سلطان بن سلمان يرأس اجتماع اللجنة الإشرافية للبرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات

أكد أن الإنسان هو رأس المال الحقيقي والأساسي في التنمية

جانب من توقيع الأكاديمية السعودية لإدارة الفعاليات والمعارض والمؤتمرات  مذكرة تفاهم للتعاون مع البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات ({الشرق الأوسط})
جانب من توقيع الأكاديمية السعودية لإدارة الفعاليات والمعارض والمؤتمرات مذكرة تفاهم للتعاون مع البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات ({الشرق الأوسط})
TT

سلطان بن سلمان يرأس اجتماع اللجنة الإشرافية للبرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات

جانب من توقيع الأكاديمية السعودية لإدارة الفعاليات والمعارض والمؤتمرات  مذكرة تفاهم للتعاون مع البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات ({الشرق الأوسط})
جانب من توقيع الأكاديمية السعودية لإدارة الفعاليات والمعارض والمؤتمرات مذكرة تفاهم للتعاون مع البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات ({الشرق الأوسط})

ترأس الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ورئيس اللجنة الإشرافية للبرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات، الاجتماع الثاني عشر للجنة الذي عقد في مقر الهيئة الأحد الماضي.
وألقى الأمير سلطان بن سلمان كلمة، أكد فيها أن الإنسان هو رأس المال الحقيقي والأساسي في التنمية، لافتا إلى أن الأكاديمية السعودية لإدارة الفعاليات والمعارض والمؤتمرات ستعمل على تطوير قدرات المواطن وثقافته المهنية في صناعة الاجتماعات، حيث إنها القضية الأهم للبرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات.
وشدد رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني على أهمية الحد من الفرص الضائعة وإعداد الأكاديمية مسارات للتدرج الوظيفي في صناعة الاجتماعات وإعداد برامج لتأهيل الراغبين في الدخول إلى الصناعة وتعريفهم بالعمق الاستثماري والفرص والتحديات وسبل التعامل معها لإحداث نقلة نوعية في ثقافة العمل، ليتحول المواطن من عامل في إدارة وتشغيل الصناعة إلى مستثمر يستفيد من مقومات بلادنا الاقتصادية.
ونوه الأمير سلطان بن سلمان بأن صناعة الاجتماعات السعودية هي من المسارات الرئيسية في مبادرة «المملكة وجهة المسلمين» التي اقترحتها الهيئة واعتمدها برنامج التحول الوطني. وقال «إنها (المبادرة) مبادرة عالمية لجميع المسلمين تهدف إلى تعزيز توجه المسلمين إلى الكعبة المشرفة كقبلة لهم، وزيادة فرص التبادل الثقافي والاقتصادي والاجتماعي وتقوية الصورة الذهنية عن المملكة». وأضاف: «ستساهم صناعة الاجتماعات في المبادرة من خلال توفير مراكز للمؤتمرات والمعارض وتنظيم فعاليات رئيسية تشمل المعارض والمؤتمرات، والاجتماعات، وورش العمل، والدورات التدريبية في كثير من القطاعات الاقتصادية».
وبمناسبة مرور ثلاث سنوات على ممارسة البرنامج مهامه وتحقيقه أهدافه، قدر رئيس هيئة السياحة، جهود أعضاء اللجنة الإشرافية والمجموعة الاستشارية، والجهاز التنفيذي للبرنامج في إحداث النقلة النوعية، مؤكدا أهمية مضاعفة الجهود خلال الفترة المقبلة، ومراجعة خطة البرنامج والتوجهات الاستراتيجية للعامين المقبلين وتحديثها لمواكبة متطلبات تحقيق رؤية المملكة 2030، ومبادرات برنامج التحول الوطني 2020، وتقوية الربط مع الخدمات السياحية التي تقدمها الفنادق ومنظمو الرحلات السياحية.
واستعرض الاجتماع المواضيع المدرجة على جدول الأعمال، واتخذ حيالها عددا من القرارات، ومن أهمها الموافقة على نتائج تقييم برنامج المقابل المالي للخدمات التي يقدمها البرنامج من خلال الأشهر التسعة الماضية والخطة المستقبلية لاستكمال تطبيقه واستمراره خلال عام 2017، واعتماد خطة المعارض التجارية لعام 2017 التي يصل عددها إلى 134 معرضا تقام في مناطق المملكة، واعتماد تنفيذ توصيات ورش العمل المتخصصة في الأنظمة ذات العلاقة بالتأشيرات، والفسخ المؤقت للسلع، والاستثمار. وتزامن مع الاجتماع توقيع الأكاديمية السعودية لإدارة الفعاليات والمعارض والمؤتمرات مذكرة تفاهم للتعاون مع البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات في تنفيذ مجالات اختصاصاتهما.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».