الانقلابيون يعرقلون التعليم في المحافظات المحررة ويحتجزون الكتب المدرسية

وزير التربية اليمني لـ «الشرق الأوسط»: الحوثيون لم يلتزموا بآلية الاختبارات الجديدة

وزير التربية اليمني الجديد عبد الله لملس («الشرق الأوسط»)
وزير التربية اليمني الجديد عبد الله لملس («الشرق الأوسط»)
TT

الانقلابيون يعرقلون التعليم في المحافظات المحررة ويحتجزون الكتب المدرسية

وزير التربية اليمني الجديد عبد الله لملس («الشرق الأوسط»)
وزير التربية اليمني الجديد عبد الله لملس («الشرق الأوسط»)

كشف الدكتور عبد الله سالم لملس، وزير التربية والتعليم اليمني الجديد، لـ«الشرق الأوسط»، عن إعداد وزارته برنامجا جديدا للرصد وإصدار الشهادات في المحافظات اليمنية المحررة، نظرا لسيطرة الانقلابيين على وزارة التربية والتعليم بصنعاء، ورفضهم تطبيق قرار الوزارة بخصوص الآلية الجديدة لاختبارات الثانوية العامة في المحافظات الواقعة تحت سيطرتهم.
ولفت الوزير المعين قبل أيام، إلى أن الدراسة الفعلية ستبدأ يوم 25 سبتمبر (أيلول) المقبل، بحسب التقويم المدرسي الذي تم إقراره في وقت سابق، مشيرا إلى أن الوزارة دعت الإدارات المدرسية إلى مباشرة أعمالها وفتح المدارس في جميع المناطق المحررة، ابتداء من يوم الأحد 18 سبتمبر، واستقبال الطلبة والطالبات المتقدمين للتسجيل ابتداء من أول من أمس الاثنين.
وقال الدكتور لملس، لـ«الشرق الأوسط»: «على قيادات السلطة المحلية بالمحافظات المحررة تدشين العام الدراسي الجديد يوم 25 سبتمبر 2016». مشددا على مديري مكاتب التربية في تلك المحافظات الواقعة تحت سيطرة السلطة الشرعية متابعة الالتزام بالتقويم المدرسي وتنفيذ زيارات ميدانية للمدارس للتأكد من فتح أبوابها للطلاب المتقدمين للتسجيل وموافاة الوزارة بتقارير عن مستوى التنفيذ.
وكشف الوزير عن عدم تسليم الميليشيات الانقلابية في صنعاء حتى اللحظة مستحقات لجان التصحيح دفاتر إجابات العام الماضي.
وأوضح أن برنامج رصد الدرجات وإعداد النتائج وإصدار الشهادات الجديدة قد تم إعداده من قبل مهندسين في محافظة عدن، وتم تجربته يوم السبت الماضي بوجود وكلاء الوزارة والمختصين وتم تحميله على الأجهزة في «كنترول عدن» و«كنترول الوزارة» الاثنين الماضي وذلك للبدء بعملية الرصد.
إلى ذلك، قال مدير مؤسسة مطابع الكتاب المدرسي، محمد باسليم، إن وزارة التربية والتعليم في عدن تجري مفاوضات مع المانحين لتمويل طباعة استمارة الثانوية العامة بشكلها ولونها الجديدين في الخارج على أن تكون مزودة بعلامات سرية كافية منعا للتزوير، حتى يتم استخدامها لطباعة شهادات الثانوية العامة بنظام المعدل التراكمي فور إعلانها.
وأشار باسليم إلى أن الاستمارات القديمة التي أشرفت المؤسسة على طباعتها في إندونيسيا في بداية عام 2014 بكميات كبيرة محتجزة في صنعاء، ولن يتم استخدامها في طباعة شهادات هذا العام في المحافظات المحررة، التي اعتمدت نظام المعدل التراكمي في اختبارات الثانوية العامة.
وأضاف مدير المطابع أن العمل سيبدأ قريبا في إعادة بناء المخازن في فرع عدن بتمويل من قبل المجلس النرويجي للاجئين، مبينا الانتهاء من إجراءات المناقصة وطلب الجانب النرويجي من المؤسسة تسليم الموقع للبدء بأعمال التأهيل خلال الأيام المقبلة.
وفي تعز، شكل مجلس تنسيقي المقاومة الشعبية لجنة مشتركة بين مكتب التربية وقيادة المحور، لضمان سير التهيئة للعملية التعليمية بالشكل المطلوب، مع بدء العام الدراسي الجديد 2016 - 2017.
جاء ذلك، خلال عقد مجلس تنسيق المقاومة الشعبية اجتماعه الدوري (الأسبوعي)، برئاسة الشيخ عارف جامل، وكيل محافظة تعز، نائب رئيس المجلس التنسيقي للمقاومة الشعبية، وبحضور وكيل المحافظة لشؤون قطاع الحجرية محمد عبد العزيز الصنوي.
وخرج الاجتماع بالوقوف على قضايا عدة من أبرزها: بدء العام الدراسي، احتفالات المدينة بأعياد ثورة 26 سبتمبر، وكذا مناقشة القضايا الأمنية داخل المحافظة، مع التشديد على تهيئة المدارس لاستقبال الطلاب بالموعد الذي حددته وزارة التربية والتعليم.
ويأتي مناقشة تهيئة المدارس في الوقت الذي اتخذ مجلس تنسيق المقاومة الشعبية، قرارا في وقت سابق بتسليم جميع المدارس إلى مكتب التربية والتعليم، في حين قالت اللجنة الطبية العليا في محافظة تعز إنها تفاجأت بتحويل مركز الدرن في تعز إلى مدرسة.
وقالت اللجنة، في مذكرة بعثتها إلى محافظ تعز علي المعمري، إن «لجنة حضرت إلى مركز الدرن قيل إنها من مكتب التربية، لكننا لسنا متأكدين، وتحمل مذكرة بتحويل المركز إلى مدرسة لتدريس الطلاب، في الوقت الذي نسعى فيه إلى إعادة فتح وتأهيل المركز، نظرا لكثرة حالات السل المنتظرة، التي أصبحت كابوسا يهدد المدينة وينذر بحدوث كارثة بيئية ما لم يتم تدارك الأمر وإعادة فتح وتأهيل مركز الدرن للحد من انتشار المرض في المدينة المحاصرة».
وطالبت اللجنة في مذكرتها بـ«إيقاف تحويل مركز الدرن إلى مدرسة، وتحويل الصرح الطبي المتخصص إلى مدرسة، بينما مدارس المدينة مغلقة ولم يتم الالتفات إليها، ومرضى السل هم الأولى بهذا المركز للتخفيف من آلامهم، حيث أصبح إعادة فتح المركز ضرورة إنسانية وأخلاقية».
وحذرت اللجنة الطبية العليا في محافظة تعز من كارثة صحية بسبب انتشار مرض السل الرئوي بالمدينة، مع تزايد حالات المرض وتدمير المراكز الصحية، ومنها مركز مكافحة السل.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.