السعودية تسعى لرفع حجم الأوقاف إلى 350 مليار ريال بحلول 2030

مؤتمر إسلامي ينطلق من مكة يبحث آليه تنمية الأوقاف

مكة المكرمة. («الشرق الأوسط»)
مكة المكرمة. («الشرق الأوسط»)
TT

السعودية تسعى لرفع حجم الأوقاف إلى 350 مليار ريال بحلول 2030

مكة المكرمة. («الشرق الأوسط»)
مكة المكرمة. («الشرق الأوسط»)

أكد الدكتور مفرج الحقباني، وزير العمل والتنمية الاجتماعية السعودي، أمس على أهمية تقنين وتنظيم الأوقاف، والعمل على رفع حجمها إلى 350 مليار ريال في 2030.
وأشار الحقباني أمام فعاليات المؤتمر الإسلامي للأوقاف بالغرفة التجارية والصناعية بمكة المكرمة، إلى أنه من السابق لأوانه الحديث عن الدور الذي ستقوم به هيئة الأوقاف التي أعلنت الحكومة السعودية أخيرًا عن إنشائها، مبينًا أن الخطوة الأولى هي حصر إجمالي الأوقاف بشكل دقيق، إضافة إلى العمل على تجاوز التحديات، من خلال وضع تشريعات مرنة تلائم الاحتياجات الراهنة، وتحديث الأنظمة وحوكمة قطاع الأوقاف، مع تعزيز الدور الرقابي والشفافية.
وشدد الدكتور الحقباني على أهمية الخروج من المؤتمر، الذي يعقد تحت عنوان «أوقف.. لأجر لا يتوقف»، بقرارات وتوصيات تكون محل تنفيذ يعزز التعاون الإسلامي، ويكون بمثابة ورشة عمل تحضيرية لتحويل الأوقاف في السعودية إلى قطاع متميز. إضافة إلى دعم الاحتياجات الجغرافية على مستوى العالم الإسلامي في الملتقيات القادمة. مشيرًا إلى ربط المؤتمر بقياس معايير ومؤشرات الأداء، من خلال مركز التميز الوقفي في غرفة مكة المكرمة، لقياس أثر المؤتمر الحالي بشكل مباشر، وليس الانتظار للمؤتمر في نسخته القادمة.
ونوه الوزير السعودي بالنظرة الطموحة لـ«رؤية السعودية 2030» الرامية لرفع قيمة الأوقاف من 54 مليارا إلى 350 مليارا، بما يحقق رفع حجم مشاركتها في الناتج المحلي من 0.3 في المائة حاليًا إلى 6 في المائة في 2030.
ومن المنتظر، أن يطرح المؤتمر حلول علمية وعملية للتحديات التي تواجه الأوقاف، إلى جانب الخروج بمشاريع ومبادرات وقفية تنموية قابلة للتنفيذ المباشر، ونقل الخبرات الوقفية والتعريف بأنظمتها في الدول الإسلامية الأخرى، إضافة إلى الإسهام في تطوير البيئة التشريعية والتنظيمية للأوقاف، وسيشهد المؤتمر مشاركة عدد من وزراء الأوقاف في الدول الإسلامية، ونخبة من المتحدثين على مستوى الدول الإسلامية.
ويواكب المؤتمر إطلاق «رؤية المملكة 2030»، والتي نصت على دور الأوقاف في تعظيم الأثر الاجتماعي للقطاع غير الربحي.
وسيتناول المؤتمر الإسلامي للأوقاف في يومه الأول الأوقاف والتنمية ضمن «رؤية المملكة 2030»، ودور هيئة الأوقاف في تحقيق الرؤية، إلى جانب الأوقاف المكية ورسالتها العالمية، فيما سيتناول اليوم الثاني الأوقاف والتنمية العلمية، كما سيستعرض مبادرات رعاية الموهوبين في المملكة العربية السعودية، ودور الوقف في نشر وتطوير التعليم والتعلم والتعليم الإلكتروني، والتشريعات الفقهية وأثرها في تنمية الأوقاف، وأثرها الاجتماعي والتنموي، إلى جانب دور الأوقاف في تأسيس وتشغيل المؤسسات الصحية العلاجية، وتحفيز المسؤولية الاجتماعية الصحية والخدمية والصناعية، وكذلك الصورة الذهنية للوقف في وسائل الإعلام.
أما اليوم الثالث، فسيتم فيه تناول قياس الأثر بالعمل الوقفي، واستعراض الرؤية المستقبلية للأوقاف في خدمات الحجاج والمعتمرين، وأوقاف الصحة والسلامة لهم، إلى جانب أوقاف السقايا والرفادة، إضافة إلى الصيغ التمويلية للأوقاف التنموية عبر صناديق الوقف المشتركة، وخصائص الوقف المؤثرة في أدائه الاقتصادي، وصيغ التمويل النقدية.



