ولي العهد السعودي: استطعنا بتكاتفنا جميعًا دحر الفئة الضالة ورد كيدهم

زار المفتي العام والشيخ الفوزان ومركز القيادة والسيطرة لأمن الحج

الأمير محمد بن نايف لدى ترؤسه اجتماع القيادات الأمنية في مركز القيادة والسيطرة بمشعر منى (واس)
الأمير محمد بن نايف لدى ترؤسه اجتماع القيادات الأمنية في مركز القيادة والسيطرة بمشعر منى (واس)
TT

ولي العهد السعودي: استطعنا بتكاتفنا جميعًا دحر الفئة الضالة ورد كيدهم

الأمير محمد بن نايف لدى ترؤسه اجتماع القيادات الأمنية في مركز القيادة والسيطرة بمشعر منى (واس)
الأمير محمد بن نايف لدى ترؤسه اجتماع القيادات الأمنية في مركز القيادة والسيطرة بمشعر منى (واس)

أكد الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي رئيس لجنة الحج العليا، أن الإرهابيين والفئة الباطلة التي تسعى لخلق الفتن، لن يكون لها وجود أو دور، وقال إن بلاده استطاعت بتوحيد الجهود وتكاتف أبنائها من مسؤولين ومواطنين ورجال أمن، دحرهم ورد كيدهم.
من جانب آخر، أشاد الأمير محمد بن نايف، بما يبذله رجال قوات الأمن العام والقطاعات العسكرية المختلفة من جهود كبيرة مقدرة لضمان أمن وأمان الحجاج، وأثنى على ما تحقق من إنجازات أمنية هيأت لحجاج بيت الله تأدية مناسكهم بيسر وسهولة.
جاء ذلك عقب تفقده، مساء أول من أمس، مركز القيادة والسيطرة لأمن الحج بمقر الأمن العام في مشعر منى، للاطمئنان على الاستعدادات الأمنية الميدانية. وخلال الزيارة، لفت ولي العهد إلى الجهود الأمنية في عمومها على مستوى السعودية، وحث رجال الأمن على بذل المزيد من الجهود «بما يؤكد حقيقة أمن وأمان المواطن على أرض الوطن شاملاً».
وأعرب الأمير محمد بن نايف عن فخره واعتزازه بالجهود الكبيرة التي يبذلها جميع المشاركين في أعمال الحج، مؤكدا أن ما لمسه منهم من تفان وإخلاص «يجعل الجميع يفخر بما يقدمونه لخدمة حجاج بيت الله الحرام حتى يتموا نسكهم بأمن وطمأنينة».
وكان ولي العهد اطلع فور وصوله على قسم المراقبة التلفزيونية ذات التقنية العالية الحديثة والحاسب الآلي وأقسام عمليات المرور والأمن الجنائي والتنسيق وبقية أقسام القطاعات الأمنية المشاركة في أعمال الحج، كما اطلع على مركز ضبط التفويج المستحدث هذا العام الذي يعمل على متابعة وتقييم المطوفين في تفويج ضيوف الرحمن وفق الخطط التي اعتمدتها وزارة الحج.
ولاحقًا، عقد الأمير محمد بن نايف اجتماعًا بقادة قوات أمن الحج، واستمع إلى شرح عن مهام القوات، وإمكاناتها وجهودها وعدد العاملين فيها وجميع الخطط الأمنية المرسومة خلالها، فيما ألقى مدير الأمن العام كلمة، نوه فيها بنجاح خطط أمن الحج هذا العام الذي جاء بتوفيق من الله تعالى ثم تعاون الجهات العسكرية في تنفيذها.
من جانب آخر، زار الأمير محمد بن نايف مساء أول من أمس، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء في مقر إقامته بمشعر منى، وخلال الزيارة ألقى المفتي العام كلمة أكد فيها أن موسم حج هذا العام «مر في خير وعافية وبسكون واطمئنان بفضل الله ثم بجهود جبارة متوالية دؤوبة، والله سبحانه وتعالى اختاركم لهذا الأمر العظيم خدمة بيت الله الحرام والمسجد النبوي وأجلكم بذلك».
وأضاف المفتي العام «نشكركم على جهودكم وأعمالكم وأقوالكم، وما تقومون به من مكافحة للمخدرات والمسكرات أمر تشكرون عليه، وحماية الأوطان من الأعمال الخبيثة والسيئة تقوي الأوطان وتثبت الأمن والاستقرار».
وقال آل الشيخ «أعداؤنا بذلوا كل جهودهم ضدنا فكريا واقتصاديا وأخلاقيا ولكن لم ينجحوا في ذلك لأن الأمة الإسلامية على عقيدة سليمة ثابتة لا تؤثر عليها أعمال هذه الفئة الباطلة».
وقال: «إن الملك سلمان اختاركم أنتم وولي ولي العهد لهذه البلاد لتكون إن شاء الله على منهج ومنهاج للأمة الإسلامية المتماسكة، فاتقوا الله واعلموا أنه كلما عملتم من عمل للحجاج فستتزودون من عملكم وحسناتكم يوم القيامة»، وأضاف: «لم يكن للحرمين الشريفين حماية بعد الخلفاء الراشدين حيث كثرت الفتن والمصائب وقطاع الطرق فجاء حكام هذه البلاد وصانوا الحرم وعملوا أعمالا جليلة لخدمته، ونسأل الله أن يوفق حكومة خادم الحرمين الشريفين لكل ما فيه خير وصلاح للأمة الإسلامية».
كما زار ولي العهد، الشيخ الدكتور صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء في مقر إقامته بمشعر منى، الذي ألقى بدوره كلمة، أكد فيها أن السعودية «هي العين الباصرة للعالم الإسلامي واستقرارها ونجاح أعمال الحج يغيظ الأعداء والمتربصين»، داعيًا الله تعالى أن يعين ويوفق حكومة خادم الحرمين الشريفين لخدمة الحجاج والمعتمرين، مؤكدا أن هذا الأمر به الأجر العظيم والمثوبة من الله عز وجل.
من جانبه قال الأمير محمد بن نايف «إن كل شيء في هذا البلد قام على أسس من العقيدة الإسلامية وعلى الجد والحزم بضوابط تضمن أمن وأمان المواطن وتدحض كيد المتربصين ببلادنا».
وأضاف: «إن سيدي الملك سلمان، أطال الله في عمره، دائما يكرر تأكيد لقبه أنه خادم الحرمين الشريفين، وهذا يدل على حرص ولاة الأمر على خدمة الحرمين الشريفين».
وفي تعليق لولي العهد على الفئة الباطلة التي تسعى لخلق الفتن قال: «بما أننا يد واحدة متكاتفون، لن يكون لهم بيننا أي دور والحمد لله، وقد استطعنا بفضل الله ثم بجهود إخوانكم رجال الأمن وأبنائكم دحر كيدهم»، وأضاف: «أما في الحج فالحمد لله فإن كل قطاعات الدولة تعمل وفق منظومة متناغمة بين بعضها البعض وهذا هو المهم».
والتقى ولي العهد في مكة المكرمة مساء أمس، الشيخ الدكتور عبد الرحمن السند رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الذي قدم له شرحًا عن جهود الهيئة خلال حج هذا العام التي أسهمت مع القطاعات الحكومية الأخرى في تيسير مهمة الحج لحجاج بيت الله الحرام، وأثنى الأمير محمد بن نايف على ما يقدم من جهود، مؤكدا أهمية تقديم كل ما يعزز تأدية الحجاج لمناسكهم بيسر وسهولة.
ورافق ولي العهد كل من: الأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبد العزيز، والأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز مستشار وزير الداخلية، والدكتور ساعد العرابي الحارثي مستشار وزير الداخلية، وعبد الله المحيسن المستشار بالديوان الملكي.



