«فاشن فور وورد».. الحدث الذي زاد دبي أناقة

الرغبة في الاختلاف والجدل بين مفهوم الذكورة والأنوثة السمة الغالبة

خوان لويس ساباجي (غيتي)
خوان لويس ساباجي (غيتي)
TT

«فاشن فور وورد».. الحدث الذي زاد دبي أناقة

خوان لويس ساباجي (غيتي)
خوان لويس ساباجي (غيتي)

بما أن مركز جاذبية الموضة لا يتوقف عن التغير والتحرك باتجاه أسواق جديدة، حسب توزع الثروات أو توفر الإبداع، فإن عواصم الموضة الأربعة، نيويورك، باريس، لندن وميلانو، ورغم مكانتها المحفوظة، لم تعد مركز الجذب الوحيدة في العالم بالنسبة للمصممين الشباب وصناع الموضة على حد سواء.
فمع الوقت، أكدت هذه الصناعة مكانتها للمشككين في مدى جدواها أو المتحاملين عليها، إنها تدر المليارات من الدولارات على اقتصاد أي بلد يتعامل معها بجدية. وهذا وحده كان كافيا لفتح شهية الكثير من بلدان العالم، من المكسيك إلى باكستان وستوكهولم إلى جنوب أفريقيا، على إطلاق أسبوع موضة خاص بها. أسبوع تحاول من خلاله أن ترعى مواهبها الصاعدة، على أمل أن يرتقوا بها ويكونوا السكين الذي تقتطع به قطعة من الكعكة التي تقدمها هذه الصناعة. وإذا كانت هناك وجهة تأخرت كثيرا عن ركوب هذه الموجة، رغم أن الكل كان يراهن عليها ويتوقع أن تدخل غمارها منذ عقد تقريبا، فهي دبي.
في العام الماضي فقط، قررت ألا يقتصر دورها على استهلاك الموضة فحسب، على أساس أنها لا تزال واحدة من أهم وجهات التسوق العالمي، وأن تدخل جانبها الإبداعي أيضا. وتحقق لها الأمر من خلال «فاشن فورورد»، الذي يحتضن مصممين عربا وشرق آسيويين مقيمين، ويقدم لهم منبرا على مدى ثلاثة أيام. صحيح أن الحدث لا يزال في عيون الكل، بمن فيه المنظمين، طفل لا يتعدى العام، إلا أن كل الدلائل تشير إلى أنه ينمو ويتطور بسرعة. فدبي، كما نعرف، لها قدرات خارقة على اختصار الزمن بنظرتها المستقبلية وعدم ترددها في تطبيق الأفكار الملهمة، عدا أنه لا البريق ينقصها ولا الرغبة الجامحة في التفوق والتميز. وحتى في حال جربت بعض العواصم الأخرى، مثل باكو الأذربيجانية أو ألماتي الكازاخستانية أو ساو باولو البرازيلية، أن تسرق منها بعضا من هذا «البريق»، فإنها حتما ستجد المنافسة شرسة وصعبة. السبب أن دبي تتوفر على كل العناصر اللوجيستية والبشرية لكي يتكلل «فاشن فورورد» بالنجاح، بما في ذلك إثباته أنه مستعد لتدارك الأخطاء وتصحيحها بسرعة. في موسمه الثالث، مثلا، كثف كل الجهود لكي يستقطب ولأول مرة أكثر من 40 مشتريا من المنطقة. وغني عن القول إن هذه الخطوة ستعزز مكانته التجارية كما ستمنح المصممين المشاركين فيه دعما وفي الوقت ذاته دافعا قويا لبذل المزيد. فعرض أزياء لا تجد طريقها إلى المحلات، عملية عبثية.
