«ديل» تقتحم حرب الأسعار بطرح «لابتوب» بأقل من 100 دولار

كميات محدوة في الأسواق ابتداء من الأسبوع المقبل

كومبيوتر «ديل» المحمول الرخيص
كومبيوتر «ديل» المحمول الرخيص
TT

«ديل» تقتحم حرب الأسعار بطرح «لابتوب» بأقل من 100 دولار

كومبيوتر «ديل» المحمول الرخيص
كومبيوتر «ديل» المحمول الرخيص

إن كنت تبحث عن كومبيوتر محمول بنظام «ويندوز 10» زهيد الثمن، فستجد الكثير منه مطروحًا للبيع خلال موسم الأعياد الحالي، لكن لا تتوقع أن تكون المكونات المادية له فائقة الجودة. ويبدو أن شركة «ديل» ستكون أول شركة كبرى مصنعة لأجهزة الكومبيوتر، تتخذ خطوة في حروب الأسعار خلال موسم الأعياد؛ حيث ستبيع الشركة في الولايات المتحدة جهاز «إنسبيرون 11 3000» Inspiron 11 3000 مقابل 99,99 دولار في الساعة السادسة مساء يوم 24 نوفمبر (تشرين الثاني). وسيكون الجهاز متوفرًا بكميات محدودة، وسوف يعود سعره إلى 199,99 دولار بعد انتهاء موسم التنزيلات.
كومبيوتر «أساسي»
ويحتوي «إنسبيرون» على معالج «إنتل سيليرون»، ومزود بنظام تشغيل «ويندوز 10 هوم»، وبه ذاكرة سعتها 2 غيغابايت، وسعة للتخزين قدرها 32 غيغابايت. ومقاس شاشة العرض 11.6 بوصة بجودة 720 بيكسل، وهي شاشة لم تعد مستخدمة في الكثير من أجهزة الكومبيوتر المحمول.
لن يكون الكومبيوتر المحمول من «ديل» قادرًا على تخزين الكثير من البيانات، أو ملفات المقاطع المصورة، لذا يمكن استخدامه فقط في إنجاز المهام الأساسية، والمتعلقة بشبكة الإنترنت. إنه يعمل مثل جهاز «كروم بوك»، الموجه إلى الأفراد الذين يتصفحون الإنترنت، ويستخدمون خدمات الإنترنت، ويخزنون الملفات على الإنترنت.
لو لم تنتهز الفرصة وتحصل على الجهاز من «ديل»، ستكون تلك الموديلات منخفضة التكلفة متوفرة من شركات مصنعة أخرى لأجهزة الكومبيوتر المحمول. ومن المتوقع أن تكون خصائص تلك الأجهزة مشابهة لخصائص أجهزة «ديل» مع ذاكرة، ومساحة تخزين محدودة، ومعالج متواضع.
ومع إضافة خصائص جديدة إلى أجهزة الكومبيوتر المحمول فإن أسعارها سوف تزداد، لكن يحاول المصنعون كل عام التخلص من المخزون الزائد من أجهزة الكومبيوتر، من خلال بيعها بأسعار منخفضة خلال موسم الأعياد؛ وسيحدث هذا خلال العام الحالي أيضًا. إلى جانب ذلك، يمكن أن تجدد الأسعار المنخفضة الاهتمام بأجهزة الكومبيوتر. ربما بينما يبحث بعض المستخدمين عن أجهزة لوحية لشرائها، تجذبهم الأسعار المنخفضة إلى أجهزة الكومبيوتر المحمول. وتعزو مجلة «وورلد بي سي» ذلك إلى الوضع السيئ بالنسبة إلى أجهزة الكومبيوتر على مدى العامين أو الثلاثة الماضية، في إشارة إلى التراجع المستمر لشحنات أجهزة الكومبيوتر.
كذلك سوف تبيع شركة «ديل» «إنسبيرون ميكرو ديسكتوب»، مقابل 99,99 دولار، ومواصفاته تشبه كثيرًا «إنسبيرون 11 3000». وقد تكون المعالجات في بعض أجهزة الكومبيوتر رخيصة الثمن غير متطورة من «إيه إم دي»، التي ستطرح مع رقائق «زين» خلال الأشهر المقبلة.
أنواع متقدمة
أما أجهزة الكومبيوتر مرتفعة الثمن، التي تحتوي على مكونات مادية عالية الجودة، مثل أنظمة الألعاب، فإنها تبلي بلاء حسنًا مع تراجع سوق أجهزة الكومبيوتر العام. لذا إذا كنت على استعداد لدفع مبلغ أكبر، فسوف تطرح شركة «ديل» في 25 نوفمبر للبيع «إنسبيرون 11 3000» مزود بطاقة كاملة 2 في 1 مع أحدث معالج «كابي ليك كور إم 3» من «إنتل» مقابل 299,99 دولار.
وسوف تكون شاشة الكومبيوتر المحمول 11.6 بوصة، وتعمل باللمس، مع ذاكرة سعتها 4 غيغابايت، وقرص صلب بسعة 500 غيغابايت. ويمكن أن يصبح الكومبيوتر جهازًا لوحيًا إن استدعى الأمر، لكن يمكن في هذه الحالة أن تصبح الذاكرة الصلبة بطيئة، وتؤثر في عمر البطارية في جهاز الكومبيوتر الهجين.
ومثل بعض أجهزة الكومبيوتر، التي تعمل بنظام «ويندوز 10»، يتوافر جهاز «كروم بوك» بأسعار منخفضة، وقد تنخفض أكثر خلال موسم الأعياد. مع ذلك لا تتوقع شركة «أي دي سي» الاستشارية أن تزدهر مبيعات «كروم بوك» خلال موسم الأعياد الحالي لأن المؤسسات التعليمية هي التي تقبل على شرائه أكثر من المستهلكين.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».