من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
TT

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)

صادقت 15 دولة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الرقمي، على إطلاق مبادرة استراتيجية متعددة الأطراف لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» خلال «منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة، الذي تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد، وحتى 19 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، بمركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض، وبتنظيم من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، وهيئة الحكومة الرقمية.

وعلى هامش المنتدى، أعلنت «منظمة التعاون الرقمي» التي تتخذ من العاصمة السعودية الرياض مقرّاً لها، إطلاق المبادرة، بمصادقة عدد من الدول على بيان مشترك بهذا الإعلان وهي: السعودية، والبحرين، وبنغلاديش، وقبرص، وجيبوتي، وغامبيا، وغانا، والأردن، والكويت، والمغرب، ونيجيريا، وعُمان، وباكستان، وقطر، ورواندا.

وأكدت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الرقمي، لـ«الشرق الأوسط» أن هذه المبادرة التي تقودها وترعاها الكويت، وتم تقديمها خلال الجمعية العامة الثالثة لمنظمة التعاون الرقمي، تهدف إلى تعزيز احترام التنوع الاجتماعي والثقافي، ومكافحة المعلومات المضللة عبر الإنترنت، من خلال جهود الوساطة والتنسيق بين الشركات والحكومات والجهات الأخرى ذات الصلة، مثل المنظمات الدولية والمجتمع المدني.