انطلقت الفعالية يوم أول من أمس، الجمعة، بعروض مميزة بدأت من منتصف النهار إلى الساعة العاشرة مساء، وكانت أول من افتتحته مؤسسة «ستارش»، التي يرعاها ويشرف عليها المصمم ربيع كيروز، وهي مؤسسة تمنح مصممين مبتدئين فرصة العرض مع تقديم الدعم المعنوي واللوجيستي لهم. في الموسم الحالي، احتضنت المؤسسة مصممين هما تيمي حايك وأتولييه جو باكليني. هذا الأخير قدم مجموعة تتمتع بأسلوب «سبور»، تخاطب رجلا شابا يحب العملية والبساطة، كما يحب التفاصيل اللافتة، وهذا ما حصل عليه. فقد كانت هناك الكثير من الشورتات المفصلة بحواش مبتكرة، كذلك قمصان تزين أكمامها أو ياقاتها أو جانب من تبطينها نقشات بألوان مختلفة. ولأنه يريد أن يرسخ هذه اللمسة كجزء من أسلوبه، كررها أيضا في مجموعة نسائية محدودة شملت فساتين قصيرة وبسيطة جدا، لفتاة لا تريد الكثير من التعقيدات في حياتها. بالنسبة للمصممة تيمي حايك، فقد استعرضت قدراتها على صياغة قطع متقنة ببليسهات تظهر حينا في الجوانب فقط، وحينا آخر في كل القطعة مع احتفاظها دائما بمرونتها وسهولة حركتها. فهذه الشابة، التي سبق لها العمل مع مارك جايكوبس وجون تشارلز دو كاستلباجاك، وقامت بدورة تدريبية في دار ألكسندر ماكوين ومع المصممة ماريا كاترانتزو، أكدت أنها قادرة على التفصيل والتفنن في التفاصيل، وإذا كان هناك ما يؤخذ عليها، فقد يكون ما قدمته موجه لسوق غربي أولا وأخيرا. فالفتحات كانت عالية جدا حتى في التنورات القصيرة، كما أن الـ«تي - شيرتات» والقمصان كانت تعلو على الخصر تاركة جزءا لا يستهان به من البطن مكشوفا. مع ذلك، وبقليل من التنسيق المختلف، يمكن أن تأخذ التشكيلة وجوها أخرى، تناسب أكثر من بيئة، لأنها في الأساس تتمتع بمرونة لا تخفى على العين، ولمسات فنية ناعمة تجعل تصحيح هذا الأمر سهلا.
أما المصممتان أروى عبد الهادي وبسمة أبو غزالة، مؤسستا ماركة «كايج» فقدمتا مجموعة شبابية بكل المقاييس، يمكن ارتداؤها في كل المناسبات، وكان فيها المخمل البطل، سواء في فساتين النهار أو المساء والسهرة. افتتحتا العرض بشورت قصير جدا يكاد يختفي تحت جاكيت مفصل من البوكار، كان من الواضح أنه مستلهم من خزانة الرجل. وتأكد هذا الانطباع بعد أكثر من إطلالة، ظهرت فيها العارضات بربطات عنق «بابيون» تركت منسدلة على الجوانب دون أن تعقد، الأمر الذي ذكرنا بالإطلالة التي اعتمدتها النجمة أنجلينا جولي، منذ فترة قصيرة، وظهرت فيها بتوكسيدو من دار سان لوران. ذكرتنا أيضا، بأن 2014 هو عام الراحل إيف سان لوران الذي قدم للمرأة أزياء استوحاها من أزياء الرجل في الستينات من القرن الماضي، كان أقواها التوكسيدو، وبأن الجدل حول الأنوثة والرجولة بدأ مع آدم وحواء ولن ينتهي أبدا، الأمر الذي تعرفه الموضة وتعود إليه دائما بشكل أو بآخر. بالنسبة لأروى وبسمة لم يقتصر الأمر على الجاكيتات فحسب بل امتد إلى القمصان التي اكتسبت أنوثة ساحرة بعد أن تم تنسيقها مع تنورات قصيرة. لكن سرعان ما تغيرت الصورة لتحل محلها مجموعة شبابية أخذت شكل قمصان من البوبلين وفساتين من الجرسيه منسدلة للنهار وأخرى من البروكار محددة على الجسم للكوكتيل، فضلا عن بنطلونات عالية الخصر. بعدها ظهر المخمل في فستانين في غاية الأناقة موجهين للمساء والسهرة بالأسود والأخضر الزيتوني وتطريزاتهما الخفيفة.
