عبد الرحمن الراشد: الإعلام يواجه تحديات المحتوى

الرئيس التنفيذي لقناة «ديسكفري» قالت إن السعودية المستهلك الأكثر لليوتيوب

عبد الرحمن الراشد لدى مشاركته في إحدى جلسات المنتدى  (تصوير: خالد الخميس)
عبد الرحمن الراشد لدى مشاركته في إحدى جلسات المنتدى (تصوير: خالد الخميس)
TT

عبد الرحمن الراشد: الإعلام يواجه تحديات المحتوى

عبد الرحمن الراشد لدى مشاركته في إحدى جلسات المنتدى  (تصوير: خالد الخميس)
عبد الرحمن الراشد لدى مشاركته في إحدى جلسات المنتدى (تصوير: خالد الخميس)

قال عبد الرحمن الراشد الكاتب السعودي في صحيفة «الشرق الأوسط»، : «إن التغيرات الأساسية، في الإعلام تتمثل في أن القديم أصبح الآن يدخل على الإعلام الجديد، ليخرج من منطقته إلى المنطقة الحالية، حيث إن الكثير من المؤسسات العالمية الكبيرة، أضحت الآن تطلق مواقع وحسابات على كل وسائل التواصل الاجتماعي»، مشيرا إلى أن هذا التغير حدث فقط في الخمسة أعوام الأخيرة.
وأضاف الراشد في جلسة ضمت جين بريتي الرئيس التنفيذي لقناة «ديسكفري» الفضائية، في الجلسة الثانية من اليوم الثاني، من منتدى مسك العالمي، بعنوان «الإعلام في الوقت الحاضر.. التشويش والتعطيل»، عن الرغبة في الاستمرار في العمل في مجال الإعلام، وكيفية قياس استهلاك المحتوى من الهاتف الجوال والإنستغرام وغيرهما من الوسائط الجديدة، بدلا من الصحف، أنه «قبل خمسة أعوام لم تكن هناك رغبة، بل كان هناك اعتقاد أن التواصل الاجتماعي، لن يحدث خلال السنوات اللاحقة»، مضيفا أن «هناك عاملا آخر وهم الأفراد كانوا في الأول مستقلين وكان تأثيرهم محدودا جدا، بينما اليوم فإن الأفراد في الميديا في السعودية بشكل خاص وفي العالم بشكل عام، يعتبرون لاعبين أساسيين بعدما كانوا مجرد نجوم في داخل مؤسساتهم، بينما الجزء الثالث من التغيرات يتعلق بالموسيقى والرياضة وغيرها، وكان له أثر في السوق وغيرت المعادلة بشكل ما». وأوضح الراشد، أن المحتوى يمكن الحديث عنه في عدة سياقات مختلفة، لأنه هذا هو الموجود حاليا، ومن المؤسسات الموجودة حاليا فإن القيمة الرئيسية التي لديها أنها لو لم تطور البراند خاصتها وتدخل على وسائل التواصل الاجتماعي، وبالتالي فإن البراند نفسه سيتراجع وينقص ويصبح أقل أهمية.
وأكد أن المحتوى، يعتبر أساسيا وموجودا حاليا سواء على وسائل التواصل الاجتماعي أو على الميديا القديمة التقليدية، أو حتى على الميديا الجديدة، مبينا أن هذه الفئات الثلاث مختلفة، نجد فيها أن المحتوى هو القيمة الأساسية واللاعب الرئيسي ولكن النشاطات مختلفة، مشيرا إلى أن هذه المؤسسات الموجود حاليا تحاول الاستفادة من الجزئيتين البراند والمحتوى.
وقال الراشد: «طالما استطاعت أن تستخدم الاسم الذي لديها تحاول بيع الاسم إلى فئات عمرية مختلفة من الشباب، وتحاول أن تصل إلى مناطق أخرى لم تكن تصلها من قبل حيث توجد هناك تكاليف الطباعة والتوزيع».
وفي هذا الإطار قال جين بريتي: «هناك بعض البيانات الإحصائية، 500 مليون يستخدمون مقطع يوتيوب، والسعودية هي المستهلك الأكثر في اليوتيوب، ولكن يبقى السؤال المهم ما أهم الاتجاهات التي أثرت على الإعلام في الأعوام الخمسة الأخيرة».
وتابع: «إن الاكتشاف الذي تم خلال 30 عاما، وحاولنا أن نعيد اكتشافه مرة ثانية، والثورة التي حصلت بأن نستمر في التطور، حيث إننا إذا نظرنا إلى شيئين أو ثلاثة بالتحديد، سأقول إن المقاطع المبثوثة وليس التلفزيون وإنما الفيديو الموجود في كل مكان، كذلك مقاطع الفيديو المتعددة، جعل المشاهدة الشخصية عن عادات المشاهدين، وأصبحت القصة أكثر ميكانيكية».
ولفت بريتي، إلى أن الإنترنت بشكل أو بآخر غير المحتوى، الذي يستهلكه الناس، حيث إن بعض الناس يمضون وقتا في مشاهدة المقاطع والصور وهنا السؤال: ما هو نوع المحتوى الذي تعتقدون أنه سيزدهر في العالم الرقمي الذي نعيشه الآن؟



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».