أثينا تستضيف اليوم فعاليات المؤتمر الاقتصادي الأوروبي ـ العربي

بمشاركة الكثير من المسؤولين والمؤسسات الاقتصادية

ألكسيس تسيبراس لدى وصوله إلى قمة قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل الشهر الماضي (أ.ف.ب)
ألكسيس تسيبراس لدى وصوله إلى قمة قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل الشهر الماضي (أ.ف.ب)
TT

أثينا تستضيف اليوم فعاليات المؤتمر الاقتصادي الأوروبي ـ العربي

ألكسيس تسيبراس لدى وصوله إلى قمة قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل الشهر الماضي (أ.ف.ب)
ألكسيس تسيبراس لدى وصوله إلى قمة قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل الشهر الماضي (أ.ف.ب)

يفتتح صباح اليوم الخميس، رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس فعاليات مؤتمر القمة الأوروبي - العربي: شركاء من أجل النمو والتنمية، الذي تستضيفه العاصمة اليونانية أثينا، ويستمر لمدة يومين، بمشاركة عدد من الزعماء وشخصيات قيادية حكومية أوروبية وعربية، إضافة إلى عدد من مفوضي الاتحاد الأوروبي وحشد من قادة الشركات والمصارف والمؤسسات الاستثمارية العربية والأوروبية.
ويشرف على تنظيم المؤتمر كل من مجموعة الاقتصاد والأعمال، الرائدة في تنظيم الفعاليات والمؤتمرات الاقتصادية والاستثمارية، ومنتدى دلفي الاقتصادي اليوناني، وتشارك مجموعة اتحاد المقاولين (CCC)، أكبر مجموعة إنشاءات في الشرق الأوسط، راعيا استراتيجيا للملتقى.
ويتمحور النقاش في المؤتمر حول موضوعات انتقال الشراكة الأوروبية – العربية إلى مرحلة جديدة، واليونان: صناعة اقتصاد جديد، مرحلة جديدة من التنمية والإصلاح الاقتصادي في البلدان العربية في سياق التنويع والانتقال إلى اقتصاد ما بعد النفط، تطوير مجالات جديدة في قطاع الطاقة، إمكانات اليونان بصفتها محورا للأعمال والاستثمار، تطوير جيل جديد من البنى التحتية في العالم العربي، عصر جديد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
كما يشمل جدول الأعمال مجموعة واسعة من الموضوعات التي تعتبر مصدر قلق كبير للاتحاد الأوروبي والمنطقة العربية. وتشمل هذه التطورات الجيوسياسية في الاتحاد الأوروبي والدول العربية، وإدماج المهاجرين العرب في الاتحاد الأوروبي، والفرص المتاحة في قطاع الخدمات المصرفية والمالية، والتحديات في قطاع الطاقة الحيوي، وكيفية أن يساهم الاتحاد الأوروبي في تسريع التكنولوجيا الحديثة والابتكار في العالم العربي، وتحسين المواصلات والاتصالات والبنية التحتية، فضلا عن تجربة الاتحاد الأوروبي حيال الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وأيضا تطور القوى العاملة.
ومن المشاركين من الجانب العربي في فعاليات المؤتمر، تمام صائب سلام، رئيس وزراء لبنان، والدكتور جواد العناني، نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير التجارة الصناعة في المملكة الأردنية الهاشمية، ووزيرة الاستثمار المصرية داليا خورشيد، والدكتور رياض المالكي، وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني، وسلطان بن سعد المريخي، وزير الدولة للشؤون الخارجية القطرية، ونائل الكباريتي، رئيس اتحاد الغرف العربية والسفيرة هيفاء أبو غزالة، مساعدة الأمين العام لجامعة الدول العربية، وعبد الرحيم حسن نقي، الأمين العام لاتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي، وأحمد الوكيل، رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية.
ويتضمن المؤتمر 7 جلسات مشتركة بين الجانبين العربي والأوروبي، وتأتي الجلسة الأولى بعنوان المشاركة الأوروبية - العربية: التحول إلى نموذج جديد: التحديات الاتحاد الأوروبي العالمية والاقتصادية، السعي العربي العالم من أجل السلام والاستقرار والازدهار، دور الاتحاد الأوروبي في إحلال السلام طويل الأمد في المنطقة، بالتعاون مع العالم العربي والاتحاد الأوروبي الرائدة في التنمية الاقتصادية.
فيما تدور الجلستان الثانية والثالثة تحت عنوان اليونان: صنع اقتصاد جديد وبرنامج الإصلاح الاقتصادي، والمفاوضات مع الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي وعملية الديون الوطنية، والتحول الاقتصادي في العالم العربي والمسار في مرحلة ما بعد النفط والغاز. توقعات الاقتصادات العربية على خلفية المخاطر السياسية المتزايدة وانخفاض أسعار النفط، نظرة عامة من آثار الإصلاح الاقتصادي، وعدد من الإصلاحات الاقتصادية والتحول والتأثير المحتمل في تنويع الوظائف، كيف يمكن للاتحاد الأوروبي دعم عملية التحول؟ كيف يمكن لأوروبا أن تساعد على تطوير الصناعات على المعرفة؟
والجلسة الرابعة تأتي بعنوان عهد جديد للاستثمار الأجنبي المباشر في أوروبا والدول العربية، تقييم احتياجات العاصمة الجديدة لدعم النمو وخلق فرص العمل، والخصخصة، وتعزيز الأعمال والاستثمار البيئي، الاستثمارات الأوروبية المحتملة في الدول العربية ودور الاستثمار العربي في تسريع وتيرة النمو في دول الاتحاد الأوروبي ومنطقة جنوب أوروبا.
أما الجلسة الخامسة، فهي: بناء جديد محتمل في مجال الطاقة وتقييم توقعات أسواق النفط، الاستثمارات الجديدة اللازمة لتلبية المزيد من التأثير على المدى الطويل، المناخ، معرفة الاتحاد الأوروبي في بناء اقتصاد قابل للحياة للطاقة المتجددة في العالم العربي، وكيف يمكن أن منتجي النفط والغاز العربي يساعدون في تعزيز أمن الطاقة في الاتحاد الأوروبي وفرص للاتحاد الأوروبي في خصخصة المخطط لصناعة النفط في المنطقة.
والجلستان السادسة والسابعة اللتان يهتم بهما المؤتمر غدا (الجمعة)، فهما بعنوان تطوير جيل جديد من البنية التحتية في العالم العربي: البنية التحتية اللازمة لتعزيز النمو والقدرة التنافسية القطاعات ذات الأولوية في النقل البحري، والنقل، والرعاية الصحية والنقل والإمداد والتمويل واحتياجات الاستثمار، الشراكات بين القطاعين العام والخاص، ودور الاتحاد الأوروبي في تطوير وتمويل البنية التحتية. إمكانات اليونان للأعمال والاستثمار، والبيئة الاستثمارية ومشروعات الخصخصة، والسياحة، والعقارات.