لكن عندما يتعلق الأمر بالتفصيل الرجالي، فإن ماركة ذي إمبرور 1688The Emperor)) للإخوة الإيرانيين، فرحان وباباك وهامان غولكار، قدمت لنا فيه درسا يصعب نسيانه بسرعة، حيث أكد الإخوة الثلاثة أنهم لا يكتفون بمنح الرجل أزياء بأقمشة مترفة وتصاميم يتداخل فيها الكلاسيكي مع العصري، بل يتطلعون أن ينسوه حتى اسم «سافيل رو» البريطاني أو شركة «لورو بيانا» الإيطالية. وبالنظر إلى ما قدموه، فإنهم وفروا كل ما يحتاجه ويتطلع إليه، بلغة راقية تغنيه عن سواها وعن السفر بعيدا بحثا عن التميز. كان مثيرا، طوال العرض، مراقبة الحماس الذي كان يرتسم على وجوه الحضور عند ظهور كل عارض أو عارضة. وهم محقون في ذلك، لأن الصورة كانت جد رومانسية تلعب على صورة الجنتلمان الإنجليزي كما رسختها روايات جاين أوستن أو شخصية جاي غاتسبي في رواية «ذي غرايت غاتسبي». كانت ملهمة بكل تفاصيلها الغنية، وعلى ما يبدو أرادها الإخوة، أن تعكس شخصياتهم وتطلعاتهم كشباب يريدون التميز، ولا يروون مانعا في معانقة الرسمية على شرط عدم الوقوع في مطب التقليدي أو العادي. البنطلونات كانت قصيرة نوعا ما، السترات مزدوجة والصديرات مفصلة لتكمل إطلالة جنتلمان عصري، كذلك المعاطف، خصوصا تلك التي جاءت على شكل «كابات». لكن في حال لم ترق لك هذه السترات أو المعاطف، فهناك خيارات أخرى تتجسد في سترات بسحابات حول الجيوب ما يخفف من رسميتها، ومعاطف بتصميم كلاسيكي أضفوا عليها جرعة من الحداثة من خلال السحابات أيضا. لم ينسوا المرأة، وقدموا لها مجموعة من القطع المفصلة أغلبها مستوحى من عالم الرجل، تمثلت في قمصان بياقات عالية وصارمة مثل تلك التي يعتمدها الرجل عندما يريد استعمال ربطة عنق بعقدة سميكة، اتبعوها بمجموعة فساتين منسدلة بأنوثة تتراقص فيها البليسيهات مع معاطف خفيفة، كل ما فيها يصرخ بأنها ستجد طريقها للمحلات بسهولة لتتسلل منها إلى خزانة المرأة الأنيقة. بعبارة أخرى فهي مضمونة أكثر من التشكيلة التي قدمها المصمم اللبناني خوان لويس ساباجي، ويمكن القول إنها جريئة في بحثها عن الجديد المختلف. وسواء نجحت في بحثها هذا أم لا، فإن المؤكد أنها كانت تجريبية وهندسية تارة، رومانسية وحالمة تارة أخرى. المصمم لم يبالغ في حديث جانبي قبل عرضه عندما اعترف بأنه «لا يخاف المغامرة عندما يتعلق الأمر بتجربة أي جديد»، مضيفا أن أسلوبه تبلور مع الوقت وبعد عدة تجارب وليس وليد موسم واحد أو تجارب محدودة. يشرح: « يمكنني القول إن أسلوبي مختلف، قد يميل أحيانا إلى الدراما، لكنه يعكس رغبتي في خوض التحدي وتكسير القوالب المتعارف عليها». ويبدو أن الطبيعة ملهمته