حفتر يناقش وضع بنغازي بعد تحريرها.. وعودة السيارات المفخخة إلى طرابلس

وزير الدفاع الأميركي يتوقع سيطرة قوات السراج على سرت قريبًا

عنصران من القوات الموالية لحكومة الوفاق على مقربة من مبني حكومي في سرت شهد محيطه  اشتباكات مع {داعش} (رويترز)
عنصران من القوات الموالية لحكومة الوفاق على مقربة من مبني حكومي في سرت شهد محيطه اشتباكات مع {داعش} (رويترز)
TT

حفتر يناقش وضع بنغازي بعد تحريرها.. وعودة السيارات المفخخة إلى طرابلس

عنصران من القوات الموالية لحكومة الوفاق على مقربة من مبني حكومي في سرت شهد محيطه  اشتباكات مع {داعش} (رويترز)
عنصران من القوات الموالية لحكومة الوفاق على مقربة من مبني حكومي في سرت شهد محيطه اشتباكات مع {داعش} (رويترز)

انفجرت أمس سيارتان ملغومتان على مقربة من مقر وزارة الخارجية وقاعدة بحرية تستخدمها حكومة الوفاق الوطني الليبية المدعومة من الأمم المتحدة بالعاصمة طرابلس، لكن من دون سقوط ضحايا، فيما أعلن وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر أن القوات الليبية المدعومة من بلاده تقترب من طرد تنظيم داعش من آخر معاقله في مدينة سرت الساحلية.
وقال كارتر، في مؤتمر صحافي عقد في لندن، أمس، إن القوات المتحالفة مع الحكومة الليبية، التي يترأسها فائز السراج، طوقت «داعش» في قطاع واحد صغير من المدينة، مضيفا أنه يتوقع أنهم «سيقضون على المقاومة المتبقية عما قريب».
وجدد المسؤول الأميركي تعهد بلاده بالاستمرار في دعم حكومة السراج بقوله إن الولايات المتحدة لن توقف مساعدتها لليبيا بمجرد استعادة سرت.
من جانبها، قالت القوات الليبية، التي تتلقى دعما من الغارات الجوية الأميركية منذ مطلع الشهر الماضي، إنها تقدمت صوب بعض من آخر معاقل «داعش» في المدينة.
وخصص اجتماع حضره، أمس، رئيس بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا مارتن كوبلر والمبعوث الأميركي جوناتان وينر مع وزراء الدفاع والداخلية والتخطيط والحكم المحلي في حكومة السراج لمناقشة كيفية إعمار مدينة سرت.
وتعد حملة سرت أحد التحديات الكثيرة في ليبيا، حيث تحاول حكومة السراج توحيد مجموعة واسعة من الفصائل المتنافسة التي قسمت البلاد منذ سقوط معمر القذافي في 2011.
إلى ذلك، قالت مصادر أمنية في العاصمة طرابلس إن انفجار السيارتين المفخختين في ساعة مبكرة من صباح أمس، خلف مقر وزارة الخارجية والثانية وقرب المقر السابق لحكومة الوفاق الوطني، لم يسفر عن وقوع ضحايا، إذ قال عصام النعاس، الناطق الرسمي باسم الإدارة العامة للأمن المركزي، إن السيارة الأولى انفجرت في الساعة الثامنة والنصف صباحا بالقرب من مسجد القوقزقو بمنطقة زاوية الدهماني القريب من وزارة الخارجية الليبية، ثم أعقبها الانفجار في السيارة الثانية بطريق الشط، موضحا أن الأضرار اقتصرت على تهشم زجاج بعض السيارات التي كانت قريبة من المكان، ولم تحدث أي أضرار بشرية.
وطبقا للنعاس فقد طوقت عناصر الفرقة السادسة التابعة للإدارة العامة للأمن المركزي، مكان الحادثين، وأغلقت الطرقات للتأكد من عدم وجود سيارات أخرى مفخخة.
وقالت وكالة الأنباء الليبية إن حركة المرور والحركة في العاصمة طرابلس لم تتأثر، حيث انتظمت الرحلات في مطار معيتيقة، وغيرها من المؤسسات، في حين بدأت الأجهزة الأمنية في إجراء التحقيقات اللازمة للوصول إلى مرتكبي الحادثين.
ولم يصدر على الفور أي بيان من حكومة السراج، لكن موسى الكوني، أحد أعضاء مجلسها الرئاسي، انتقد التفجيرين، ووصفهما في تغريدة له عبر موقع «تويتر» بـ«جريمتي التفجير الجبان الموجهة لزعزعة أمن العاصمة». واعتبر الكوني الذي تفقد مكان حدوث الانفجار أن «هذه الأعمال الإرهابية الرخيصة لن تزيدنا إلا عزمًا على اقتلاع (داعش) من جذوره».
ويقع مقر وزارة الخارجية في منطقة مطلة على القاعدة البحرية، التي كانت تتخذها حكومة السراج مقرا لها قبل أن تنتقل إلى مقر رئاسة الوزراء.
وشهدت العاصمة طرابلس في السنوات الماضية عدة انفجارات بسيارات مفخخة، آخرها قبل نحو عام عندما انفجرت سيارة مركونة قرب سجن في وسط المدينة، موقعة أضرارا مادية من دون إصابات بشرية.
ومن المفترض أن تحل حكومة السراج محل حكومتين متنافستين، إحداهما في طرابلس والأخرى في شرق ليبيا التي انقسمت بعد معركة للسيطرة على العاصمة في 2014.
لكن الحكومة الجديدة تواجه صعوبات جمة في فرض سلطتها، وفشلت في الحصول على تصديق أطراف مؤثرة في الشرق، كما تواجه انتقادات على نطاق واسع لعدم تمكنها من معالجة المشكلات اليومية في العاصمة، ومناطق أخرى، بما في ذلك أزمة السيولة النقدية والانقطاعات الطويلة في التيار الكهربائي.
إلى ذلك، أعلن الجيش الوطني الليبي في شرق البلاد، أن الاجتماع الذي عقده، أول من أمس، قائده العام الفريق خليفة حفتر مع قادة المحاور والعمليات العسكرية، بحضور رئيس غرفة عمليات الكرامة عميد عبد السلام الحاسي، ووزير الداخلية في مقر غرفة عمليات الكرامة في منطقة بنينا غرب مدينة بنغازي، ناقش ما بعد تحرير المدينة، باعتبار أن عملية تطهيرها من الإرهابيين باتت على وشك الانتهاء.
وتوقع العقيد أحمد المسماري، الناطق العسكري باسم قوات الجيش، في مؤتمر صحافي عقده مساء أول من أمس، قرب انتهاء المعارك في مدينة بنغازي، لافتا النظر إلى أن قوات الجيش والقوات المساندة تتعامل مع الألغام والمُفخخات في محوري القوارشة وقنفودة، وأن المنطقة تشهد اشتباكات متقطعة بين الفينة والأخرى. لكنه مع ذلك أوضح أن العمليات العسكرية ما تزال متواصلة في سوق الحوت لضرب الحركات الإرهابية، وإجهاض قدرتها على المناورة.
وكشف المسماري النقاب عن أن الفريق حفتر وضع خطة لإنقاذ العائلات العالقة في آخر مواقع الاشتباكات في منطقة قنفودة.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.