تحييد مصير الأسد من اتفاق «كيري ـ لافروف»

تطابق موقفي الرياض وأنقرة حول الملف السوري

سكان من داريا لدى إجلائهم من بلدة معضمية الشام قرب دمشق أمس (أ.ف.ب)
سكان من داريا لدى إجلائهم من بلدة معضمية الشام قرب دمشق أمس (أ.ف.ب)
TT

تحييد مصير الأسد من اتفاق «كيري ـ لافروف»

سكان من داريا لدى إجلائهم من بلدة معضمية الشام قرب دمشق أمس (أ.ف.ب)
سكان من داريا لدى إجلائهم من بلدة معضمية الشام قرب دمشق أمس (أ.ف.ب)

أفادت مصادر أوروبية مطلعة على تطورات الملف السوري، بأن وزيري الخارجية، الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف، اللذين يجريان منذ مدة محادثات حول الأزمة السورية، عمدا بسبب إلحاح الثاني، إلى إبعاد مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد من النقاش على اعتبار أنه موضوع «خلافي» وأن التوقف عنده «سيحبط العملية السياسية برمتها».
وأضافت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن الوزيرين قررا، عوضا عن ذلك، التركيز على الوضع الميداني، وتحديدا السعي لإعادة إحياء عملية وقف الأعمال العدائية انطلاقا من مدينة حلب ومحيطها، ووضع حد لحالات الحصار الموجودة، وضمنها حلب، ودفع النظام ومعارضيه إلى العودة لطاولة المفاوضات في جنيف.
جاء ذلك في الوقت الذي تضاربت فيه أنباء عن عقد كيري ولافروف لقاء محتملاً في جنيف لبحث الملف السوري، علما بأنهما أجريا مكالمة هاتفية، أظهرت أن هناك خلافات لا تزال تعرقل التوصل إلى اتفاق.
من جهة أخرى، تطابقت الآراء بين السعودية وتركيا بشأن التأكيد على استبعاد الأسد في المرحلة الانتقالية. وفي حين أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، خلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو في أنقرة أمس، أن الرياض وأنقرة هما أول من دعم المعارضة السورية المعتدلة، فإنه أشار أيضا إلى أن السعودية كانت أول من بادر بضرب «داعش» في إطار التحالف الدولي. وأكد الجبير دعم السعودية للعملية العسكرية التركية «درع الفرات» في شمال سوريا لمواجهة الجماعات الإرهابية.
وشدد على أنه «لا بديل عن الحل السياسي في سوريا», لافتا إلى أن الحلول العسكرية ستكون البديل بعد استنفاد كل الجهود السياسية.
ميدانيًا، نفّذ النظام السوري أمس المرحلة الثانية من عملية تهجير أبناء مدينة داريا الموجودين في معضمية الشام، حيث جرى نقل عشرات منهم إلى منطقة حرجلة الواقعة في ريف دمشق الجنوبي، ضمن اتفاق «الإذعان» الذي فرضه ممثلو النظام على أهالي داريا، لينسحب ذلك على أبناء المدينة اللاجئين إلى المعضمية.
وأوضح الناشط الإعلامي المعارض في ريف دمشق ضياء الحسيني، أن «عدد من تم إجلاؤهم من المعضمية يقارب 150 شخصًا، نقلوا إلى حرجلة، لينضموا إلى 300 من أهل المدينة الذين سبق للنظام أن أبعدهم إلى نفس المنطقة في الثاني من الشهر الحالي».
وأكد الحسيني لـ«الشرق الأوسط» أن نحو 250 مدنيًا من مدنيي داريا لا يزالون في المعضمية ينتظرون نقلهم اليوم وغدًا ما لم تحُل دون ذلك معوقات لوجستية.
... المزيد



أوكرانيا تترقَّب ردَّ بوتين

لقطة فيديو تظهر انفجاراً قرب الكرملين أمس (رويترز)... وفي الإطار بوتين خلال اجتماعه مع حاكم منطقة نوفغورود خارج موسكو أمس (إ.ب.أ)
لقطة فيديو تظهر انفجاراً قرب الكرملين أمس (رويترز)... وفي الإطار بوتين خلال اجتماعه مع حاكم منطقة نوفغورود خارج موسكو أمس (إ.ب.أ)
TT

أوكرانيا تترقَّب ردَّ بوتين

لقطة فيديو تظهر انفجاراً قرب الكرملين أمس (رويترز)... وفي الإطار بوتين خلال اجتماعه مع حاكم منطقة نوفغورود خارج موسكو أمس (إ.ب.أ)
لقطة فيديو تظهر انفجاراً قرب الكرملين أمس (رويترز)... وفي الإطار بوتين خلال اجتماعه مع حاكم منطقة نوفغورود خارج موسكو أمس (إ.ب.أ)

أعلنت موسكو إحباطَ محاولة لاغتيال الرئيس فلاديمير بوتين بطائرتين مسيّرتين استهدفتا الكرملين أمس، واتَّهمت أوكرانيا بالوقوف وراء ذلك، الأمر الذي وضع كييف في حالة ترقّب إزاء ردّ محتمل، رغم نفي مسؤوليتها، وتشكيك واشنطن فيما يصدر عن الكرملين.
وطالب الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف «بالتخلص من» الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي و«أعوانه» في كييف.
ودعا ميدفيديف، وهو حالياً المسؤول الثاني في مجلس الأمن الروسي، إلى «تصفية» زيلينسكي رداً على الهجوم المفترض.
وكتب ميدفيديف قائلاً «بعد الاعتداء الإرهابي اليوم، لم يبقَ خيار سوى تصفية زيلينسكي جسديا مع زمرته».
بدوره، صرح زيلينسكي للصحافيين في مؤتمر صحافي مشترك مع نظرائه في دول شمال أوروبا في هلسنكي «لم نهاجم بوتين. نترك ذلك للمحكمة. نقاتل على أراضينا وندافع عن قرانا ومدننا».

وأضاف زيلينسكي «لا نهاجم بوتين أو موسكو. لا نملك ما يكفي من الأسلحة للقيام بذلك». وسئل زيلينسكي عن سبب اتهام موسكو لكييف فأجاب أنَّ «روسيا لم تحقق انتصارات».
بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنَّه لا يستطيع إثبات صحة اتهام روسيا بأنَّ أوكرانيا حاولت اغتيال الرئيس الروسي في هجوم بطائرتين مسيّرتين، لكنَّه قال إنَّه سينظر «بعين الريبة» لأي شيء يصدر عن الكرملين.
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنتقد أوكرانيا إذا قرَّرت بمفردها ضرب روسيا رداً على هجمات موسكو، قال بلينكن إنَّ هذه قرارات يجب أن تتخذها أوكرانيا بشأن كيفية الدفاع عن نفسها.
من جانبها، قالت الأمم المتحدة إنَّه لا يمكنها تأكيد المعلومات حول هجمات أوكرانيا على الكرملين، داعية موسكو وكييف إلى التخلي عن الخطوات التي تؤدي إلى تصعيد.
روسيا تعلن إحباط محاولة لاغتيال بوتين في الكرملين بمسيّرتين