مع هامش مناورة واسع؛ إذ إن الجمهوريين يسيطرون على الكونغرس. وقد قاموا الثلاثاء بتجديد ولاية بول راين رئيسا لمجلس النواب.
كما انتخب مجلس الشيوخ الأميركي، أمس، زعيمي الأغلبية الجمهورية والأقلية الديمقراطية. وجاء اختيار المجلس للسيناتور ميتش ماك كونيل زعيما للأغلبية الجمهورية، والسيناتور تشاك شومر زعيما للأقلية الديمقراطية.
من جانب آخر، تظاهر مئات تلاميذ الثانوية في نيويورك وواشنطن الثلاثاء، احتجاجا على انتخاب ترامب رئيسا أمام البرج الذي يحمل اسمه في مانهاتن. وأطلق التلاميذ تحت المطر في نيويورك هتافات من نوع «لا للكو كلوكس كلان (منظمة تنادي بسيادة العرق الأبيض)، لا للعنصريين، لا للفاشيين»، و«اصرخوا بقوة نحن نرحب باللاجئين». وقام عشرات العناصر من الشرطة بفرض طوق أمني أمام برج ترامب لمنع التلاميذ من دخوله.
من جهة أخرى، قدمت بيفرلي ويلينغ، رئيسة بلدية كلاي، البلدة الصغيرة في ولاية فرجينيا الغربية بشرق الولايات المتحدة، الثلاثاء، استقالتها بعدما أبدت إعجابها بتعليق عنصري لمسؤولة أخرى على «فيسبوك» يصف السيدة الأولى ميشيل أوباما بأنها مثل «قردة بكعب عال»، كما أفادت وسائل إعلام. وبحسب وسائل الإعلام، فإن باميلا رامسي تايلور، التي تعمل رئيسة لهيئة تنموية تابعة للمقاطعة، كتبت على صفحتها في موقع «فيسبوك» للتواصل الاجتماعي معلقة على فوز ترامب: «سيكون أمرا جيدا أن نرى في البيت الأبيض سيدة أولى أنيقة وجميلة ومفعمة بالكرامة. لقد سئمت من منظر قردة بكعب عال».
ترامب ينفي تعثّر مشاورات تشكيل حكومته وينتقد «فشل» الإعلام
اسما جولياني وبولتون يعودان بقوة لتسلم منصب «الخارجية»
ترامب ينفي تعثّر مشاورات تشكيل حكومته وينتقد «فشل» الإعلام
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة