أول قائدة حزب سياسي تجوب المغرب حاملة رسالة «فيدرالية اليسارية الديمقراطي»

نبيلة منيب
نبيلة منيب
TT

أول قائدة حزب سياسي تجوب المغرب حاملة رسالة «فيدرالية اليسارية الديمقراطي»

نبيلة منيب
نبيلة منيب

تحت شعار «معنا.. مغرب آخر ممكن»، تنظم نبيلة منيب، الأمينة العامة لتحالف فيدرالية اليسار، قافلة تجوب المدن والقرى المغربية لإيصال رسالة التحالف للناخبين، عبر 17 محطة، انطلاقًا من مراكش، مرورًا بمجموعة من القرى والمدن الصغيرة في الجنوب والشرق وشمال المغرب.
وتلهب منيب مشاعر المتعاطفين مع حزبها بطلاقتها المعهودة، وبخطاباتها الحماسية المفعمة بالانتقاد الحاد للحكومة الحالية، وبشكل خاص لحزب العدالة والتنمية (مرجعية إسلامية). وتطرح منيب نفسها، كما يشير إلى ذلك شعار حملتها، «معنا.. مغرب آخر ممكن»، كبديل عن الحزبين المهيمنين في الساحة السياسية المغربية، «العدالة والتنمية» الذي يقترح نفسه كنواة لقطب المحافظين، وحزب الأصالة والمعاصرة الذي يحاول قيادة تحالف الحداثيين.
وفي خطاباتها خلال جولتها الانتخابية داخل المدن المغربية وجهت منيب سهام انتقاداتها لخطاب حزب العدالة والتنمية، المتمثل في الجانب الأخلاقي، مبرزة الفضائح الأخلاقية لبعض قيادييه، مشيرة إلى أن اليساريين هم أصحاب الأخلاق. أما حزب الأصالة والمعاصرة فترى منيب أن خطابه يدور حول معادات الأصولية، أكثر مما يتحدث أو يدافع عن الحداثة.
وبرزت منيب (56 سنة) منذ انتخابها عام 2012 أمينا عاما لحزب اليسار الاشتراكي الموحد، لتصبح بذلك أول سيدة مغربية تتولى قيادة حزب سياسي في البلاد. وتمكنت منيب من تطوير التنسيق والعمل المشترك بين بعض الفصائل اليسارية المغربية إلى مستوى أعلى عبر إنشاء «فيدرالية اليسار الديمقراطي» في 2007 التي تضم حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي وحزب المؤتمر الوطني الاتحادي والحزب الاشتراكي الموحد، بالإضافة إلى حركة «وضوح طموح شجاعة». وتقدم الأحزاب المتحالفة في إطار فيدرالية اليسار تحت قيادة منيب ترشيحات مشتركة للانتخابات التشريعية ليوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)، وغطت بمرشحيها 98 في المائة من الدوائر الانتخابية.
وتلعب فيدرالية اليسار الديمقراطي في دعايتها الانتخابية على الكاريزما التي اكتسبتها منيب، إذ لا تخلو أوراق الدعاية الانتخابية لكل مرشحي الفيدرالية من صورة منيب، باعتبارها تتصدر اللائحة الوطنية للفيدرالية.
وحلت قافلة منيب حاملة «الرسالة»، التي تمثل الشعار الانتخابي لفيدرالية اليسار في مدينة جرادة (شرق) أول من أمس، بعد جولة شملت مدن فكيك وتندرارا وتلسينت على الحدود المغربية - الجزائرية،. وبعد ذلك ستتجه منيب إلى فاس ومكناس، ومنها إلى تطوان ثم عبر الرباط إلى الداخلة أقصى الجنوب قبل أن تختم جولتها عشية يوم الاقتراع في مدينة الدار البيضاء، كبرى حواضر المغرب، حيث المقر الرئيسي للحزب.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.