الصين تدرس خفض اليوان في 2025 لمواجهة رسوم ترمب الجمركية

ورقة نقدية صينية (رويترز)
ورقة نقدية صينية (رويترز)
TT

الصين تدرس خفض اليوان في 2025 لمواجهة رسوم ترمب الجمركية

ورقة نقدية صينية (رويترز)
ورقة نقدية صينية (رويترز)

يدرس القادة والمسؤولون الصينيون السماح بانخفاض قيمة اليوان في عام 2025، في وقت يستعدون فيه لفرض الولايات المتحدة رسوماً تجارية أعلى، في ظل رئاسة دونالد ترمب الثانية.

وتعكس هذه الخطوة إدراك الصين أنها بحاجة إلى تحفيز اقتصادي أكبر، لمواجهة تهديدات ترمب بفرض رسوم جمركية مرتفعة، وفقاً لمصادر مطلعة على المناقشات. وكان ترمب قد صرح سابقاً بأنه يخطط لفرض ضريبة استيراد عالمية بنسبة 10 في المائة، إضافة إلى رسوم بنسبة 60 في المائة على الواردات الصينية إلى الولايات المتحدة.

وسيسهم السماح لليوان بالضعف في جعل الصادرات الصينية أكثر تنافسية، مما يساعد على تقليص تأثير الرسوم الجمركية ويساهم في خلق بيئة نقدية أكثر مرونة في الصين.

وقد تحدثت «رويترز» مع 3 مصادر على دراية بالمناقشات المتعلقة بخفض قيمة اليوان؛ لكنهم طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لعدم تفويضهم بالحديث علناً حول هذه المسألة. وأكدت المصادر أن السماح لليوان بالضعف في العام المقبل سيكون خطوة بعيدة عن السياسة المعتادة التي تعتمدها الصين في الحفاظ على استقرار سعر الصرف.

وبينما من غير المتوقع أن يعلن البنك المركزي الصيني عن توقفه عن دعم العملة، فإنه من المتوقع أن يركز على منح الأسواق مزيداً من السلطة في تحديد قيمة اليوان.

وفي اجتماع للمكتب السياسي، الهيئة التي تتخذ القرارات بين مسؤولي الحزب الشيوعي، هذا الأسبوع، تعهدت الصين بتبني سياسة نقدية «ميسرة بشكل مناسب» في العام المقبل، وهي المرة الأولى التي تشهد فيها الصين تخفيفاً في سياستها النقدية منذ نحو 14 عاماً. كما لم تتضمن تعليقات الاجتماع أي إشارة إلى ضرورة الحفاظ على «استقرار اليوان بشكل أساسي»، وهو ما تم ذكره آخر مرة في يوليو (تموز)؛ لكنه غاب عن البيان الصادر في سبتمبر (أيلول).