وتضمّن الإعلان، إنشاء «لجنة وزارية رفيعة المستوى» تتولّى الإشراف على تنفيذ مبادرة «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» التابعة للمنظمة، فيما جدّدت الدول المُصادقة على الإعلان، التزامها بالدعوة إلى «إنشاء اقتصاد رقمي شامل وشفاف وآمن يُمكن الأفراد من الازدهار».

وأكّد الإعلان على رؤية الدول إلى أن القطاع الخاص، وخصوصاً منصات التواصل الاجتماعي، «شريك في هذه الجهود لتعزيز التأثير الاجتماعي الإيجابي بدلاً من أن تكون وسيلة لنشر التأثيرات السلبية أو عدم الوعي الثقافي».

ودعا الإعلان، إلى بذل جهود جماعية من شأنها دعم القيم الوطنية، والتشريعات، وقواعد السلوك في منصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب تأكيد «منظمة التعاون الرقمي» التزامها بتحسين الثقة في الفضاء السيبراني من خلال معالجة التحديات الأخلاقية والخصوصية المرتبطة بالتقنيات الناشئة.

وفي الإطار ذاته شدّد الإعلان على الأهمية البالغة للحوار النشط والتعاون بين منصات التواصل الاجتماعي والدول التي تعمل فيها، وعَدّ التعاون القائم على الثقة المتبادلة «مفتاحاً لضمان احترام المشهد الرقمي لحقوق وقيم جميع الأطراف ذات الصلة».

من جهتها، أشارت ديمة اليحيى، الأمين العام لـ«منظمة التعاون الرقمي»، خلال حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن استطلاعات للرأي شملت 46 دولة، أظهرت أن أكثر من 59 في المائة قلقون من صعوبة التمييز بين المحتوى الحقيقي والمزيف عبر الإنترنت.

وأضافت أن ما يزيد على 75 في المائة من مستخدمي الإنترنت قد واجهوا أخباراً زائفة خلال الأشهر الستة الماضية، وتابعت: «تنتشر المعلومات المضللة على المنصات الاجتماعية بمعدل يصل إلى 10 أضعاف سرعة انتشار الحقائق»، الأمر الذي من شأنه، وفقاً لـ«اليحيى»، أن يسلّط الضوء على مفارقة مزعجة بأن «المنصات التي أحدثت ثورة في الاتصال والتقدم أصبحت أيضاً قنوات للانقسام، وتزعزع الثقة، وتزيد من حالة الاستقطاب في المجتمعات».

ونوّهت اليحيى إلى أن المعلومات المضلّلة «لم تعد قضية هامشية، بل جائحة رقمية مخيفة تتطلب تحركاً عاجلاً ومشتركاً»، وأضافت: «الدراسات بيّنت أن المعلومات المضللة قد تؤدي إلى إرباك الانتخابات في العديد من الدول خلال العامين المقبلين، مما يهدد الاستقرار العالمي». على حد وصفها.

وعلى جانب آخر، قالت: «بالنسبة للأجيال الشابة، فإن التأثير مقلق بشكل خاص، إذ يقضي المراهقون أكثر من 7 ساعات يومياً على الإنترنت، ويؤمن 70 في المائة منهم على الأقل بأربع نظريات مؤامرة عند تعرضهم لها». وخلال جائحة كورونا «كوفيد - 19»، أدت المعلومات المضللة حول القضايا الصحية إلى انخفاض بنسبة 30 في المائة في معدلات التطعيم في بعض المناطق، مما عرض ملايين الأرواح للخطر.

وأردفت: «أكّدت خلال كلمتي أمام منتدى حوكمة الإنترنت على أننا في منظمة التعاون الرقمي ملتزمون بهذه القضية، بصفتنا منظمة متعددة الأطراف، وكذلك معنيّون بهذه التحديات، ونستهدف تعزيز النمو الرقمي الشامل والمستدام».

جدير بالذكر أنه من المتوقع أن يشارك في فعاليات المنتدى أكثر من 10 آلاف مشارك من 170 دولة، بالإضافة إلى أكثر من ألف متحدث دولي، وينتظر أن يشهد المنتدى انعقاد نحو 300 جلسة وورشة عمل متخصصة، لمناقشة التوجهات والسياسات الدولية حول مستجدات حوكمة الإنترنت، وتبادل الخبرات والمعلومات وأفضل الممارسات، وتحديد التحديات الرقمية الناشئة، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني والقطاع غير الربحي.