بمشاركة 22 فنانًا.. أول معرض للكاريكاتير المصري والسعودي

يضم 100 لوحة تركز على إرهاب «داعش»

لوحة فهد الخميسي من السعودية - من أعمال الفنان المصري محمد عفت ({الشرق الأوسط})
لوحة فهد الخميسي من السعودية - من أعمال الفنان المصري محمد عفت ({الشرق الأوسط})
TT

بمشاركة 22 فنانًا.. أول معرض للكاريكاتير المصري والسعودي

لوحة فهد الخميسي من السعودية - من أعمال الفنان المصري محمد عفت ({الشرق الأوسط})
لوحة فهد الخميسي من السعودية - من أعمال الفنان المصري محمد عفت ({الشرق الأوسط})

يشهد المركز المصري للتعاون الثقافي الدولي بالقاهرة، مساء الأحد المقبل، افتتاح معرض فني مميز يحمل عنوان «كاريكاتير من مصر والسعودية»، بمشاركة 22 فنانا وفنانة، وبحضور فناني الكاريكاتير السعوديين: عبد الله صايل، وفهد الخميسي، وسليمان المسيهيج، ونخبة من فناني الكاريكاتير من البلدين ومحبي الفن الساخر.
وقال الفنان فوزي مرسي، المنسق العام للمعرض، لـ«الشرق الأوسط»: «إن المعرض يعتبر الأول من نوعه، حيث يعتبر أول معرض كاريكاتير مشترك بين فناني مصر والسعودية، وهو يعد فرصة كبيرة لتعميق العلاقات الثقافية والفنية بين البلدين الشقيقين».
وأضاف مرسي الذي يشارك بلوحة ساخرة عن تنظيم داعش الإرهابي تجسد تعطشهم للدماء: «يشارك بالمعرض 22 فنانا كاريكاتير، 14 من مصر، و8 من السعودية، ويضم 100 عمل تعبر عن الكثير من المشكلات الحياتية المشتركة بين مصر والسعودية وأبرزها قضايا الإرهاب والتلوث وارتفاع الأسعار والتحرش».
ومن بين اللوحات، تناول فنان الكاريكاتير السعودي فهد الخميسي، تنظيم داعش الإرهابي، مجسدا إياه كدابة خاضعة للشيطان، تنتظر أن يمتطيها ليعطي توجيهاته وأوامره للتحرك، وهي لوحة تختزل كثيرا من المعاني. كما تناولت لوحة الفنان السعودي سليمان المهيسيج، حالة الهوس بالتكنولوجيا والهواتف الجوالة والانشغال عن الطريق أثناء قيادة السيارة، فرسم شخصية رجل يمسك بهاتفه ومنكب عليه برغم اصطدامه بكل اللافتات المرورية التحذيرية وتعرضه لإصابات متفرقة حتى إنه يسقط من على حافة الطريق لكنه لا يزال منهمكا في الكتابة على هاتفه. فيما تناول الفنان المصري ياسر جعيصه قضية الحروب واغتيالها لبراءة الأطفال، مجسدا طفلا صغيرا يمسك بطائرة يلهو بها بينما تقصف طائرة حربية فوقه بلدته المهدمة بيوتها ومبانيها وتتصاعد حوله أدخنة تخنق طفولته.
يفتتح المعرض مساء الأحد المقبل، بحضور الدكتور أيمن عبد الهادي، رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية، والدكتور سيد خطاب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، والفنان جمعة فرحات رئيس الجمعية المصرية للكاريكاتير، والفنان محمد عفت رئيس اتحاد منظمات رسامي الكاريكاتير (فيكو مصر).
ويستمر المعرض حتى 22 من الشهر الحالي، وتنظمه الجمعية المصرية للكاريكاتير، بالتعاون مع قطاع العلاقات الثقافية الخارجية، والهيئة العامة لقصور الثقافة ووزارة الثقافة والإعلام السعودية.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».