وكانت سياسة اليوان محوراً رئيسياً في ملاحظات المحللين الماليين ومناقشات مراكز الفكر هذا العام. وفي ورقة بحثية نشرتها مؤسسة «China Finance 40 Forum» الأسبوع الماضي، اقترح المحللون أن تتحول الصين مؤقتاً من ربط اليوان بالدولار الأميركي إلى ربطه بسلة من العملات غير الدولارية؛ خصوصاً اليورو، لضمان مرونة سعر الصرف في ظل التوترات التجارية المستمرة.

وقال مصدر ثالث مطلع على تفكير بنك الشعب الصيني لـ«رويترز»، إن البنك المركزي يدرس إمكانية خفض قيمة اليوان إلى 7.5 مقابل الدولار، لمواجهة أي صدمات تجارية محتملة، وهو ما يمثل انخفاضاً بنسبة 3.5 في المائة تقريباً عن المستويات الحالية البالغة 7.25.

وخلال ولاية ترمب الأولى، ضعُف اليوان بنسبة تزيد على 12 في المائة مقابل الدولار، خلال سلسلة من إعلانات الرسوم الجمركية المتبادلة بين مارس (آذار) 2018، ومايو (أيار) 2020.

اختيار صعب

قد يساعد ضعف اليوان ثاني أكبر اقتصاد في العالم على تحقيق هدف نمو اقتصادي صعب بنسبة 5 في المائة، وتخفيف الضغوط الانكماشية عبر تعزيز أرباح الصادرات، وجعل السلع المستوردة أكثر تكلفة. وفي حال تراجع الصادرات بشكل حاد، قد يكون لدى السلطات سبب إضافي لاستخدام العملة الضعيفة كأداة لحماية القطاع الوحيد في الاقتصاد الذي لا يزال يعمل بشكل جيد.

وقال فريد نيومان، كبير خبراء الاقتصاد في آسيا، في بنك «إتش إس بي سي»: «من الإنصاف القول إن هذا خيار سياسي. تعديلات العملة مطروحة على الطاولة كأداة يمكن استخدامها لتخفيف آثار الرسوم الجمركية». وأضاف أنه رغم ذلك، فإن هذا الخيار سيكون قصير النظر.

وأشار نيومان إلى أنه «إذا خفضت الصين قيمة عملتها بشكل عدواني، فإن هذا يزيد من خطر فرض سلسلة من الرسوم الجمركية، ويُحتمل أن تقول الدول الأخرى: إذا كانت العملة الصينية تضعف بشكل كبير، فقد لا يكون أمامنا خيار سوى فرض قيود على الواردات من الصين بأنفسنا». وبالتالي، هناك مخاطر واضحة من استخدام سياسة نقدية عدوانية للغاية؛ حيث قد يؤدي ذلك إلى رد فعل عنيف من الشركاء التجاريين الآخرين، وهو ما لا يصب في مصلحة الصين.

ويتوقع المحللون أن ينخفض اليوان إلى 7.37 مقابل الدولار بحلول نهاية العام المقبل. ومنذ نهاية سبتمبر، فقدت العملة نحو 4 في المائة من قيمتها مقابل الدولار.

وفي الماضي، تمكن البنك المركزي الصيني من احتواء التقلبات والتحركات غير المنظمة في اليوان، من خلال تحديد معدل التوجيه اليومي للأسواق، فضلاً عن تدخل البنوك الحكومية لشراء وبيع العملة في الأسواق.

وقد واجه اليوان -أو «الرنمينبي» كما يُسمَّى أحياناً- صعوبات منذ عام 2022؛ حيث تأثر بالاقتصاد الضعيف، وتراجع تدفقات رأس المال الأجنبي إلى الأسواق الصينية. كما أن أسعار الفائدة الأميركية المرتفعة، إلى جانب انخفاض أسعار الفائدة الصينية قد ضاعفت من الضغوط على العملة.

وفي الأيام القادمة، ستناقش السلطات الصينية التوقعات الاقتصادية لعام 2025، بما في ذلك النمو الاقتصادي والعجز في الموازنة، فضلاً عن الأهداف المالية الأخرى، ولكن دون تقديم استشرافات كبيرة في هذا السياق.

وفي ملخصات مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي CEWC)) لأعوام 2020 و2022 و2023، تم تضمين التعهد بـ«الحفاظ على الاستقرار الأساسي لسعر صرف الرنمينبي عند مستوى معقول ومتوازن». إلا أنه لم يُدرج في ملخصات المؤتمر لعامي 2019 و2021.

ويوم الثلاثاء، انخفضت العملة الصينية بنحو 0.3 في المائة إلى 7.2803 مقابل الدولار. كما انخفض الوون الكوري، وكذلك الدولار الأسترالي والنيوزيلندي الحساسان للصين، في حين لامس الدولار الأسترالي أدنى مستوى له في عام عند 0.6341 دولار.