السعودية تستحدث أول تصنيف عربي للألعاب الإلكترونية

المتحدث باسم «هيئة الإعلام المرئي» لـ «الشرق الأوسط» : عقوبات رادعة للمخالفين

أطفال يلعبون في أحد متاجر العاب الفيديو بالسعودية («الشرق الأوسط»)
أطفال يلعبون في أحد متاجر العاب الفيديو بالسعودية («الشرق الأوسط»)
TT

السعودية تستحدث أول تصنيف عربي للألعاب الإلكترونية

أطفال يلعبون في أحد متاجر العاب الفيديو بالسعودية («الشرق الأوسط»)
أطفال يلعبون في أحد متاجر العاب الفيديو بالسعودية («الشرق الأوسط»)

يلاحظ من يشتري أي لعبة إلكترونية وجود علامة تدل على الفئة العمرية التي تناسب تلك اللعبة، وهناك نظامان لهذا التصنيف، أوروبي وأميركي، إلا أن السعودية تنبهت لضرورة تأسيس تنظيم عربي أول من نوعه في الشرق الأوسط، يتضمن تصنيف الألعاب الإلكترونية وفق الفئة العمرية، الذي سيتم تطبيقه بشكل نهائي مع بداية عام 2017، أي بعد نحو 6 أسابيع من الآن.
ويكشف إبراهيم الرميح، المتحدث الرسمي للهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع في السعودية، التي أعدت وأقرت هذا التنظيم، أن «الهيئة قامت بإعداد تنظيم ممارسة بيع الألعاب الإلكترونية بالوسائط الإلكترونية كافة، عبر وضع لوائح تنظيمية لممارسة هذا النشاط ووضع الضوابط المنظمة له».
ويوضح الرميح خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن «الهيئة عملت لوائح خاصة بمحتوى الألعاب الإلكترونية والتصنيف العمري، حيث انتهت من إعداد تصنيف للمحتوى ووضع اشتراطات معينة تتعلق بالمحتوى المناسب لكل فئة عمرية، بدءًا من سن 3 إلى 18 سنة». ويضيف: «تم إلزام الشركات المحلية والوكلاء والموزعين بطباعة التصنيف العمري المطبق بالمملكة على أغلفة الألعاب قبل توزيعها على منافذ البيع».
وبسؤال الرميح عن الإجراءات التي ستتخذها الهيئة عند ضبط مخالفة في عدم الالتزام بالتنظيم، يقول: «تحال المخالفة للجنة الابتدائية للمخالفات، واللجنة تبت في المخالفة، ومن ثم تتولى اللجنة القضائية إقرار العقوبات على المخالفين». ويردف: «سيطبق التصنيف بشكل نهائي مع بداية العام الجديد 2017»، مشيرا إلى كون الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع اعتمدت التصنيف العمري للألعاب الإلكترونية، وتم اتخاذ الإجراء مع شركات التوزيع بتفعيل وضع التصنيف العمري على الغلاف الخارجي.
ويقر الرميح بوجود فوضى في سوق الألعاب الإلكترونية، دفعت الهيئة لإعداد معايير وتصنيف إلزامي لتنظيم القطاع. في حين تشير الهيئة إلى أن أهداف نظام التصنيف العمري للألعاب الإلكترونية تتضمن: تصنيف الألعاب الإلكترونية بمعايير تلائم المجتمع السعودي، وتنقيح المحتوى من المخالفات، مع الحرص على عدم الإخلال بتجربة اللعبة والاستمتاع بمراحلها، وحماية الأطفال والشباب من التأثر بمحتوى الألعاب، إلى جانب العمل على إيجاد محتوى ملائم للأعمار.
ويعمل هذا التصنيف العمري على تقسيم الألعاب الإلكترونية إلى خمس مراحل عمرية، تبدأ من سن 3 سنوات إلى ما فوق 18 سنة. وكان تنفيذ التصنيف العمري للألعاب قد بدأ مرحلته الأولى في 15 أغسطس (آب) الماضي، ومن المتوقع أن يُطبق بشكل نافذ بعد نحو 6 أسابيع من الآن. مع الإشارة إلى أنه واكب تنفيذ التصنيف جولات ميدانية على نقاط بيع الألعاب الإلكترونية بجميع مناطق المملكة، للتأكد من التزامها بالأنظمة والتعليمات.
ويعتبر هذا التصنيف هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط، حيث كانت الألعاب الإلكترونية في السابق تعتمد على التصنيف العمري الأوروبي والأميركي. وتكمن أهمية هذه التصنيفات العمرية في أنه يمكن من خلالها معرفة ما إذا كانت اللعبة الإلكترونية مناسبة للفرد أو أحد أفراد عائلته، بما يسهم في حماية الأطفال والمراهقين من مخاطر الاستغلال السيئ في الشؤون الأمنية أو الإباحية وغيرها من المحظورات.
يأتي ذلك في حين تنظم السعودية الملتقى الوطني للوقاية من الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت، الذي ينطلق يوم الثلاثاء المقبل في الرياض. إذ تكشف إحصاءات رسمية حديثة أن الإدارة المعنية بتلقي بلاغات تتعلق بنشر الأفلام الإباحية للأطفال للتحرش بهم جنسيًا، تلقت أكثر من 2000 بلاغ، سواء محليًا أو من الإنتربول الدولي، مع إحالة نحو 374 معرفًا لهيئة التحقيق والادعاء العام، لإكمال إجراءات التحقيق، ومن ثم عرضها على القضاء.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».