«مهرجانات جونية الدوليّة» تختار أفضل 8 صور لألعابها النارية

لجنة حكم محترفة حدّدت الفائزين من أصل 150 متسابقًا

الصورة الفوتوغرافية الفائزة في المرتبة الأولى في مسابقة مهرجانات جونية لألعابها النارية والتي التقطها نديم كسرواني
الصورة الفوتوغرافية الفائزة في المرتبة الأولى في مسابقة مهرجانات جونية لألعابها النارية والتي التقطها نديم كسرواني
TT

«مهرجانات جونية الدوليّة» تختار أفضل 8 صور لألعابها النارية

الصورة الفوتوغرافية الفائزة في المرتبة الأولى في مسابقة مهرجانات جونية لألعابها النارية والتي التقطها نديم كسرواني
الصورة الفوتوغرافية الفائزة في المرتبة الأولى في مسابقة مهرجانات جونية لألعابها النارية والتي التقطها نديم كسرواني

وزّعت «مهرجانات جونية الدولية» جائزة أفضل صورة فوتوغرافية على ثمانية مصورين، التقطوها للألعاب النارية التي افتتحت بها أيام المهرجان في يوليو (تموز) الفائت.
وكانت لجنة حكم محترفة مؤلّفة من: إيلي بخعازي (أستاذ في جامعة الالبا)، وستافرو جبرا (خبير تصوير)، وشربل بويز (مصوّر)، قد اختاروا الصور الفائزة من بين 150 صورة فوتوغرافية شاركت في هذه المسابقة.
وأشار فادي فياض، أحد المشاركين في تنظيم مهرجانات جونية، إلى أنه من أصل مائة وخمسين صورة وردت إلى إدارة المهرجانات، تم اختيار خمس وعشرين منها. ولتصل بعدها إلى عشر صور تأهل أصحابها إلى مرحلة النهائيات، والذين تم من بينهم اختيار الثمانية الفائزين. وقال: «هذه النتيجة وصلنا إليها من خلال قرار لجنة الحكم المشرفة على المسابقة، وأيضاً استنادًا إلى نسبة تصويت الجمهور للمتسابقين عبر التطبيق الإلكتروني الخاص بالمهرجانات».
وأقيم حفل توزيع الجوائز في المبنى الزجاجي لوزارة السياحة، بحضور الوزير ميشال فرعون الذي سلّم جائزة المرتبة الأولى لنديم كسرواني وهي كناية عن رحلة إلى مدينة أثينا. وعلّق كسرواني في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «أعتقد أن أسلوب تصويري الفوتوغرافي، والتقنية التي أتبعها فيه شكّلا العاملين الأساسيين لفوزي في هذه المسابقة. وأضاف: «الصورة هي عبارة عن عدة مشاهد التقطتها في ظرف دقيقة ونصف حيث تركت كاميراتي مفتوحة المجال في التقاط الصور بشكل متتالٍ».
وكان نديم كسرواني الذي يهوى التصوير على الرغم من ممارسته مهنة بعيدة تماما عنها ألا وهي العمل في مجال الكيمياء، قد سبق وصوّر ليلة افتتاح مهرجانات جونية في أكثر من مرة، وقال: «لطالما لفتتني هذه المهرجانات في ليالي افتتاحها من كلّ سنة، وأضاف: «لقد اخترت هذا المكان بعد دراسة وافية له، وبذلت جهدًا للوصول إليه؛ كونه منطقة مقفلة. فاضطررت لتسلّق تلّة مجاورة له للوصول إليه وأخذ الزاوية الأفضل فيه لالتقاط صوري الفوتوغرافية».
أما الفائزون السبعة الآخرون فهم: نادر عزيز ووسام فاخوري وجورج ويل ورودي ضومط وسليم الخوري وفؤاد شوفاني وخليل شرف الدين.
يذكر أن «مهرجانات جونية الدولية» تنفرد سنويًا من بين المهرجانات الأخرى التي تقام في لبنان، في إقامة ليلة «الشعلة» لافتتاح أيامها. وتتضمن إطلاق ألعاب نارية تترافق مع أنغام موسيقية. وعادة ما ترتسم لوحة مشعّة في خليج جونية يضيئها أكثر من 300 يخت وزورق، تتقاطر من جميع مناطق لبنان للمشاركة في هذه المناسبة.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».