معرض تشكيلي لأبرز المحطات في حياة مؤسس السعودية

يؤرخ لاجتماعات الملك عبد العزيز التاريخية بزعماء الدول .. وينطلق في مناسبة اليوم الوطني

جانب من الرسومات التي أعدتها الكاتبة السعودية الجفال («الشرق الأوسط»)
جانب من الرسومات التي أعدتها الكاتبة السعودية الجفال («الشرق الأوسط»)
TT

معرض تشكيلي لأبرز المحطات في حياة مؤسس السعودية

جانب من الرسومات التي أعدتها الكاتبة السعودية الجفال («الشرق الأوسط»)
جانب من الرسومات التي أعدتها الكاتبة السعودية الجفال («الشرق الأوسط»)

تستعد الكاتبة السعودية فضيلة الجفال لإطلاق معرض تشكيلي، يلقي الضوء على أبرز المحطات التاريخية والسياسية لمؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز، استلهمتها من صور واقعية مختلفة للملك عبد العزيز في مراحل مختلفة.
وعن المشروع تقول الجفال: «قد تبدو الصور الفوتوغرافية القديمة تاريخًا ماديًا باهتًا نوعًا ما، لكن اللوحات تؤرّخ كنوع من المجد، هكذا أرى الفكرة، والصور التي نقلتُ منها الأحداث كانت صورًا باهتة جدًا على المستوى الفني أيضًا، وكثير منها غير ملون، وعملت على إظهار الروح فيها».
وحول طبيعة اللوحات، أشارت إلى أنها جمعت الكثير من الصور في أرشيف، واختارت منها ما تعتقد أنها أبرز المحطات، مثل اجتماعه الشهير مع الرئيس الأميركي روزفلت على متن السفينة الحربية كوينسي بعد الحرب العالمية الثانية، واجتماعه مع رئيس الوزراء البريطاني السير ونستون تشرتشل، واجتماعه مع الملك فاروق في مصر، ولقائه في قصر القضيبية في البحرين بالشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، ولقائه بالجنرال الأميركي رالف رويس، وملك أفغانستان محمد ظاهر شاه، وزيارته للكويت مع الشيخ أحمد الجابر الصباح، ثم للبصرة بدعوة من السير البريطاني بيرسي كوكس، ولقائه الشيخ خزعل الكعبي شيخ الأحواز، وعلى متن السفينة الأميركية «يو إس إس سيمارون» مع البحرية الأميركية، وزيارته التاريخية لأرامكو في المنطقة الشرقية، وركوب أول طائرة أسست للخطوط السعودية، وغير ذلك، وهي في مجملها نوع من الاحتفاء بهذا التاريخ.
وتابعت: «أعتقد أننا في مرحلة مهمة تتطلب تعزيز انتمائنا لهذا الوطن، من خلال رموزه الكبرى، الوطن ليس فقط الأرض والتاريخ، فصناع هذا التاريخ والمجد والقيمة للدولة يستحقون منا هذا العرفان، وشخصية الملك عبد العزيز ليست بصفته مؤسسًا فقط بل بشخصيته العبقرية التي وحدت كيانًا مفككًا ونقلته إلى دولة حقيقية، وأسمي هذه الاحتفالية جزءًا من الانتقال من مرحلتي التأسيس والبناء إلى مرحلة الهوية، التي قد تعبر عنها (رؤية 2030)».
ولفتت إلى أنها لا تتعامل مع هذا المشروع من منطلق هواية، بل كجزء من عملها ورؤيتها والمهمات التي تقوم بها من خلال عملها الرئيس، معتبرة أن كثيرين لا يقدرون قيمة العمل الحر والفردي في خدمة هذه الصورة.
وعن موعد الإطلاق تقول: «أخطط ليكون بمناسبة اليوم الوطني السادس والثمانين، وأتمنى أن يسعفني الوقت لإنجاز الحدث بالصورة الرفيعة اللائقة».
يذكر أن فضيلة الجفال، كاتبة رأي كتبت في «الاقتصادية» و«الشرق الأوسط» ومجلة «المجلة» و«الحياة» ومجلة «الفيصل» وغيرها. وتعمل حاليًا كمستشارة من خلال مركزها ثنك تانك هاوس، ومتخصصة في الاتصال والعلاقات الدولية والدبلوماسية. وعملت كصحافية سياسية غير متفرغة منذ 2003، كما عملت سابقًا لدى «أرامكو» السعودية، وعضو مؤسس مع فريق تأسيس جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية. لها كتاب بعنوان «أيام مع المارينز، مذكرات صحافية سعودية مع قوات التحالف والقوات الأميركية»، وكتاب آخر قيد الإنجاز بعنوان «الجنس برائحة البارود» عن علاقة العنف والإرهاب بالكبت الجنسي.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».