الدائمة، فبعد أن أطلق على تشكيلته في الصيف الماضي عنوان انتقام الطبيعة، غير اتجاهه هذه المرة وجعلها أكثر رحمة بالمرأة. بلو تربطها بها علاقة حب ورومانسية تجلت في تصاميم تعانق الجسم وتغطيه بالورد والأزهار المتفتحة بشتى الألوان والأشكال. افتتح عرضه بعدد من القطع التجريبية، استعرض فيها قدراته الفنية وخصوبة خياله، سرعان ما تلاها بقطع تغلب عليها فنية صادمة أحيانا وحرفية عالية، تجسدت في صور عناكب ونحل طرزت بأسلوب أضفى عليها أبعادا ثلاثية. نفس الأسلوب طبقها في ورود متنوعة، قد يكون القاسم المشترك بينها أنها لا تعترف بالحجم الصغير، وزرع المصمم بعضها على مجموع تنورة مستديرة تستحضر أسلوب ديور ودراميته التي بتنا نفتقدها بعد خروج جون غاليانو منها، أو صاغها بطيات أوريغامي ليزين بها جوانب فستان طويل أو يغطي بها الخصر. كما ظهرت في فستان غطت فيه وردة واحدة مجموع الصدر ونصف الوجه. القصة التي حكاها لنا خوان لويس ساباجي في هذه التشكيلة، تتمتع بكل عناصر الإبهار بمزجها الحرفية التقليدية بالتقنيات الحديثة من دون أن ينسى أن يضيف إليها جرعة قوية من الجرأة، كان الدافع إليها الرغبة في التميز والهروب من العادي.
بعد عرضه مباشرة، كان الموعد مع لمياء السديري، السعودية الشابة التي شاركت لأول مرة في «فاشن فورورد» ونجحت بامتياز، لأنها قدمت تشكيلة تتمتع برؤية واضحة وخطوط عصرية بسيطة تحترم المرأة وتخاطبها أيا كان أسلوبها أو عمرها. تريد لمياء أن تقنعك بأن مكمن قوتها هو الرسم على الأقمشة والتطريز، لكن ما لا تقوله أو ربما لا تعرفه، هو أنها تتمتع بنظرة ثاقبة عندما يتعلق الأمر باختيار الأقمشة وترجمتها في أشكال عصرية «سبور» أو مستوحاة من عالم الرجل، الأمر الذي تجلى هنا في مجموعة جاكيتات واسعة بسحابات، وأخرى مفصلة، لكن دائما بنقشات دقيقة، وباللونين الأبيض والأزرق بكل درجات هذا الأخير. تقول لمياء إن سيراميك «ديلفت» الهولندي الشهير، كان ملهمها، مضيفة أنها لم تكتف باستعمال كل درجات الأزرق من السماوي إلى النيلي والداكن، بل استنسخته كذلك في التطريزات المرصعة بالترتر والأحجار، والتي أخذت أشكال فسيفساء، أو المرسومة على بعض القطع المحددة على الجسم. ورغم الحيوية التي كانت تفوح من جوانب كل قطعة قدمتها، يبقى أجملها فستان سهرة طويل يبدو للوهلة الأولى، وكأنه مكون من قطعتين: تنورة مع جاكيت توكسيدو مطرز، ما إن تقترب العارضة حتى تكتشف أنه فستان تتشابك كل أجزائه مع بعض ليشكل تحفة جمعت فيها المصممة خبرتها في التفصيل الرجالي والتطريز مع استعداد لمعانقة أنوثة مفعمة بالرومانسية ظهرت في التنورة الطويلة المنسدلة على قماش الموسلين بالأسود.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.


رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».


ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».