«اعتدال» يرصد أسباب مهاجمة «الفكر المتطرف» الدول المستقرّة

يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)
يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)
TT

«اعتدال» يرصد أسباب مهاجمة «الفكر المتطرف» الدول المستقرّة

يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)
يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)

أوضح «المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرّف (اعتدال)» أن استقرار الدول «يفيد التفرغ والتركيز على التنمية؛ خدمة لمصالح الناس الواقعية، وحاجياتهم الحيوية الملموسة»، متهماً «التصورات المتطرفة» بالمراهنة على تطلعات آيديولوجية تبرر التضحية بطموحات الشعوب في سبيل مشروعات ترى التدمير إنجازاً والتنمية تهمة.

وأشار «اعتدال»، الذي يتّخذ من الرياض مقرّاً له، في تقرير نشر عبر حسابه الرسمي على منصة «إكس»، الأربعاء، إلى عدد من الأسباب التي تدفع الفكر المتطرّف إلى مهاجمة الدول المستقرة، لافتاً إلى اعتبارات متطرّفة عدة مقابل ما يقدّمه الاستقرار للتنمية والأمن والمستقبل.

الأزمات «لحظات عابرة»

الدول المستقرّة، وفقاً للتقرير، تعدّ كل أزمة «لحظةً عابرة» ينبغي تجاوزها للعودة إلى مهامها الأساسية القائمة على العناية بجودة الحياة وضمان الأمن، بينما تُعدّ الأزمات «جزءاً من عقيدة التطرف بمختلف مشاربه»، وبيّن أن الاستقرار «محك واقعي لمدى صدق الوعود والعهود التي يطلقها المتطرفون عبر خطابهم الترويجي والاستقطابي»، وللاستدلال على أن «المتطرّفين» لا يملكون أي مشروع حقيقي غير الدعوة إلى التدمير والصراع، أوضح «اعتدال» أن خُلُو العالم من الأزمات، وشيوع الاستقرار بين الدول، «سيحرمهم لا محالة من الوضع المعلق الذي تخلقه الصراعات».

وضمن الأسباب التي تدفع الفكر المتطرف إلى مهاجمة الدول المستقرة، يرى التقرير أن «الاستقرار يُمَتَّنُ حالة الولاء بين المجتمعات وبين الدول»، عادّاً أن ذلك يحول دون «تنامي المشاعر السلبية والانفعالات المريضة والحاقدة بين الناس، مما يُعدّ حرماناً للمتطرفين من مادتهم الأساسية».

ويعتقد يوسف الرميح، وهو مستشار أمني سعودي، أن الفكر المتطرّف «يحاول استهداف الدول المستقرة والدول المضطربة على حدٍّ سواء».

دوافع واختلافات

ويرى الرميح أن «الدول المستقرة ليس لديها هامش للأفكار المضطربة، مما يدفع بالمتطرفين إلى محاولة الاصطياد في الماء العكر واختراق المجتمعات عبر استهداف مواطنين، خصوصاً الشباب، ومؤسسات المجتمع المدني، والمؤسسات العامة، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي؛ بهدف خلخلة هذا النظام العام في المجتمع».

يذكر أن «اعتدال» يضطلع بمهام رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف، وحجب منافذه بمختلف أشكالها وتعطيل مصادر تغذيتها. وقد دُشّن من قِبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وعدد من قادة الدول خلال في مايو (أيار) عام 2017 بالرياض.