نجح نحو 600 طفل يعانون إعاقات مختلفة، توافدوا على مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز لرعاية الأطفال المعوقين بجدة خلال الأعوام العشرة الماضية، في التجاوب مع البرامج العلاجية، ومجاراة البرامج التعليمية؛ ما أسهم في تقدم حالاتهم الصحية.
من جانبه، ذكر الدكتور زهير ميمني، مدير المركز، خلال احتفال جمعية الأطفال المعوقين باليوم العالمي للعلاج الطبيعي أخيرًا، أن المراكز الحكومية المخصصة لرعاية المعوقين تبذل جهودًا كبيرة، وتسهم إسهامًا فاعلاً في علاج عدد كبير من الأطفال، لكن رغم ذلك فإن محدودية عدد الحالات التي يستطيع كل مركز من مراكز العلاج الطبيعي استقبالها وإن بلغت مئات الحالات سنويًا، يحتم دورًا أكبر للمراكز الخاصة في علاج الحالات التي لا تنطبق عليها شروط القبول في هذا المركز أو غيره من المستشفيات والمراكز الحكومية.
وأضاف، أنه تتم الاستعانة بالقطاع الخاص لاستقبال وعلاج مزيد من حالات الأطفال المعوقين، وذلك تحت مظلة جمعية الأطفال المعوقين ووزارة الصحة السعودية، من خلال 52 مركزًا خاصًا، مع متابعة كل حالة فيها بالتعاون مع ذوي المعاق، مشيرًا إلى أن التكلفة السنوية لعلاج الطفل تبلغ 10 آلاف دولار.
وأشار إلى استقطاب أجهزة حديثة لعلاج الإعاقة والتعامل معها، من خلال برنامج ركوب الخيل الذي انطلق منذ 8 سنوات، حيث يتوجه المعاقون أسبوعيًا إلى إسطبل الخيول المجهز للمعاقين في منطقة عسفان شمال جدة، موضحًا أن الجلوس على ظهر الخيول يساعد الأطفال المعاقين على تقوية وتقويم عضلات أسفل الظهر والعمود الفقري، واستفاد من هذا البرنامج أكثر من 260 طفلاً.
ونوه بأسبقية المركز على مستوى المنطقة العربية في استقطاب برنامج «البدلة الفضائية» و«شبكة العنكبوت» من وكالة ناسا الدولية للفضاء؛ إذ تسهم البدلة في مساعدة الأطفال داخل «شبكة العنكبوت» على التعامل مع أقفاص مطاطية ويستطيع من خلالها الطفل التحرك وقوفًا لعلاج التوازن وكأنه في مجال منعدم الجاذبية، وأسهمت في تحسين حالة نحو 600 طفل، بمعدل 60 طفلا سنويًا، تمكنوا من الوصول إلى مراحل متقدمة من المسير.
إلى ذلك، أكد الدكتور حامد بنون، اختصاصي تأهيل الأطفال والعلاج الطبيعي، أنه استنادًا إلى دراسات وأبحاث سعودية، يوجد نحو 75 ألف معاق جسديًا يشمل الذكور والإناث، تتنوع مسبباتها بين الأمراض والحوادث، بينما تعود أسباب إعاقة الأطفال إلى شلل الدماغ أو أمراض جينية تؤثر في الطفل قبل الولادة وخلالها. ويستفيد نحو 12 في المائة منهم من الخدمات الحكومية الصحية بمختلف برامجها، مشيرًا إلى قلة المراكز الحكومية في هذا التخصص؛ ما دعاهم للتوجه إلى القطاع الخاص، مبينًا أن التكاليف التي يتكبدها المريض باهظة بالنظر إلى الإمكانات الفردية والاقتصادية للمرضى وذويهم.
ونوّه إلى أن الحكومة تكفلت بمخصصات لمرضى الكلى ولمرضى السرطان، مشيرًا إلى أهمية صرف مبالغ تعنى بالتأهيل العلاجي بشكل عام، والتركيز على العلاج الطبيعي للأطفال المعاقين بشكل خاص، لافتًا إلى وجود جمعيات خيرية صحية تقدم العلاج للمرضى عبر مبالغ الدعم التي تصل إليها، إلا أن إيجاد مظلة تقوم على توزيع المبالغ على علاج الأطفال من خلال أطباء ومختصين في المجال، سيسهم بشكل أكبر في تقنين آلية صرف مبالغ العلاج وتغطية تكاليفها.
مركز الملك عبد الله لرعاية المعوقين يمنح الأمل لـ600 طفل
وزارة الصحة السعودية تستعين بالقطاع الخاص لتنفيذ برامج التأهيل
مركز الملك عبد الله لرعاية المعوقين يمنح الأمل لـ600 طفل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة