الشيخ محمد بن راشد يطلق اسم الملك سلمان بن عبد العزيز على أحد شوارع دبي

تقديرًا لدور خادم الحرمين المحوري في القضايا العربية والإسلامية

شارع الملك سلمان بن عبد العزيز في مدينة دبي
شارع الملك سلمان بن عبد العزيز في مدينة دبي
TT

الشيخ محمد بن راشد يطلق اسم الملك سلمان بن عبد العزيز على أحد شوارع دبي

شارع الملك سلمان بن عبد العزيز في مدينة دبي
شارع الملك سلمان بن عبد العزيز في مدينة دبي

أمر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بإطلاق اسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، على شارع الصفوح بدبي، وذلك تقديرًا لشخصه وإعزازًا لدوره المحوري في مساندة مختلف قضايا الأمتين العربية والإسلامية.
كما أنه يأتي لمواقف الملك سلمان بن عبد العزيز المشرّفة في توطيد وحدة الصف العربي وتعزيز التعاون الخليجي والخروج به إلى آفاق أرحب ضمن مختلف مساراته، بما يحقق الأهداف التنموية وطموحات التطوير والتقدم في المنطقة.
وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أمس: «وجهنا بتغيير اسم شارع الصفوح بدبي إلى شارع الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ملك العدل والعزم في مملكة العز والحزم»، وأضاف: «الإمارات والسعودية اليوم إخوة متعاضدون وأشقاء متحالفون يدافعون عن أوطانهم وعن أرض الحرمين، نسأل الله أن يديم جمعهم وعزهم ومجدهم».
وافتتح الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، شارع الملك سلمان بن عبد العزيز، باسمه الجديد، وذلك بحضور الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس «مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم»، وأنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، والدكتور محمد البشر، السفير السعودي لدى الإمارات، وعدد من كبار المسؤولين.
وبحسب بيان صادر عن حكومة دبي فإن هذه اللفتة تأتي تأكيدًا على عمق العلاقات الأخوية التي تجمع الإمارات بالسعودية، ومتانة الروابط التاريخية بين الشعبين، وإجلالاً لدور السعودية الرائد ورؤية قيادتها في مختلف المواقف، وإعزازًا للمواقف الثابتة لخادم الحرمين الشريفين والسعودية تجاه مجمل القضايا الرئيسية في المنطقة.
وقال الدكتور محمد البشر، السفير السعودي لدى الإمارات، إنه ليس بمستغرب على الإمارات أن تطلق اسم خادم الحرمين الشريفين على أحد أهم الشوارع الموجودة في دبي، حيث إن الملك سلمان بن عبد العزيز هو ملك الحزم والعزم. وزاد في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن الإمارات تقدم في كل مناسبة شيئا ما، وفي فرحة السعودية باليوم الوطني أطلقت اسم خادم الحرمين الشريفين على شارع الصفوح، الذي يعد واحدا من أهم الشوارع في دبي.
وأكد أن الإمارات دائما ما تؤكد محبتها من خلال مواقفها، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي، خصوصا مع التوافق التام في الرؤى الدولية.
ويُعدُّ شارع الملك سلمان بن عبد العزيز (الصفوح سابقًا) من الشوارع الحيوية الرئيسية في إمارة دبي، بما يضمه من منشآت سياحية واقتصادية تعتبر من أهم ملامح دبي الحديثة، بما في ذلك «جزيرة نخلة جميرا»، و«مدينة جميرا»، التي تعتبر من أبرز نقاط الجذب السياحي في دبي، بما تضمه من مرافق سياحية رفيعة المستوى مثل فندق ميناء السلام، وفندق القصر، ومدينة أرينا، وسوق مدينة جميرا، وصولاً إلى مرسى دبي، ومنطقة «جميرا بييتش رزيدنس».
ويضم الشارع مجموعة من أهم المراكز الاقتصادية ومنها: «مدينة دبي للإعلام»، و«مدينة دبي للإنترنت»، إضافة إلى «قرية دبي للمعرفة» التي تمثل مركزًا متطورًا للتعليم والتدريب المهني بشراكة نخبة من المعاهد والمؤسسات العلمية المحلية والعالمية المتخصصة.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».